مديح: مشاكل مستمرة

كيف يمكنكم تقييم تجربة الشركات الجهوية متعددة الخدمات لتدبير الماء والكهرباء، بعد مرور ثلاثة أشهر على انطلاقتها؟ > يصعب، بعد أشهر قليلة من انطلاق مهام الشركات الجهوية متعددة الخدمات لتدبير الماء والكهرباء الجديدة، تقييم عملها، والإجابة عن سؤال هل نجحت فعلا في تدبير القطاع بطرق إيجابية؟ لكن خلال الشكايات التي نتوصل بها من قبل المستهلكين، يمكن الجزم أن مشاكل السنوات الماضية، والتي كانت في عهد الشركات الأولى المكلفة بتدبير القطاع، مازالت مستمرة، ولم تعرف أي تغيير أو تحسن. في المقابل، ما نعتبره إيجابيا في هذه التجربة الجديدة، أنه صارت هناك رؤية شاملة تهم تدبير وتسيير قطاع الماء والكهرباء، وصار من الأسهل التواصل مع الجهات المسؤولة، مقارنة مع السابق، على صعيد الجهة بصفة عامة. فالمستهلك اليوم أضحى أمام محاور واحد على صعيد الجهة، علما أن التواصل مع بعض الجهات التي كانت تتكلف بتدبير الماء والكهرباء، كان شبه مستحيل في وقت سابق. ما هي أبرز الشكايات التي مازالت جمعيات حماية المستهلكين تتوصل بها رغم تولي الشركات الجديدة مهمة تدبير قطاع الماء والكهرباء؟ > يعتبر المسؤولون أن إحداث هذه المنظومة الجديدة يندرج في إطار تطوير قطاع التوزيع، وكذا سيرورة تفعيل الجهوية المتقدمة، ما يشكل نقطة تحول في تدبير الخدمات العمومية، لكن ما نلاحظه أنه لم تطرأ على شكايات المستهلكين، أي تغييرات ومازالت هي ذاتها، وغالبا ما تشمل فوترة استهلاك الماء والكهرباء، علما أن بعض المستهلكين يعتبرون أنها مرتفعة مقارنة مع استهلاكهم، إلى جانب مشاكل قطع الماء والكهرباء دون سابق إنذار أو اعلان مسبق، حتى أن الطريقة التي يتم فيها تبليغ المستهلك بالأمر ، غالبا ما تكون غير قانونية ودون اتباع المساطر التعاقدية الموجودة بين الشركة والمستهلك. ومن أكثر المشاكل التي مازال المستهلك يواجهها، رغم التغييرات الجديدة، عدم التوصل بالفواتير، وهو ما يمكن أن يترتب عنه الكثير من المشاكل، علما أن العديد من المواطنين لا يفضلون التعامل بالتطبيقات لأداء الفواتير، من أجل ذلك، كانت هناك مطالب،بتدبير العملية دون الاعتماد، بشكل كامل، على التكنولوجيا، وهو المطلب الذي مازال قائما. دون الحديث عن مشاكل الصرف الصحي، سيما الجانب المتعلق بالصيانة التي لا يستفيد منها المستهلك ليجد نفسه أمام كومة من المشاكل. ما هي أهم انتظارات المستهلك بعد تغييرات الجديدة؟ > انتظارات المستهلك المغربي ليست خارقة أو يصعب تحقيقها، إذ يطالب فقط بحقوقه وتنفيذ الالتزامات دون التهرب من تحمل المسؤولية. فمن حق المستهلك الحصول على خدمات ترقى لمستوى انتظاراته، مادام أنه ملتزم بأداء الفواتير. للأسف نلاحظ أن مشاكل الماضي مازالت مستمرة، رغم التغييرات التي طرأت على القطاع ومحاولات إصلاحه وإعطاء الفرصة لتجربة جديدة، صحيح أنها مازالت في مراحلها الأولى، لكن ننتظر أن يكون الإصلاح جوهريا وملموسا بالنسبة إلى المستهلك. أجرت الحوار: إيمان رضيف * رئيس الجامعة الوطنية لجمعيات المستهلك

مديح: مشاكل مستمرة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الشركات الجهوية... الانتقال العسير

أعباء إضافية على المواطنين بسوس

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات