حجزت دورية متنقلة للجمارك بأصيلة، أول أمس (الأربعاء)، كمية هامة من المخدرات فاق وزنها طنين من مخدر «الشيرا»، كانت محملة على متن سيارة من نوع «مرسيديس فركون»،
تحمل لوحات مغربية مزورة. وذكرت مصادر من المديرية الجهوية للجمارك بالشمال الغربي، أن كمية المخدرات المحجوزة، جرى ضبطها في حاجز نصبته عناصر الجمارك بأصيلة، على مستوى الطريق الجهوية المؤدية إلى جماعة الخميس بني عروس إقليم العرائش، وهي من المحاور الطرقية الأكثر استعمالا لدى عدد من تجار المخدرات والسلع المهربة. وأوضحت المصادر ذاتها، أنه حوالي الساعة الرابعة مساء، رصدت عناصر الجمارك سيارة مشبوهة كانت تسير بسرعة جنونية، حيث أعطيت لها الإشارة القانونية للوقوف، إلا أن السائق لم يستجب وحاول تجاوز الحاجز الجمركي، ما اضطرت معه الفرقة إلى استعمال الأسلاك الشائكة، التي أدت إلى إتلاف عجلات السيارة. ورغم ذلك، قالت المصادر، إن «السائق واصل السير لمسافة تصل إلى حوالي 15 كيلومترا، بعد أن التجأ إلى طريق غير معبدة تتميز بتضاريس جبلية وعرة، في محاولة منه للإفلات من قبضة العناصر الجمركية، التي طاردته إلى أن توقفت السيارة وفشل في إتمام مغامرته». وبعد أن قامت الفرقة الجمركية بحملة تمشيطية وسط الغابة، عثرت على السيارة بعد أن تخلى عنها سائقها، ليتم تفتيشها والعثور بداخلها على 63 حقيبة مملوءة بصفائح من الكيف المعالج، عمل المهربون على تلفيفها بإحكام بواسطة بلاستيك مقوى من أجل تصديرها إلى جهات مجهولة، حيث تم قطر السيارة وكل المحجوزات إلى مقر المديرية الجهوية بطنجة لاستكمال المساطر القانونية بخصوص هذه العملية. ولم تستطع الفرقة الجمركية إيقاف السائق، الذي تمكن من الفرار مستغلا كثافة الأشجار والمسالك الوعرة التي تتميز بها المنطقة، في حين لم تسجل هذه العملية أي إصابات في صفوف عناصر الجمارك المشاركة، التي سبق لها أن تعرضت، في عمليات مشابهة، للاعتداءات استعملت في بعضها أسلحة نارية تقليدية. وأشارت مصادر «الصباح» إلى أن المحجوزات (السيارة والمخدرات) جرى تسليمها إلى الآمر بالصرف لدى المديرية الجهوية بطنجة، فيما تم إشعار الدرك الملكي والسلطات المحلية بالمنطقة، بالإضافة إلى النيابة العامة، التي أمرت بفتح تحقيق في القضية، لمعرفة الشركاء والأطراف المتورطة في هذه العملية، وتحديد الوجهة التي كانت ستصدر لها هذه الكمية الهامة من المخدرات.
المختار الرمشي (طنجة)
-90x60.jpg)
