5 في المائة من نزلاء “بويا عمر” جامعيون

عائلاتهم تؤدي 786 درهما شهريا مصاريف الإيواء دون أن يتلقوا العناية الطبية والعلاج كشفت نتائج مسح ميداني طبي، أجرته وزارة الصحة، وشارك فيه 20 طبيبا نفسانيا، ما بين غشت ودجنبر الماضيين، عن إشكالية انتهاك حقوق المرضى المصابين بأمراض نفسية بضريح بويا عمر، معطيات خطيرة، عن معاناة نزلاء بويا عمر. وجاء في نتائج المسح، الذي قدمه وزير الصحة، أمس (الأربعاء)، في عمالة إقليم السراغنة، أن 88 في المائة من نزلاء الضريح، مصابون باضطرابات ذهانية، 99 في المائة منهم يعانون الفصام، فيما يعاني 9.40 في المائة اضطرابات مزاجية و2.90 في المائة اضطرابات شخصية. وأوضحت نتائج الدراسة، التي تمت بتنسيق مع وزارتي الأوقاف والشؤون الإسلامية، والتضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية، والمجلس الوطني لحقوق الإنسان والجمعية المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان، أن 70 في المائة من حالات الإيواء تمت بطلب من عائلات النزلاء، 216 منهم بسبب الاضطرابات السلوكية و187 بسبب العنف، و68 بسبب التخلص من الإدمان، و32 بسبب العزوف عن التكفل بالمريض، مضيفة أن النزلاء، ضمنهم 692 رجلا، و19 امرأة، لا يتلقون العناية الطبية والعلاج، وتظهر عليهم علامات سوء المعاملة وسوء التغذية، بالإضافة إلى تخلي الأقارب عنهم، والأخطر من ذلك تسجل الدراسة أن 23 في المائة منهم في حالة صحية سيئة.وفي ما يخص الفئة العمرية للنزلاء، فإن 60 في المائة منهم تتراوح أعمارهم ما بين 30 سنة و49، و5 في المائة تتجاوز أعمارهم 60 سنة، و1 في المائة تقل أعمارهم عن 19 سنة.أما في ما يتعلق بالحالة العائلية، فأكدت الدراسة أن أغلبية النزلاء غير متزوجين، بنسبة 86 في المائة للعزاب، و5.4 في المائة من المطلقين و7 في المائة فقط متزوجون، تؤدي عائلاتهم ما معدله 786 درهما شهريا مصاريف للإيواء، أي أن تكلفة الإيواء التي يدفعها النزلاء تصل سنويا إلى حوالي 8 ملايين درهم، ما يعني أن المدينة التي تحتضن الضريح، والتي لا يتجاوز عدد سكانها 12 ألف نسمة، تعتبر المرضى عقليا محركها الاقتصادي الأساسي. وحملت الدراسة مفاجأة بتأكيدها أن 5 في المائة من نزلاء الضريح جامعيون، و36 في المائة تلقوا تعليما ابتدائيا، فيما لم تتجاوز نسبة الذين تلقوا تعليما إعداديا 31 في المائة، وتعليما ثانويا 17 في المائة، فيما نسبة الأميين لا تتجاوز 12 في المائة. والمفاجأة الثانية التي جاءت بين ثنايا الدراسة، تتعلق بالمناطق التي يتحدر منها 711 نزيلا، إذ أن أغلبية المرضى يتحدرون من جهة البيضاء، إذ يصل عدد النزلاء منها إلى 178 نزيلا، فيما يتحدر 72 آخرون من طنجة تطوان و64 من الشرق، و61 من تادلة، و54 من الرباط، ومثلها من مراكش، و44 من الشاوية، و39 من سوس، فيما يصل عدد النزلاء من مكناس إلى 33، و32 من دكالة، و26 من الغرب، و19 من كلميم، و16 من طاطا، و13 من فاس و5 نزلاء من العيون ونزيل واحد من وادي الذهب.أما بالنسبة إلى تعاطي المخدرات، فيعتبر التبغ والقنب الهندي والكحول والمخدرات الأكثر انتشارا بين النزلاء قبل القدوم إلى المركز، إذ أن 88.5 منهم مدمنون على التبغ، و54 في المائة يتعاطون القنب الهندي و42 في المائة الكحول، و16 في المائة يستخدمون أدوية الأمراض النفسية بطريقة غير طبية، و1.05 يستعملون المذيبات، و5 في المائة يستخدمون الكوكايين، و4 في المائة يتعاطون الهيروين.وحسب الدراسة نفسها، فإن الظاهرة لا تقتصر على بويا عمر الذي يستقبل 30 ألف زائر سنويا، 12 ألفا منهم في ذكرى المولد النبوي، بل تمتد إلى عدد من الأضرحة التي تنتهك فيها حقوق المرضى، توجد بمكناس وطنجة والجديدة... إذ أقرت الدراسة أن هذه الأضرحة، خاصة بويا عمر تعتبر ملجأ ومنفذا للعائلات غير القادرة على مواجهة الحالات المرضية لذويها المصابين باضطرابات عقلية ونفسية، خاصة المختلين عقليا ومدمني المخدرات، مسجلة أن المرضى عقليا يحتجزون فيها، وتمارس عليهم انتهاكات لحقوق الإنسان. وبالنسبة إلى الحلول المقترحة من الوزارة، فتتوزع على المدى القريب، وذلك بإنشاء مركز طبي اجتماعي طاقته الاستيعابية تصل إلى 120 سريرا، ورفع الوعي بتنظيم حملات للتحسيس، وتشمل مقترحات الوزارة حلولا على المدى المتوسط ، تهم تأهيل وتنظيم خدمات الإيواء العائلي، ثم تطوير العرض العلاجي في مجال الصحة العقلية والنفسية بجميع أنحاء المغرب للحيلولة دون التوجه إلى هذه الأماكن، والخضوع للعلاج والمراقبة الطبية المستمرة، على المدى البعيد. ضحى زين الدين

5 في المائة من نزلاء “بويا عمر” جامعيون

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اعتقال مصور أشرطة جنسية لخليجيين

تصفية رجل أعمال داخل شقته بآسفي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات