مغاربة ليبيا في ورطة

بعضهم ممنوعون من دخول مطار طرابلس وآخرون عالقون هناك في انتظار الطائرات "عتقوا المغاربة في ليبيا راهم مكرفسين"، هذا أبرز تصريح استقته "الصباح" من مغاربة عادوا خلال الساعات الأولى من أمس (الجمعة) إلى المغرب بعد اندلاع المظاهرات المطالبة برحيل معمر القذافي. تصريحات كان أغلبها يؤكد أن المغاربة عالقون بمختلف مناطق البلاد، ينتظرون الفرصة للوصول إلى المغرب، محاولين الفرار من معاناة عاشوها منذ أيام، وأن المئات منهم ممنوعون من دخول المطار، لكن البعض التزم الصمت وامتنع عن التحدث عما وقع هناك، إلا أن عيونهم كانت تترجم خوفهم، فيما كانت دموعهم تتحدث عما عانوه هناك، ومازال أفراد جاليتهم يعيشونه. معاناة مغاربة ليبيا مستمرة بعد أن تأخرت الطائرة التي كانت تقل 234 مغربيا، حالفهم الحظ واستطاعوا أن يفروا من جحيم مازالت ليبيا تعيشه، بأزيد من 4 ساعات، حطت الرحال بمطار محمد الخامس الدولي في الساعة الواحدة من صباح أمس (الجمعة). كانت ملامح الفرحة والخوف والحزن أيضا تبدوا على وجوه المغاربة العائدين، كما أنهم لم يكونوا مكترثين بعدسات المصورين التي كانت تلاحقهم، ولا بأسئلة الصحافيين، المهم أنهم وصلوا بأمان إلى المغرب."انتظرنا 4 أيام بالمطار بدون أكل ولا شرب. كنا نتقاسم الطعام بيننا، آملين في أن تصل طائرة تقلنا إلى المغرب" هذا ما أوضحه أحد المغاربة العائدين، مؤكدا أن وضع باقي المغاربة في المطار مزر، ويتطلب التدخل العاجل.وقبل أن يكمل الشاب حديثه، اغرورقت عيناه المتعبتان بالدموع، لكن زوجته أرادت أن توضح أكثر، واسترسلت قائلة "راه المغاربة مكرفسين عتقوهم"، موضحة أن بعض المسؤولين يرفضون مساعدة المغاربة والأخذ بيدهم، إلى أن يصلوا إلى المغرب، وأن العديد منهم عالقون بليبيا. كان المغاربة يتحدثون عما حدث في مطار طرابلس، وعما رأوه بأم أعينهم من قتلى وجرحى، وكلهم آمال في أن يتحسن الوضع هناك، ويستطيع باقي المغاربة العودة إلى وطنهم، باعتبار أن المئات منهم، حسب تصريحاتهم، مازالوا يفترشون الأرض، ويتحملون الإهانة، وأن المغمى عليهم من المغاربة يتركون على وضعهم، ولا تتحرك أي جهة لمساعدتهم.مغربي آخر عاد إلى المغرب أراد أن يوضح مدى خطورة ما يقع بمطار طرابلس، وقال إن المئات من المغاربة ممنوعون حتى من دخول المطار، مشيرا إلى أن عائلاتهم في المغرب حجزت تذاكر، إلا أنهم لم يتمكنوا من تجاوز الحاجز الأمني بالمطار، ولن يتخلصوا من حالة الرهب والخوف التي تسود المكان حتى يتمكنوا من مغادرة البلاد.الوضع "كويس" حسب البعضلم يكن لكل المغاربة العائدين إلى المغرب، الشجاعة الكافية للحديث عما حدث لهم هناك، إذ فضل البعض التزام الصمت، والتأكيد أن الوضع بليبيا هادئ و"كويس"، ولم يعرفوا أي مشكلة، إلا أن دموعهم فضحتهم وكشفت "المستور".فيما اتهم أحدهم القنوات التلفزيونية الأجنبية بتضخيم الموضوع، بعد أن أعطته أكثر من حجمه، نافيا مصادفته مظاهرة يطالب من خلاله الليبيون بمغادرة معمر القذافي أو حتى تداول أنباء سقوط القتلى والجرحى.وأكد الرجل، الذي كان يتصبب عرقا، فيما كانت يداه ترتعشان "خوفا"، أنه سيعود إلى ليبيا بعد أن تنتهي زيارته للمغرب، باعتبار أنه في زيارة، وليس فارا من المظاهرات.وأكد آخر أنه لولا إصرار عائلته بالمغرب لما عاد، باعتبار أن الوضع عاد ولا يدعو إلى القلق، باستثناء الاكتظاظ الذي يشهده مطار طرابلس بالعاصمة الليبية.طاقمان طبيان رافقا العائدينتجنبا لأي مشاكل صحية، كلفت شركة الخطوط الملكية المغربية، طاقمين طبيين بمرافقة المغاربة العائدين إلى المغرب.وفي هذا الصدد، قال الدكتور رمزي، رئيس القسم الطبي للخطوط الملكية المغربية، إن الشركة جندت طاقمين للتدخل السريع في حالة وقوع مشاكل صحية للمسافرين بالطائرة، باعتبار أنهم عاشوا ظروفا وصفها بـ"الصعبة" بعد اندلاع المظاهرات بليبيا وانتشار الهلع بين المواطنين هناك.ونفى رمزي في حديثه مع "الصباح"، وقت وصول الطائرة، أن يكون الطاقمان سجلا أي مشاكل صحية خطيرة أو حتى حالة إغماء، مشيرا إلى أن الوضع كان عاديا باستثناء بعض حالات التعب التي ظهرت بين صفوف المسافرين.وأوضح رمزي أن الطاقمين كانا جاهزين للتدخل ومساعدة المسافرين في أي لحظة، بعدما عانوا بسبب الظروف التي تشهدها ليبيا.إلى ذلك، أكدت الخطوط الملكية المغربية أنها زادت حجم عرضها الجوي انطلاقا من وإلى ليبيا، من خلال إرسال طائرات ذات طاقة استيعابية كبيرة لتأمين نقل جميع زبنائها. وأوضحت الشركة ذاتها أنها نظرا لتطور الوضع في ليبيا، عبأت فرقها بمطار طرابلس بغية تقديم المساعدة الضرورية للمسافرين. مغاربة بلا مساعدة فيما قالت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون في إطار متابعــة أوضاع المغــاربة بليبيا، إنها شكلت خلية أزمة، شرعت في عملها منــذ يــوم الأحــد الماضي، لمتابعــة تطــور وضعية الجالية المغربية المقيمة بليبيا، أكد بعض المغـاربة العــائــدين مـن ليبيا صباح أمس (الجمعة)، أن العديد منهم حاولوا الاتصال بالخلية، إلا أنهم فشلوا في ذلك.وأضاف أن المغاربة بليبيا وعائلاتهم بالمغرب، حاولوا الاتصال بكل الجهات التي يمكن أن تساعدهم في الرجوع إلى المغرب، لكن دون جدوى.يشار إلى أن عدد المقيمين المغاربة في ليبيا بصفة رسمية يقدر ب70 ألف، بالإضافة إلى آلاف المغاربة الذين يقيمون بصفة غير قانونية.ولقي مغربي في ليبيا، حسب ما تم الإعلان عنه رسميا، مصرعه بعد إطلاق الرصاص الحي عليه، ويتعلق الأمر بالمقدم الأنصاري، (20 سنة)، الذي سقط في مواجهات شهدتها منطقة البيضاء. إيمان رضيف

مغاربة ليبيا في ورطة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

غلاب يدرس ملف السكن مع مهنيي النقل

متقاعدو الجيش ينظمون مسيرة بمراكش

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات

متقاعدو الجيش ينظمون مسيرة بمراكش