خرق النظام الداخلي للنواب والمستشارين وكاميرات جديدة للمراقبة تسبب الاحتفال برأس السنة، في تغيب سبعة قطاعات وزارية، وفق ما أكده البرلماني سعيد بعزيز، من الفريق الاشتراكي المعارضة الاتحادية، الذي احتج كثيرا على الأمر، وعلى عدم حضور 375 برلمانيا من المجلسين، من أصل 515. وتغيب 375 برلمانيا عن جلستي محاسبة الوزراء بالنواب، مساء الاثنين الماضي، وبالمستشارين، مساء الثلاثاء الماضي، ما أثار إشكالية ضبط الغياب، إذ احتج رشيد الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب، مرارا على ذلك، خاصة في جلسات التشريع التي تشهد تصويتا على مشاريع قوانين عادية وتنظيمية، أغلبها ذات أهمية، لأنه يرهن مستقبل الأجيال، ويسجل في تاريخ المؤسسة البرلمانية. وراج في كواليس البرلمان، حسب حديث هامس لمن حضر أشغال الجلستين، أن الغياب ربما له علاقة بقضاء بعض البرلمانيين عطلتهم قبل موعدها (أول أمس الأربعاء)، للاستفادة من احتفالات رأس السنة الميلادية. وحضر من مجلس النواب 100 نائب لجلسة محاسبة القطاعات الوزارية الاثنين الماضي، من أصل 395 نائبا، واتضح الغياب، خاصة في الساعة الأخيرة من الجلسة. وشارك 40 برلمانيا بمجلس المستشارين، في جلسة الأسئلة الشفوية، من أصل 120. ولم تنعقد أي لجنة من اللجان البرلمانية الدائمة، فيما سجل حضور نقباء إلى الغرفة الثانية عند نهاية جلسة المستشارين، مساء الثلاثاء الماضي، وراج أن ذلك له علاقة بإدخال تعديلات على مشروع المسطرة المدنية، إذ يحق لأي قطاع مهني ممارسة الضغط والتواصل مع فرق الأغلبية والمعارضة لإقناعها بوجاهة اعتماد تعديلات على القانون الذي ستتم المصادقة عليه خلال الشهر الجاري وأبعد تقدير بداية فبراير المقبل. ولحل إشكالية الغياب، اقترح الطالبي العلمي وضع كاميرات دقيقة لإحصاء المتغيبين وتلاوة أسمائهم، بل وتدقيق توقيت الدخول والخروج، لمعرفة عدد الساعات التي قضاها البرلماني، خاصة أن كل جلسة لا تتطلب سوى ساعات قليلة من المشاركة والمتابعة، باستثناء الحالات التي تتطلب التصويت على مشاريع قوانين، ما يستوجب ساعات طويلة من العمل المتواصل والمرهق، سواء في اللجان البرلمانية الدائمة، أو الجلسات العامة، والتي تؤكد الحضور القوي للبرلمانيين والوزراء معا. وبخصوص تغيب سبعة وزراء، المثار من قبل البرلماني الاتحادي بعزيز، في إطار نقطة نظام، معبرا عن تخوفه من أن تستمر هذه السياسة في 2025، بعدما طبعت تدبير 2024، رد إدريس الشطبي، النائب الثالث لرئيس مجلس النواب، الذي ترأس الجلسة، تعليقا على نقطة نظام، "بما أنها آخر جلسة في هذا العام، أتمنى أن تبذل الحكومة مجهودا إضافيا في السنة المقبلة، لنتمكن من الوصول إلى ظروف التعاون والتكامل والتوازن". أحمد الأرقام