لجن تقوم بزيارة المؤسسات الخاصة لضبط المخالفين كشفت مصادر من أكاديمية التعليم بمراكش أنه، أحدثت، أخيرا، لجنا للتصدي لظاهرة الدروس الخصوصية، تقوم بزيارات خاطفة خلال الفترات الليلية لبعض المؤسسات التعليمية الخاصة، بحثا عن أطر تدريسية تشتغل في التعليم العمومي، وتعمل على إعطاء الدروس الخصوصية مؤدى عنها، بعد أن أصدر وزير التربية الوطنية والتكوين المهني مذكرة يمنع بموجبها وبأي شكل من الأشكال تنظيم المدرسات والمدرسين لدروس خصوصية مؤدى عنها لفائدة التلاميذ. أمام هذه الاقتحامات المباغتة للمؤسسات التربوية الخاصة بمراكش انعقد، اجتماع لأرباب هذه المؤسسات للتنسيق وتدارس الأوضاع والإكراهات التي أصبحت تهدد قطاع التعليم الخاص في مراكش، الذي يعتمد بنسبة كبيرة على أطر الوزارة، خاصة في التعليم الثانوي الإعدادي والتأهيلي.ورفع المجتمعون ملتمسا لمدير الأكاديمية احمد بنزي، من أجل إعطاء مهلة حتى متم السنة الدراسية لأن هذه الفترة من الموسم الدراسي غير مناسبة لاتخاذ مثل هذه القرارات حسب قولهم. وفي سياق متصل، ينبذ الكثيرون ظاهرة الدروس الخصوصية أو الساعات الإضافية، إذ هناك من يعتبرها عملا إجراميا يرتكب في حق التلميذ والمنظومة التربوية على حد سواء. وأغلب الآراء المناهضة لظاهرة الدروس الخصوصية تنبني على مسألتين أساسيتين، الأولى تتعلق بابتزاز التلاميذ وأوليائهم من أجل الحصول على نقط جيدة في المراقبة المستمرة، فيما المسألة الثانية تتجلى في تهاون المدرس خلال الفصل الدراسي وادخار الجهد للدروس الخصوصية.وفي هذا الصدد يقول، محمد أبو البقاء، رئيس مؤسسة خصوصية بمراكش في حديثه مع»الصباح» إن «المؤسسات الخاصة مع اتخاذ إجراءات صارمة في حق المدرس الذي يبتز تلامذته من أجل الدروس الخصوصية، ونعتبر الأمر عملا إجراميا يرتكب في حق التلميذ». وأوضح المتحدث ذاته أن الأمر نفسه ينطبق على المدرس الذي يتهاون داخل الفصل الدراسي مقابل تخصيص كامل جهده للدروس الخصوصية.واسترسل أبو البقاء «علينا أن نكون موضوعيين في تحليلنا للظاهرة من جوانب عدة»، مؤكدا أن هناك أساتذة يرفضون رفضا قاطعا إعطاء الدروس الخصوصية لفائدة تلامذتهم ويقومون بواجبهم المهني على أحسن ما يرام بشهادة التلاميذ والإدارة التربوية، لكن بالمقابل «نجدهم يقدمون دروسا خصوصية لفائدة تلاميذ مؤسسات أخرى في أوقات فراغهم».ومن جانبه، عبر أبو تلميذ عن مواقفه من إعطاء الدروس الخصوصية للتلاميذ المتعثرين دراسيا أو الطموحين للحصول على معدلات عليا تخول له ولوج كبريات المؤسسات، مؤكدا أن الأمر يعد ايجابيا.إلى ذلك، دعت المذكرة هيأة التدريس إلى تكريس جهودهم من أجل رفع مستوى المتعلمات والمتعلمين في إطار الحصص الرسمية، وإلى مواكبة المتعثرين منهم من خلال دروس الدعم والتقوية المعتمدة في إطار السياسة الرسمية للوزارة في مجال الدعم التربوي.نبيل الخافقي (مراكش)