حرب إلكترونية غير مسبوقة

الذكاء الاصطناعي... هكذا نرسم نهايتنا 6 نستعرض في هذه الحلقات، كتابا مثيرا للجدل، يتحدث عن "أخلاقيات الذكاء الاصطناعي"، والخبايا المحيطة به، لكاتبه البلجيكي مارك كوكلبيرغ، المعروف بمواقفه القوية، وأستاذ الفلسفة والتكنولوجيا بجامعة فيينا، ونائب عميد كلية الفلسفة والتربية السابق في الجامعة نفسها. يطرح كوكلبيرغ مواضيع مهمة ومخيفة بخصوص الذكاء الاصطناعي، وما يمكنه أن يفعل بحياة الإنسان، إذ يرى أن الاعتماد عليه في كل حياتنا، يمكن أن يؤدي بالبشرية للزوال، بل يعتبر دليلا على عجز الإنسان عن تدبير أبسط شؤونه اليومية. العقيد درغام إنها حرب حقيقية، أشرس مما كنا نتصور، وما عشناه طيلة السنوات الماضية. هذا هو تصور كوكلبيرغ، الذي قال إن دولا تعتبر تطور الذكاء الاصطناعي فرصة ذهبية، لشن حروب إلكترونية بالوكالة، يمكنها أن تعطل خدمات أساسية في العالم، وخاصة في بعض الدول التي لا تتمتع بـ"حصانة إلكترونية" كافية لمواجهة الاختراقات. عرف العالم طيلة السنوات الماضية، حروبا إلكترونية كبيرة وقوية، لكن أقواها، لم يتمكن من القضاء على الأنظمة المعلوماتية ولا على النظام الرقمي للدول، لكن ما نحن مقبلون عليه في المستقبل، مع استمرار تطور الذكاء الاصطناعي، أكبر بكثير، وأخطر وأقوى، إذ يمكن أن يسقط أنظمة دول، وشبكة معلوميات كلها، في ظرف وجيز. يحاول كوكلبيرغ تبسيط ما سيحدث من خلال ربطه ببعض الأحداث التي صورت في أفلام، نسميها اليوم "الخيال العلمي"، لكنه يرى أنها باتت واقعا حتميا سيواجهه العالم قريبا. يقول كوكلبيرغ، هل تتذكرون ما حدث في أفلام للخيال العلمي، عندما كانت شبكات إجرامية تقطع الأنترنت على الولايات المتحدة الأمريكية كلها، بل تخترع أنظمة معلوماتية وتبعث برسائل إلى المواطنين، ويتم تخريب أجهزة الاتصالات وما إلى ذلك، بغرض إحداث انقلاب في الحكم أو قتل الرئيس أو الإطاحة بالحكومة ... فإننا اليوم أمام سيناريو ما قبل الفاجعة ! يرى كوكلبيرغ أن استمرار تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، دون رقيب أو حدود، سيقودنا إلى هذا السيناريو، خاصة مع ارتفاع حدة التصارع والتناحر بين القوى العالمية الكبرى، ويذكر على الخصوص الصين وروسيا وأمريكا والاتحاد الأوربي، ولا يستبعد سيناريوهات مماثلة، خاصة أن الهجمات الإلكترونية لا تتوقف في العالم يوميا، إذ تنجح بعضها في تعطيل أجهزة معلوماتية وحواسيب وتطبيقات ومواقع لأيام فقط، لكن لا يصل الأمر إلى اندلاع حروب مسلحة أو الإطاحة بأنظمة. يحذر كوكلبيرغ من أن العالم بتسريعه لاستعمال وتطوير الذكاء الاصطناعي، يمكن أن يجر نفسه لفاجعة قد تنهيه بشكل تام، بل قد تعيده إلى العصر الحجري، إذ سيعود الإنسان إلى التواصل بالرسائل والطيور، وينتهي زمن التطور التكنولوجي، لأن لا أحد سيكون قادرا على استعمال وسائل التواصل الحديثة، لأنها ستصبح كلها معرضة للاختراق والتزوير والاستهداف، دون حماية ولا رقابة. يتساءل كوكلبيرغ كيف يمكن لعالم لم يطور حتى نظام حماية فعال ضد الهجمات الإلكترونية البسيطة، أن يسمح لنفسه أن يطور وسائل اختراق وقرصنة وتدمير إلكتروني متطورة جدا، بل تصل إلى حد دفعه للفناء والقضاء على كل التطور التكنولوجي الذي وصل له الإنسان طيلة العقود والقرون الماضية. وحذر المتحدث نفسه من أن بعض الدول اليوم، تطور سرا بعض الأنظمة المعلوماتية التي تمكنها من اختراق دول بأكملها، وتدمير هواتف وحواسيب عن بعد، كما حدث في لبنان أخيرا من قبل إسرائيل، وكيف تم تخريب أجهزة "البيجر" وتفجيرها في أيدي أصحابها بشكل غريب وغير مسبوق.

حرب إلكترونية غير مسبوقة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الفساد القاتل

تأسيس الجناح العسكري

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات