رفع مستوى التوقعات والاحتمالات بوجود مخططات دموية تستهدف المنطقة المغاربية أكد الاعتداء الإرهابي على مجلة «شارلي إيبدو» بوسط باريس، وحادث تفجير متحف «باردو» بتونس، «فرضيات» الأجهزة الاستخباراتية المغربية التي سارعت، منذ سنة تقريبا، إلى رفع مستوى التوقعات والاحتمالات بوجود مخططات دموية تستهدف المنطقة المغاربية وحوض البحر الأبيض المتوسط تقف وراءها المجموعات المتطرفة الدائرة في محيط تنظيمات «داعش» والقاعدة والنصرة.وظلت عيون الأجهزة المغربية، طيلة هذه المدة، مفتوحة على الآخر، على مسارات تحرك التنظيمات الإرهابية وتحركاتها وخططها في مناطق أنشطتها سواء بأوربا أو منطقة إفريقيا الساحل وجنوب الصحراء، أو في بعض الدول المغاربية التي تعرف منسوبا عاليا من التوتر، خصوصا ليبيا، دون إغفال ما يجري في سوريا والعراق وباقي منطقة الخليج، حيث نجحت أنصار أبو بكر البغدادي في بناء دولتهم الدموية تحت راية دولة الإسلام في العراق والشام، المعروفة اختصارا بداعش.وزاد العمل الإرهابي الذي هز مقر المجلة الفرنسية الساخرة «شارلي إيبدو» وسقوط حوالي 12 ضحية، أغلبهم من صحافيي المجلة ومديري تحريرها، وبعده حادث قتل 23 سائحا بتونس، يقينا بجدوى الإجراءات الاستباقية التي باشرتها أجهزة المديرية العام لمراقبة التراب الوطني (ديستي) ومديرية للدراسات والمستندات (لادجيد) وأجهزة المؤسسة العسكرية والدرك الملكي والأمن الوطني ومختلف الأجهزة الأخرى قبل شهور.وبدأت الحملات الاستباقية التأهب العسكري والتحرك المتواصل للعتاد العسكري في عدد من المدن الساحلية والمناطق الحساسة والإستراتيجية، وتشكيل فرق لليقظة والحذر تجوب أهم المناطق والشوارع المغربية، وملاحقة الخلايا النائمة في عقر دارها، إذ وصل العدد إلى حوالي 250 خلية وآلاف المعتقلين المشتبه في تخطيطهم لعمليات إرهابية في عدد من المدن، دون الحديث عن المراقبة اللصيقة بعدد من العائدين من بؤر التوتر أو المستعدين للسفر إليها وسن تعديلات قانونية تعاقب على هذه الأفعال.وظل المغرب يشتغل، طيلة هذه المدة، على مقاربة أساسية هدفها الوقاية من النزاعات، على خلفية الأوضاع الأمنية غير المستقرة ببعض دول شمال إفريقيا والشرق الأوسط وسوريا والعراق، وما تخلفه فوضى انتشار السلاح والنزاعات المسلحة من تهديد مباشر على المملكة وحدودها.وبسبب هذه المقاربة الاستباقية للوقاية من العمليات الإرهابية وحماية البلد والمواطنين وزواره ومؤسساته وسياحه منه، أضحت أجهزة المغرب في بؤرة الاهتمام على المستوى الإقليمي والدولي، خصوصا في نجاحها في تفكيك عدد من الخلايا وإحباط عدد من العمليات قبل المرور إلى مرحلة التنفيذ.يوسف الساكت