لن يسامح منتخبو البيضاء محمد امهيدية، والي جهة البيضاء سطات، الذي "غفلهم"، ورتب لقاء مع رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم ومسؤولي شركة "سونارجيس" لزيارة ميدانية لأشغال إصلاح المركب الرياضي محمد الخامس، صباح الخميس الماضي، وهو الموعد نفسه لانعقاد دورة عادية لمجلس المدينة، ترأستها العمدة، وحضرها نوابها المفوض لهم. ففي قرارة أنفسهم، يشعر عدد من مسؤولي الجماعة (خصوصا المدافعين عن تجربة المسؤول الترابي الجديد بالمدينة)، بحركة "غدر" غير متوقعة من الوالي، الذي لم يكلف نفسه عناء تكليف الكاتب العام لإخبار الرئيسة، أو أحد نوابها المفوض لهم في قطاعي الرياضة والثقافة، من أجل مرافقة رئيس الجامعة إلى المركب، والمساهمة في تقديم الشروحات الكافية له عن تقدم الأشغال وصعوباتها، وبسط أهم الملاحظات والخلاصات المنبثقة عن لجان القيادة والتتبع. كانت "الصدمة قوية" (فعلا)، حين بدأت صور فوزي لقجع والوالي ومرافقيهما، تتقاطر على مجموعات تطبيق التراسل الفوري "واتساب"، وتوصلت بنسخ منها العمدة نفسها ونوابها ورؤساء الفرق وصحافيون حضروا الجلسة الأولى لدورة فبراير، وطرحوا جميعا السؤال نفسه: أين هي الجماعة؟ لا أحد يملك الجواب، ولا أحد يستطيع طرح السؤال على الوالي، الذي قد يعتبر ذلك مجرد زيارة "عادية"، جاءت، على نحو مستعجل، بطلب من رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم، الذي يقوم بجولات وطنية في مختلف المشاريع وأوراش المركبات والملاعب والبنيات التحتية الموازية، التي تحتضن نهائيات كأس إفريقيا للأمم في دجنبر 2025. لكن، ما قد يعتبره الوالي زيارة "عادية"، تمت في غياب ممثلي المدينة، قد تبدو للبعض إشارة واضحة تعكس إرادة "ما" لإقصاء شريك مهم في تنظيم تظاهرة قارية في البيضاء، بل هو أكثر من "شريك"، لأن الأمر يتعلق بأصحاب الملك ومالكي الرسوم العقارية للمركب الرياضي، أو أصحاب الدار التي لا يمكن الدخول إليها دون استئذان، وفق العادات المغربية الأصيلة. أكثر من ذلك، قد يقدم هذا الإقصاء هدية على طبق من ذهب إلى هؤلاء الذين ظلوا ينبهون، بصيغ ومناسبات مختلفة، من مزالق التفريط في اختصاصات خالصة للجماعة، وترك الفراغات التي تعتبر العدو اللدود للطبيعة، إذ كلما رأت الطبيعة فراغا (دون صاحب) إلا وأجهزت عليه، وطلقت فيه عروقها وأغصانها وأعشاشها. لقد جاء محمد امهيدية في أكتوبر 2023 إلى جهة البيضاء سطات، مكلفا بمهمة أساسية واحدة، هي إعداد العاصمة الاقتصادية لنهائيات كأسي إفريقيا والعالم في كرة القدم، ومستعد أن يفعل أي شيء في سبيل عرض حصيلة تليق بمسار طويل في الإدارة الترابية. وفي الطريق إلى ذلك، قد يدوس الرجل على بعض "الأشياء"، ويكسر أواني "خزف" ويرتطم بأخرى، دون أن يقصد ذلك، لكن ستكون عواقبها وخيمة في عهد ملك بنى عرشه على مفهوم جديد للسلطة. للتفاعل مع هذه الزاوية: mayougal@assabah.press.ma