امحوش… عاشق القضاء الجالس

هي تجربة ميدانية في سلك القضاء امتدت 32 سنة، ثم ثلاث سنوات في الخدمة المدنية وكتابة الضبط. وترك أحمد امحوش، نائب الوكيل العام للملك السابق بالرباط، بصمات لا تنسى ما زال يتذكر طرائف العديد منها بمختلف الدوائر القضائية التي اشتغل فيها. أحمد امحوش هو قاض اشتغل في نهاية مساره بالنيابة العامة لدى محكمة الاستئناف بالرباط وآسفي، لكنه يعشق الاشتغال قاضيا للأحكام.غادر ابن خنيفرة المزداد في 1965 سلك القضاء قبل سنتين، ليلتحق، الأربعاء الماضي، بسلك المحاماة محاميا بهيأة الرباط، بعد تجربة 35 سنة بسلك القضاء. اشتغل امحوش بالخدمة المدنية قبل تسعينات القرن الماضي، ثم بكتابة الضبط بعدها، ليلتحق بسلك القضاء بعد 1992. وبعد تخرج امحوش اشتغل بمراكز مقيمة تابعة للدائرة القضائية بالرشيدية وهي مسقط رأس والده وأجداده، كبوذنيب وأرفود والريصاني والجرف، ليقضي بها ثلاث سنوات. وبعد الرشيدية التحق امحوش بمكان ولادته عاصمة زيان خنيفرة، وقضى بها خمس سنوات متنقلا بالمراكز المقيمة كمولاي بوعزة وامريرت والقباب، كسب فيها تجربة مهمة ميدانيا في السلك القضائي. بعدما كسب خبرة ثماني سنوات متنقلا بين مجموعة من المراكز المقيمة بالرشيدية وخنيفرة، أصبح مؤهلا لتولي مهمة قاض للتحقيق بالمحكمة الابتدائية بالخميسات، ليتولى هذا المنصب مدة سنتين، ثم ينتقل نحو الرباط ليشتغل بها أيضا قاضيا للتحقيق من 2006 إلى 2013. قاض للجنح رغم اشتغال ابن عاصمة زيان قاضيا للتحقيق بالمحكمة الابتدائية بالرباط، كان يترأس جلسات الجنحي بين الفينة والأخرى، ليكون قاضيا عاشقا للقضاء الجالس. يقول ابن خنيفرة إن قاضي الحكم مسؤولية يجد فيها المتمرس حريته في النطق بالأحكام وتعليلها دون ضغوط، عكس النيابة العامة التي يبقى فيها النائب ملزما ووفق القانون بالعودة إلى وكيل الملك أو الوكيل العام في اتخاذ القرارات. ختم امحوش مشواره نائبا للوكيل العام للملك بآسفي، كما اشتغل منذ 2013 إلى 2021 نائبا للوكيل العام بالرباط، ليبرز خبرته حوالي ثماني سنوات متتابعة، وأيضا مستشارا بالدائرة القضائية للرباط. وكسب القاضي نفسه خبرة في جهاز النيابة العامة، سيما إلى جانب مولاي الحسن الداكي رئيس النيابة العامة، الذي كان يشتغل وكيلا عاما للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط. طرائف يتذكر القاضي السابق مجموعة من الطرائف، أولاها مع بداية مشواره المهني بالرشيدية، حينما تقدمت امرأة بدعوى قضائية ضد زوجها للحصول على النفقة، وأثناء بته في النازلة، طالب الزوج بعودتها إلى بيت الزوجية أو الطاعة، كما يصفها أبناء الصحراء الشرقية. بعدما طلب الزوج عودة الزوجة، ردت عليه، يتذكر القاضي، بعبارة «وسير حتى يكون عندك عاد نرجع». من القضايا التي اصطدم بها امحوش حينما كان قاضيا بالخميسات، دعوى رفعها شاب في مواجهة والدته، يطالبها بالأداء، بعدما أقرضها 5000 درهم، وبعدما عجزت عن تسديد ما بذمتها، وقع لها على اعتراف بدين، رغم أنها مقعدة وسلك المسطرة القضائية. وقضى امحوش برفض طلب المدعي، ورغم استئناف الحكم أيدته غرفة الاستئناف بالرباط، في الوقت الذي كان فيه المدعي المتحدر من آيت يادين، يريد بشتى السبل القانونية التنفيذ على والدته. محام يطلب مهلة لمشاهدة مباراة من القضايا الطريفة التي وقعت في جلسة كان فيها امحوش يمثل النيابة العامة في ملف جنائي بالرباط في 2021، حينما التمس محام في ملف عقاري تأجيل النازلة التي تتابع فيها أطراف عديدة، بغرض مشاهدة مباراة لكرة القدم للمنتخب المغربي في نسخة قطر لكأس العالم، وهو ما اعتبره ممثل النيابة العامة ملتمسا في غير محله، وأنه طيلة مساره المهني لم يصطدم بمثل هذا النوع من الملتمسات، لكن المحامي أظهر انفعاله، فالتمس النائب من رئيس الجلسة تدوين طلب المحامي في محضر كاتب الضبط، حتى يكون على بينة أمام الوكيل العام للملك، في حال تطرقت الصحافة للموضوع. الالتحاق بالمحاماة بعد 35 سنة من سلك القضاء، اختار ابن عاصمة زيان طريقا آخر، وهو التسجيل بهيأة المحامين بالرباط، لتوظيف خبرته ومهاراته في مجال القضاء، وهو الترافع عن المظلومين أمام مختلف المحاكم، وفور إعلانه الالتحاق بالوظيفة الجديدة، سارع عدد من أصحاب البذلة السوداء لتهنئته بالالتحاق بهم. عبد الحليم لعريبي

امحوش… عاشق القضاء الجالس

يرى أن قاضي الحكم لا يتعرض للضغوط عكس قاضي النيابة العامة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الموارد الجبائية تتجاوز 28 ألف مليار

وفيات غامضة بتاونات وتازة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات