إشاعة الجريمة… لا دخان بدون نار

سوابق راجت فيها أخبار عن جرائم خيالية وانتهت بفضح جناة لم يتم التبليغ عن جرائمهم قبل ثلاث سنوات، راجت بالبيضاء، أخبار عن وجود سفاح نساء، ورافقت تلك الأخبار التي انتشرت بقوة، صور من نسج الرواة، تصف شخصية المجرم ولون بشرته وقوته وأعماله، بل تحدد آخر مكان ارتكب فيه الجريمة.وأخذت الإشاعة تتناقل عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتنقلها عنها بعض اليوميات، قبل أن تتدخل مصالح ولاية الأمن، لتفند الخبر، وتشير إلى أن مصالحها بمختلف العمالات لم تسجل جرائم قتل مرتكبة من قبل مجهول، ونفت وجود سفاح النساء، معتبرة الخبر إشاعة الغرض منها زرع الرعب وإثارة الشعور بانعدام الأمن.لم تمر إلا أيام قليلة، حتى أوقفت عناصر الأمن سفاحا من نوع خاص، متخصصا في استهداف النساء. لم يكن المتهم يقتل كما روج له، بل كان يغتصب المتزوجات بعد أن يقتحم عليهن غرف نومهن أو يداهمهن في منازلهن، وكان يختار الميسورات، إذ تتكلل عملياته بسرقة الحلي والساعات وما إلى ذلك.الرابط بين إشاعة القتل والوقائع التي سجلت في حق المتهم هي استهداف النساء فقط، ولأنهن متزوجات فقد نسجت حولهن إشاعة القتل، وترجم اغتصاب المتزوجة إلى قتلها. فالبوح بأن سفاحا يقتل النساء يكون أقل وطأة من اغتصابهن، سيما أن العديد من الضحايا فضلن عدم التبليغ لإبعاد الفضيحة، بل منهن من تابعت علاجا نفسيا جراء الآثار التي خلفها الاعتداء الوحشي.الإشاعة تكون في بعض الأحيان بداية انتشار معلومات عن وجود خطر ما، يرتكبه مجرم ما، وتضعف الصورة الموضحة للفعل لتترجم إشاعات تتناسل قبل الوقوف على حقيقة الفعل الجرمي الذي دفع إلى تأويله بنسج حكايات خيالية...م . ص

إشاعة الجريمة… لا دخان بدون نار

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

فريد الركراكي يخرج ثاني أفلامه القصيرة

الباطرونا تلتزم باستثمار 4.2 ملايير درهم في الصحراء

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات