إصابات متفاوتة إثر ردم سلع التجار دون إشعار وخسائر بالملايين تحولت حملة السلطة المحلية للهدم بمقاطعة الحي الحسني بالبيضاء، إلى مواجهة حقيقية بين رئيس الدائرة مدعومة بالقائد والقوات المساعدة، مع التجار الذين أصيبوا بحالة هستيرية، بعد أن غافلت الجرافات محلاتهم الممتلئة بالسلع، لتردمها بما تحتوي عليه. وتواصل الهدم، صباح أول أمس (الأحد)، وسط صدمة يسابق فيها التجار إنقاذ بعض السلع من الدوس عليها، إذ انطلقت العمليات دون إشعار مستغلي المحلات التي تعود إلى أزيد من أربعين سنة، بسوق تعود تسميته إلى تزامنه مع حلقات المسلسل الأمريكي "دالاس"، الذي كانت القناة التلفزيونية المغربية الوحيدة تبثه في بداية ثمانينات القرن الماضي. موازاة مع ذلك، اخترق اللصوص عملية الهدم، ليغنموا كل الأشياء الثمينة بعد الفوضى التي ميزت التدخل، سيما أن تدافعا كبيرا شهدته العملية، نتيجة محاولة التجار حماية ممتلكاتهم الموجودة داخل المحلات. وشهد الجمعة والسبت الماضيان، أشرس التدخلات، ما انتهى بإصابات، ضمنها تعرض تاجر للكسر انتهى بنقله إلى المستشفى، وتعرض تجار للضرب من أجل إبعادهم وسبهم بعبارات نابية. وفي السياق نفسه أكد عشاق محمد، أمين السوق، أن التجار منظمون ودائما يستجيبون لما يطلب منهم من قبل السلطة ومختلف المتدخلين، بل حتى عندما أعلن عن أن السلطة ستقوم بتنظيف جنبات السوق لم يمتنع أحد، بل تمت مساعدتها في ذلك، لكن تغيرت الأمور فجأة وحلت الجرافات لتهدم المحلات وهي ممتلئة بالسلع، ودون إشعار قبلي، سواء بتحرير محضر أو شفويا، ما اعتبر شططا، لأن التجار هم مواطنون وأنهم يتحوزون محلاتهم منذ عقود، كما أنهم سبق أن بحثوا بأنفسهم قبل 15 سنة، عن حل باقتناء قطعة أرضية للانتقال إليها، دون تكليف الدولة عناء الترحيل، إلا أن السلطات صمت آذانها ولم تبادر إلى دعم المجهودات الفردية لتجار المتلاشيات ما ضيع تلك الفرصة. وأضاف عشاق الملقب بـ "ابن الشيخ" أن ما وقع اختلطت فيه السرقة بالهدم، وهو فوضى وشطط لا يمكن قبولهما من قبل أي مواطن، أما الخسائر التي تسببت فيها هجمة السلطة المحلية، فهي تقدر بالملايين. المصطفى صفر