إحباط تهريب قنطار من الشيرا بفاس

اعتقال 50 شخصا وبارونات غيروا خططهم وجندوا أبناء الفقراء لتهريب المخدرات أحبط أفراد شرطة وحراس الأمن الخاص بمحطة القطار أكدال بفاس، محاولات تهريب أكثر من قنطار و10 كيلوغرامات من مخدر الشيرا عبر مختلف القطارات الرابطة بين المحطة ومختلف المدن المغربية، في مدة قياسية لا تتعدى 5 أشهر، في عمليات اعتقل فيها عشرات الأشخاص قدموا إلى المحكمة الابتدائية بالمدينة. ويبقى آخر «صيد ثمين» بالمحطة، إحباط تهريب 11 كيلوغراما من المخدر نفسه، عثر عليها زوال الأربعاء الماضي، مخبأة بحقيبة «ت. ب» جندي سابق بالصحراء المغربية، في ربيعه الرابع والثلاثين ويتحدر من قلعة السراغنة، أثناء استعداده في الحادية عشرة و40 دقيقة لركوب القطار الرابط بين المحطة ومراكش، حيث كان ينوي تسليم الكمية إلى بارون مخدرات، قبل أن يسقط في قبضة شرطي.وتبخرت آمال هذا الجندي السابق في فيلق «الجيني»، في الكسب المادي من تجارة يعلم مخاطر المغامرة فيها، ليجد نفسه بين أسوار سجن عين قادوس في انتظار حكم قضائي ينتظره بتهمة مسك المخدرات وتسهيل استعمالها على الغير، شأنه شأن أشخاص آخرين سلكوا الطريق نفسها ونالوا المصير ذاته، بينهم جنود وأخو «مخازني» ومقاول وشباب مغرر به من قبل بارونات المخدرات. العملية تمت بعد ساعات قليلة من إيقاف شاب آخر متحوزا بكيلوغرام واحد و800 غرام من الشيرا مخبأة في حقيبته المجرورة، وكان ينوي تهريبها إلى القصر الكبير لترويجها، بعدما سقط مقاول في البناء يتحدر من منطقة أولاد داود بتاونات، في الفخ نفسه قبل اعتقاله وبحوزته 6 كيلوغرامات كانت كافية لرهن أشهر من حياته بين أسوار السجن حيث تموت الأحلام الوردية التي بناها.يوميا تضبط كميات متفاوتة من الشيرا عند شباب مسافر عبر قطارات خاصة في اتجاه الرباط والبيضاء ومراكش وأكادير وغيرها، غالبيتهم ينتمون إلى فئات اجتماعية هشة، ويسخرون من قبل مروجين للمادة، ما تكشف عنه نسبتهم الصادمة بين صفوف الموقوفين بمحطة القطار أكدال بفاس، الذين فاق عددهم الخمسين خلال تلك المدة، ضبطت بحوزتهم أكثر من قنطار من المادة.ويبدو أن «بارونات المخدرات» غيروا خططهم لتهريب هذه المادة عبر سيارات خاصة عابرة للطرق الوطنية والسيارة في كل الاتجاهات المستهدفة من قبلهم، ولجؤوا إلى قطارات «الخليع» والاستغلال الأبشع للشباب الناقل للبضاعة، طالما أن المراقبة لا تتجاوز حدود أبواب المحطات ولا تتم داخل العربات إلا في ما قل وندر، ما يجعل إمكانية نجاح عملية التهريب، ممكنة بنسب مهمة.ويبدو أنهم وضعوا القطارات نصب أعينهم لتهريب المادة بعد تضييق الخناق على بعضهم، مسخرين في ذلك نساء وشبابا وكهولا عادة ما يسقطون ضحايا خوفهم الظاهر على وجوههم وملامحهم المتوجسة، قبل دخول المحطة أو امتطائهم عربات القطارات في اتجاه مختلف المدن المغربية، محملين بكميات متباينة تفتح في وجوههم طريق السجن لقضاء عقوبات سالبة لحريتهم.ولعبت الصدفة دورا مهما في إيقاف هؤلاء وغيرهم المعتقلين من قبل عناصر الشرطة أو حراس الأمن الخاص بمحطة أكدال، فيما قد يكون آخرون لم تظهر عليهم علامات الارتباك أو التخوف، نجحوا في «العبور الآمن» لأبوابها قبل أن يصلوا وجهتهم سالمين غانمين ليتسلموا مبالغ مالية زهيدة، فيما يستفيد مسخروهم في ذلك، من أرباح باهظة وخيالية نظير عملية نقل قام بها غيرهم. ويفضل «البزنازة» الكبار بكتامة، إبعاد الشبهات عنهم، بعد استحالة إمكانية «شراء الطريق» وتأمينها، لسقوط رؤوس كبيرة في الدرك والأمن لعلاقاتها المشبوهة معهم. لذلك يستقطبون شبابا من الجنسين غارقين في الفقر والضياع، لتهريب المادة وإغرائهم بمبالغ مالية بسيطة لا تكفي أحيانا لتأمين تنقلهم إلى الوجهة المحددة، دون أن يعيروا لعواقب الأمور، اهتماما طالما أن «الطمع طاعون». ويبدو أن نقل كميات المخدرات من مناطق إنتاجها بكتامة وضاحية تاونات إلى فاس، ليس صعبا أمام إغراق السوق بها رغم الحملات الأمنية التي ارتفعت وتيرتها بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة إلى حد لا تكاد جلسة من جلسات ملفات الجنحي التلبسي بابتدائية فاس، تخلو من عشرات قضايا مسك وحيازة وترويج المادة أو استهلاكها، المتابع فيها فتيات وشباب «لا حول ولا قوة لهم». حميد الأبيض (فاس)

إحباط تهريب قنطار من الشيرا بفاس

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

استئنافية البيضاء ترفض إجراء خبرة على عقار

ميكانيكي يطيح بشبكة دولية للمخدرات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات