الدكتور بلمو قال إن أقل مدة هي ستة أشهر وشدد على فوائد الحليب الأول أكد محمد بلمو، طبيب عام، على أهمية الحليب الأول "اللبا" للرضع حديثي الولادة، إذ قال إنهم يجب أن يأخذوه خلال ست ساعات الأولى التي تلي ولادتهم. تفاصيل أكثر في الحوار التالي حول فوائد الرضاعة الطبيعية للأم والرضيع والمدة الزمنية التي يجب أن تفصل بين كل رضاعة: ما هي فوائد الرضاعة الطبيعية للأم والرضيع؟الرضاعة الطبيعية تستجيب لكافة احتياجات الرضيع، فهي تضمن تحقيق التغذية الكاملة، وتؤمن له أفضل مناعة ممكنة ضد الأمراض التعفنية على العموم، من جهة، ومن جهة أخرى تساعد على تقوية الروابط الحميمية بين الأم ورضيعها، الذي يشعر بالأمان بمجرد أن تضعه على صدرها لأنه يسمع دقات قلبها التي كان يسمعها عندما كان جنينا.فضلا عن ذلك، تقي الرضاعة الطبيعية الأطفال الذين تلقوها لمدة تزيد عن أربعة أشهر من الإصابة بداء السكري، وحتى عند البالغين الذين تقل نسبة الإصابة بهذا المرض عندهم بنسبة تناهز 69 في المائة.ويحفظ حليب الأم أيضا من الإصابة بسرطان الدم، وارتفاع الكوليسترول عند الأطفال، ويقي الأم من خطر الإصابة بسرطان الثدي والمبيض، علاوة على الوقاية من الإصابة بهشاشة العضام. وهناك دراسة أمريكية أثبتت أن معدل الذكاء يرتفع بنسبة تفوق 3 في المائة عند الأطفال الذين تلقوا رضاعة طبيعية من أولئك الذين حظوا برضاعة اصطناعية، لأن حليب الأم يحتوي على مادة "acide gras oméga3"، تساعد على نمو الدماغ وتكوين شبكة العين، ولا توجد في الحليب الاصطناعي.من فوائد حليب الأم أيضا أنه يقلل من الحساسية لدى الأطفال ومن إصابتهم بالربو ويقوي المناعة ضد التعفنات، سيما تعفنات المسالك الهوائية، (الأنف والرئة)، كما أن من استفادوا من رضاعة تفوق أربعة أشهر، هم أكثر حماية من الإصابة بأمراض الجهاز الهضمي والإسهال والإصابة بالسمنة. وتجدر الإشارة أيضا إلى أن بعض الأمهات يكون للرضاعة لديهن مفعول بمثابة منع الحمل، إذ تنقطع عنهن دم الحيض، وقد لا يعود إلا عند إنهاء الرضاعة.في المقابل تجدر الإشارة إلى أنه ليس بالضرورة أن يكون حليب الأم نافعا، إذ توجد بعض الحالات التي يمنع عن الام إرضاع طفلها، وهي حالات مرتبطة بالأساس بإصابتها بداء فقدان المناعة المكتسبة، أو التهاب الكبد الفيروسي، أو في حال إصابتها بتقرحات أو جروح في الثدي، ناتجة عن تعفنات. إلى متى يجب أن تستمر الرضاعة؟ المدة التي توصي بها منظمة الصحة العالمية والسلطات العليا للصحة هي سنتان، كما جاء حتى في الإسلام، لكن هناك بعض النساء يفضلن إرضاع أطفالهن أكثر من سنتين، لكن ما يمكن قوله، هو أنه أقل مدة ممكنة في الرضاعة هي ستة أشهر، إذ أمكن طبعا، لأنه غير مستحب قطع الرضاعة قبل هذه المدة، باستثناء إذا كانت هناك موانع من قبيل ندرة الحليب أو انقطاعه. هل من الضروري أن يأخذ الرضيع حديث الولادة حليب أمه فور ولادته، أم يفضل انتظار بعض الوقت؟ يفضل أخذ هذا الحليب قبل ست ساعات الأولى من ولادة الرضيع، حتى يستفيد منه، أكبر قدر ممكن. ما هي فوائد القطرات الأولى من حليب الأم "اللبا"؟ هذا الحليب غني بمضادات الأجسام، التي تمنحه نوعا من الحماية، ذلك أن الرضيع يخرج من مكان معقم إلى عالم مليء بالميكروبات، أي أنه بحاجة إلى حماية فورية من هذه المكروبات في الساعات الأولى من خروجه إلى الحياة، وهو ما يوفره له الحليب الأول (اللبا)، فضلا عن ذلك هذا الحليب غني بالأملاح المعدنية والفيتامينات، كما أنه يساعد الرضيع على إفراز بروزه الأول بسهولة. متى يجب استئناف الرضاعة، هل هناك زمن محدد يجب انتظاره أم أنه يجب إرضاع الرضيع متى أراد ذلك؟ المدة تتحكم فيها رغبة الرضيع، فكلما أراد ذلك، على والدته إرضاعه. وعموما يتراوح عدد مرات الرضاعة في الأسابيع الأولى بين 8 و13 مرة في اليوم، ثم تتقل مع مرور الأسابيع والشهور، لأن الطفل يمر إلى التغذية الموازية. وهنا أشدد على مسألة مهمة هي عندما تقرر الأم فطام طفلها، يجب أن تحافظ حوالي أسبوع قبل الفطام على رضاعة الصباح، لأنها غنية بالفيتامينات، وتكون آخر رضاعة. هل هناك طريقة معينة لحفظ حليب الأم بالنسبة إلى من يستعملن آلة ، وهل من الممكن أن يفقد تسخين حليب الأم منافعه؟ من الممكن حفظ حليب الأم، في أوان معقمة، داخل الثلاجة وفي درجة حرارة ملائمة، هذا لا يطرح أي مشكل من الناحية المبدئية، طبعا إذا احترمت الشروط الضرورية. أما تسخين الحليب، فلا يجب أن يتم على النار مباشرة بل استعمال "حمام مريم" مثلا أو الأجهزة الحديثة، على أن يبقى الحليب دافئا وفي درجة حرارة تعادل درجة حرارة الجسم.*طبيب عام أجرت الحوار: هجر المغلي