سلامي: منتوجنا الكروي تراجع

قال جمال سلامي، مدرب المنتخب الأردني، إن المنتوج الكروي الذي تقدمه الأندية المغربية حاليا تراجع بشكل ملحوظ، عما كان عليه الحال خلال السنوات الماضية. وأضاف سلامي في حوار مع "الصباح" أن البطولة تعاني عدة إكراهات تتعلق بالجانبين التدبيري والمالي، ما يؤثر سلبا على الاستقرار، معتبرا إياه عنصرا مهما في بناء أي مؤسسة كروية منتجة للفرجة والتنافس الراقي. وأشاد سلامي، المدرب السابق للمنتخب المحلي، بالطفرة النوعية التي تشهدها المنتخبات الوطنية، عازيا سبب ذلك إلى تبني إستراتيجية عمل واضحة، سواء على مستوى التسيير التقني والإداري أو المؤسساتي. من ناحية ثانية، اعتبر سلامي مسيرته مع المنتخب الأردني حتى الآن إيجابية وتسير في الاتجاه الصحيح، بغض النظر عن الإكراهات التي يعانيها، مشيرا إلى أن منتخب النشامى قادر على حسم بطاقة التأهل إلى المونديال شريطة أن يكون لاعبوه في أتم الجاهزية بدنيا وذهنيا. وفي ما يلي نص الحوار: هل تتابع البطولة. وكيف تقيم مردودها الحالي؟ طبعا، أتابع الدوري الوطني الاحترافي لكرة القدم، سواء عبر التلفزيون أو من خلال الأخبار المتداولة على مستوى باقي وسائل الإعلام. وكل ما يمكن قوله في إطار تقييم العرض التقني لهذه البطولة، هو تراجع المنتوج الكروي الذي تقدمه الأندية الوطنية مقارنة بالمواسم الماضية، وذلك لعدة اعتبارات نسوق منها الشق الإداري في التسيير، وما يترتب عنه من مشاكل و إكراهات تؤثر سلبا على عامل الاستقرار، الذي يعتبر عنصرا مهما في بناء مؤسسة كروية منتجة للفرجة و التنافس الراقي. كما يتعين أيضا استحضار العامل المالي ودوره في الرفع من جودة التباري، إذ ظلت هشاشة الموارد المالية داخل جل الأندية الوطنية تشكل عائقا أمام تطور مستوى الدوري الوطني ومستوى تنافسيته، مقارنة مع دوريات أخرى، سواء في شرق إفريقيا أو الخليج أو تجارب أخرى بالمشرق العربي. وأعتقد أن مشاكل الإدارة والتسيير والخصاص المالي تكون لها حتما انعكاسات مباشرة تطول العنصر البشري، الذي يفترض فيه تحريك مستوى المنافسة الكروية ببلادنا، و هنا أحيلكم على ظاهرة أخرى تساهم في إضعاف مستوى البطولة الوطنية والمتمثلة في اختيار بعض اللاعبين لوجهات أخرى عبر صفقات انتقال تلبي طموحاتهم. لكن الإشكال المطروح هو العجز عن تكوين الخلف القادر على حمل المشعل وملء الفراغات، التي يتركها اللاعبون المغادرون، و هنا نكون قد وضعنا الأصبع على مكمن الخلل الجاثم على منظومة التكوين القاعدي وعقم حصيلتها رغم الجهود المبذولة لتطويرها. هل ترى أن موازين القوى تغيرت نسبيا في الموسم الحالي بظهور فرق أخرى تنافس على اللقب مثل نهضة بركان؟ أعتقد أنه لا يمكن إدراج نهضة بركان المتصدر الحالي للترتيب، ومعه الجيش الملكي في المطاردة ضمن الأندية الجديدة وغير المعتادة على المنافسة على اللقب أو احتلال المراكز المتقدمة، فلا ينبغي أن نتجاهل أن الفريق البركاني قدم مواسم رائعة في السنوات الأخيرة وحصل على لقب كأس العرش، كما أبلى البلاء الحسن في مسابقة كأس الكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم «كاف»، شأنه شأن الجيش الملكي الذي استعاد بريقه في الفترة الأخيرة من خلال تألقه حاليا محليا وقاريا. والأكيد أن توهج الفريقين ومعهما أندية أخرى مثل نهضة الزمامرة لا يمكن تقييمه بمعزل عن عوامل الاستقرار المالي والإداري والتقني، وعليه فنجاح مسؤولي هذه الفرق في ضبط توازنات الإدارة والتسيير يعتبر نموذجا يحتذى به في تجويد المنتوج الكروي بالمغرب. ما تعليقك على الطفرة النوعية للكرة المغربية؟ لقد حققت الكرة المغربية، فعلا، قفزة نوعية على صعيد المنتخبات الوطنية نتيجة إستراتيجية عمل واضحة وعمل دؤوب ومتماسك، سواء على مستوى التسيير التقني والإداري أو المؤسساتي. وما أحرزته المنتخبات الوطنية في المحافل الدولية، بدءا بنهائيات كأس العالم، التي حل فيها المنتخب الوطني في المركز الرابع، في إنجاز غير مسبوق للكرة الإفريقية والعربية، مرورا بالألعاب الأولمبية بباريس 2024، وباقي منتخبات الفئات العمرية، يندرج في نظري ضمن تصور ناضج يضع اللاعب المحلي ونجوم مغاربة العالم في توليفة بشرية منسجمة ومتكاملة نجحت في الرفع من مستوى المنتخبات. والأكيد أن الاستثمار في الرصيد البشري المحلي عبر أكاديميات التكوين يعد منفذا لا محيد عنه لتأهيل لاعبي البطولة من أجل حمل القميص الوطني رفقة المحترفين ممن ينشطون في مختلف المدارس الكروية الأوربية، والهدف طبعا الذهاب بعيدا في الاستحقاقات القارية والعالمية المقبلة. أما على مستوى التجهيزات والبنيات التحتية الرياضية، فالمغرب حقق طفرة غير مسبوقة في هذا الجانب، وما على أسرة كرة القدم الوطنية من جامعة وإدارة تقنية ولاعبين وجمهور سوى مواصلة البناء في أفق تحقيق مستقبل أفضل يحافظ على المكتسبات ويتجاوز الاختلالات إن وجدت. كيف يقيم المدرب سلامي مسيرته مع منتخب الأردن؟ أظن أنها مسيرة إيجابية وتسير في الاتجاه الصحيح، رغم كل الإكراهات التي عشناها في فترة التوقف الدولي المسموح به من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا". بكل صدق لم نكن نتوقع بعض الصعوبات، التي تعرضنا لها، لأن طموحاتنا كانت أكبر من أجل تحقيق نتائج أفضل من التي كسبناها حتى الآن. لكن تبقى المسيرة موفقة، خصوصا أننا مازلنا محافظين على كامل حظوظنا في التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2026، كما أننا واثقون من تحقيق أهدافنا المسطرة مع الاتحاد الأردني. كيف ترى المنافسة في الدوري الأردني؟ وهل اللاعب المحلي جاهز بدنيا؟ مما لا شك فيه أن المنافسة في البطولة الأردنية تنحصر بين ثلاثة فرق فقط، ويتعلق الأمر بالحسين إربد والوحدات، إضافة إلى الفيصلي، الذي استعاد توهجه في المباريات الأخيرة، وهو شيء مهم أن تكون لديك فرق كثيرة في الدوري تتيح لك فرصة الحصول على أكبر عدد من اللاعبين المتميزين، القادرين على تعزيز صفوف المنتخب. لكن لا ينبغي أن نغفل أن الأندية الأردنية تعاني حاليا، وهناك تصور مستقبلي من أجل تقليص عدد الأندية إلى 10، ما يتيح الحصول على منافسة قوية بجودة عالية، إضافة إلى الاهتمام بالبنيات التحتية، لأننا صرنا نتحدث عن العامل النفسي والذهني في كرة القدم الحديثة، للوصول إلى القمة في العطاء تقنيا وذهنيا، كما يعد العنصر البدني مهما في الإنجاز الرياضي في كرة القدم الحديثة، وإذا افتقدنا كل هذه العوامل، فإن ذلك يؤثر على القدرات التنافسية لدى اللاعبين، وهو ما يشكل عائقا نحو التطور أكثر. ألا ترى أن التأهل إلى المونديال أصبح صعبا ؟ سنحقق التأهل إلى نهائيات كأس العالم المقبلة، ينبغي فقط أن نكون أكثر جاهزية فنيا وبدنيا خلال فترة التوقف الدولي، وإذا كان نجومنا في أتم الاستعداد بدنيا وذهنيا لخوض المباريات المقبلة، فإن حلم التأهل سيتحقق بكل تأكيد. وقد عاينا ذلك في المواجهات الأخيرة ضد منتخبات فلسطين وسلطنة عمان عودة بعد الفعالية الهجومية لنجوم منتخب النشامى، وكذلك أمام العراق، رغم صعوبة هذه المباراة، ولم نقدم الأداء المنتظر منا، إلا أنه كان بإمكاننا تحقيق نتيجة أفضل، وبالتالي إذا كان جميع اللاعبين معافين بدنيا وجاهزين من الناحية التنافسية، فستكون حظوظنا وافرة للتأهل إلى المونديال. هل منتخب الأردن يحتاج إلى تعزيزات؟ نطمح في توسيع قاعدة الاختيارات على غرار باقي المنتخبات، من خلال الاستعانة ببعض المحترفين، ممن يحملون الجنسية المزدوجة، لهذا وضعت تصورا حول الأسماء التي يمكن الاستفادة منها مستقبلا، كما أن اللاعبين الحاليين ممن يشكلون النواة الأساسية لمنتخب النشامى يملكون من الخبرة ما يكفي من أجل التباري على مستوى عال، علما أن جلهم شاركوا في كأس آسيا وبلغوا المباراة النهائية، وبالتالي لا يمكن التشكيك بمؤهلاتهم الفنية والبدنية، كما يملكون الحافز للدفاع عن قميص منتخب بلدهم، إضافة إلى توفرهم على نجوم بارزين مثل موسى التعمري ويزن النعيمات وعلي علوان وياسين أبو ليلى وغيرهم، الذين يتطلعون إلى تحقيق حلم المونديال، بغض النظر عن الصعوبات. أجرى الحوار: عيسى الكامحي في سطور الاسم الكامل: جمال سلامي تاريخ ومكان الميلاد: 06/10/ 1970 بالبيضاء لاعب سابق للمنتخب الوطني من 1994 إلى 2001 لعب لعدة أندية وطنية وأجنبية مثل الأولمبيك البيضاوي والرجاء الرياضي وبشكتاش التركي والمغرب الفاسي. درب الدفاع الجديدي وحسنية أكادير والرجاء الرياضي والفتح الرياضي درب المنتخب الوطني 2009 بمعية حسن مومن وعبد الغني الناصري والحسين عموتة. فاز مع المنتخب المحلي بلقب "الشان" 2018.

سلامي: منتوجنا الكروي تراجع

مدرب منتخب الأردن قال لـ "الصباح" إن "النشامى" يحتفظون بحظوظهم في التأهل إلى المونديال

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"The Last of Us" على "ماكس"

منافسة بين بوسيل وحسني

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات