انتشر داء الحصبة بصورة غير مسبوقة، إلام تعزون هذا الأمر؟ بالفعل يشهد المغرب وضعية غير عادية لانتشار داء الحصبة المعروف في الأوساط الشعبية باسم "بوحمرون"، حيث سجلت 25 ألف إصابة و120 حالة وفاة منذ 2023. ويعتبر من الأمراض شديدة العدوى التي تؤثر على الجهاز التنفسي، وتنتشر في الجسم بثور مسببة مضاعفات صحية خطيرة قد تؤدي الى الوفاة، أما عودة الوباء بعد كل هذه السنوات وبهذا الشكل، فإنها لا تخرج عما أعلنه وزير الصحة، خصوصا توقف بعض الأسر عن تلقيح أطفالها خلال جائحة "كوفيد 19"، بالإضافة إلى التراخي في المراقبة الوبائية واليقظة لجرد الحالات ومحيطها من أجل حصرها و تلقيحها للحد من انتشار العدوى. انطلقت التحذيرات منذ 2022 بعد ظهور المرض في مدن بجنوب المملكة، هل يمكن أن نلوم أجهزة اليقظة بوزارة الصحة عن هذا التأخر؟ وزارة الصحة دائما حريصة على تعزيز البرامج الصحية والعمل على تنزيل مجموعة البرامج بتنسيق مع جميع القطاعات المتدخلة، من أجل الحفاظ على الصحة العامة للمواطنين، فقط وقع شرخ في فترة الحجر الصحي المرتبطة بجائحة "كوفيد 19" ما أدى إلى هذه التراكمات، لكن اليوم هي منكبة على مواجهة الوباء لتصحيح الوضع، من خلال برامج وخطط عمل بشراكة مع جميع المتدخلين لمحاصرة الوباء و الرجوع إلى الحالة الطبيعية. ومن المؤكد أن المجهودات الكبيرة، التي تقوم بها وزارة الصحة والحماية الاجتماعية على جميع المستويات وبشراكة مع باقي المتدخلين، سنرى نتائجها الإيجابية عما قريب، فالحملات الاستدراكية للتلقيح من أجل الوصول إلى معدل 95 في المائة، وتعزيز آليات المراقبة الوبائية والرصد و التتبع، والتعاون مع مختلف الفرقاء، كلها مجهودات ستحقق الهدف. ما هي الحلول التي اعتمدت لمواجهة "بوحمرون"؟ في ظل هذه الوضعية الوبائية استنفرت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية مصالحها المركزية واللامركزية، لمحاصرة البؤر والتصدي لانتشار المرض وحماية الصحة العامة للمواطنين، إذ أطلقت منذ أكتوبر الماضي حملة وطنية واسعة للمراجعة واستدراك تلقيح الأطفال أقل من 18 سنة، بتعاون مع وزارة التعليم الأولي والرياضة ووزارة الداخلية، بالإضافة إلى باقي الشركاء. كما اتخذت مجموعة من الإجراءات والتدابير الوقائية والعلاجية المنصوص عليها في البروتوكول الصحي، الذي وضعته الوزارة الوصية في هذا الشأن بمجرد رصد الأعراض الخاصة بداء الحصبة. أجرى الحوار: المصطفى صفر فؤاد عرشان (مدير مستشفى الزموري بالقنيطرة)