كتاب للباحث والمؤرخ يقارب موضوع المجتمع وتجليات السلطة قال الباحث والمؤرخ عبد الأحد السبتي، إن كتابة التاريخ في المغرب صارت بدون أسئلة توجهها، وإنه صار هناك نوع من الانحباس والتكرار في هذا المجال. وأضاف السبتي، خلال لقاء تقديم كتابه "مقاطع من تاريخ المغرب، المجتمع وتجليات السلطة" احتضنه المعهد الملكي للبحث في تاريخ المغرب بالرباط، أن هناك توجها نحو كتابة التاريخ المحلي، وهو يبدو ظاهريا توجها مريحا، بدأ بأسئلة أنثربولوجية لكنه صار في الفترة الحالية بدون أسئلة. وتحدث السبتي، خلال اللقاء الذي تولى تسييره المؤرخ ومدير المعهد رحال بوبريك، عن كتابه معتبرا إياه تجربة في الكتابة، تتجاوز الأسلوب التقريري للأبحاث التاريخية، وتسعى إلى استبطان التاريخ الاجتماعي المغربي وتقترح مداخل غير معهودة في هذا التاريخ. كما يطرح الكتاب، حسب المؤلف، قضية البنية الاجتماعية وعلاقتها بالسلطة، وأيضا ظاهرة العائلات المخزنية، إضافة إلى أن الكتاب يطرح سردية قديمة تجدد معرفتنا بالمجتمع المغربي والدولة في بعدها التاريخي. ويعد الكتاب الصادر عن دار النشر "الفنك"، عبارة عن تجميع لمقالات نشرها المؤلف بين 2013 و2016 في مجلة"زمان" المتخصصة في التاريخ، وتتناول على الخصوص التاريخ الاجتماعي للمغرب في القرن التاسع عشر. وأكد مدير المعهد الملكي للبحث في تاريخ المغرب، رحال بوبريك، في كلمة تقديمية للكتاب، على الرصانة التي ميزت مقاربة الباحث في تأليف هذا الكتاب، والتي مكنته من اعتماد المنهجية الصارمة في الكتابة التاريخية وجعلها في متناول العموم. وأشار بوبريك إلى أن هذا الكتاب يقدم تحليلا معمقا لمقاطع من تاريخ المغرب، خلال القرن التاسع عشر، مع تبسيطها لجميع القراء، وتشريح العلاقة القائمة بين المجتمع والسلطة وديناميات السلطة التي كانت سائدة خلال هذه الفترة. من جانبها، استعرضت الأكاديمية رحمة بورقية، في مداخلتها، المداخل الأساسية للكتاب، متحدثة عن الكتابة التاريخية عن المغرب خلال القرن التاسع عشر والفضول الذي كان يحرك المؤرخين والمستشرقين الأجانب. أما الباحث حميد تيتاو، فاعتبر أن الكتاب يدخل ضمن تعميم المعرفة التاريخية ويحاول أن يقدم للقارئ معرفة تاريخية يمكن أن يفهمها القارئ غير المتخصص. وأضاف تيتاو أن الأسلوب الذي اعتمده السبتي للتعامل مع المادة التاريخية وفق قاعدة أساسية، وهي الذهاب والإياب بين المراحل التاريخية وبين الماضي والحاضر، والبحث عن أجوبة لأسئلة الحاضر وإشكالاته من خلال الماضي. عزيز المجدوب