في مشهد مؤلم نقلت امرأة حامل فاجأها المخاض، على متن نعش للأموات من أجل إيصالها إلى مكان انتظار سيارة الإسعاف، التي لم تتمكن من الوصول إلى منطقة "تكوخت" الجبلية، التي تعيش فيها الحامل. وحسب بعض المعطيات التي حصلت عليها "الصباح"، فإن هذه الظواهر شائعة في إقليم أزيلال، إذ كل سنة يتم نقل المرضى والحوامل بهذه الطريقة في عدد من الجماعات، التي لا تستطيع سيارات الإسعاف الوصول إليها. وهناك أشغال في الطريق التي ستفك العزلة عن منطقة تكوخت، بجماعة أيت تمليل، غير أنها لم تكتمل بعد، إذ ما يزال جزء كبير مغلق، وما زاد الطين بلة، أن المقاول صاحب الورش توفي قبل أسبوع، ما أدى إلى توقف العمل. وما تزال مجموعة من المناطق تعيش العزلة، نتيجة تضاريسها الوعرة، إذ تجد السلطات المعنية والمنتخبة على حد سواء مشاكل عويصة، من أجل فك العزلة عن بعض المناطق، إذ أن الكلفة تكون مرتفعة، ولا تكون هناك مردودية عالية لتلك المسالك، باستثناء استفادة السكان منها وعدد قليل من السياح. ويطالب بعض سكان هذه المناطق بالتخلي عن قراهم، والانتقال للسكن في مناطق أقل وعورة، يمكن أن تصلها السيارات وقريبة من البنيات الصحية نسبيا، لكن المشكل يكمن في نمط عيش السكان، المرتبطين عضويا بتلك المناطق، إذ أن مغادرة قراهم ستكلفهم تغيير نمط عيشهم، القائم على الفلاحة المعيشية قرب الأنهار، ورعي الأغنام في الغابات المحيطة، الأمر يضع السلطات أمام تحد كبير، في توفير مرافق صحية وتربوية لجميع القرى. عصام الناصيري