علمت الصباح من مصدر مطلع، أن هناك تذمرا كبيرا في صفوف بعض الأساتذة، الذين زارهم في الأيام الأخيرة المؤطر التربوي (المفتش)، إذ تجدد الصراع من جديد، بسبب تعليمات للمفتشين برصد "غسيل" الأساتذة. وأكد مصدر "الصباح"، أن بعض الأساتذة استشاطوا غضبا، بعدما وجه لهم المفتشون بعض الملاحظات على طريقة عملهم، خاصة العاملين في الأقسام الابتدائية، ما أشعل أزمة جديدة بين أبناء المنظومة الواحدة. وذكر المصدر ذاته، أن الأساتذة اعتبروا بعض الملاحظات السلبية للمفتشين غير مقبولة، من قبيل أن أحد المفتشين دبج في تقريره، أنه دخل إلى فصل الأستاذ، ووجده يصلي الظهر، ما أدى إلى تأخر الدرس بحوالي 10 دقائق. وأثارت تلك الملاحظة حفيظة الأستاذ وباقي زملائه، معتبرين أنها مجانية، ولا يمكن إدراجها ضمن أخطاء الأستاذ، لأن الأمر متعلق بالصلاة. وهناك حالة أخرى ذكرها مصدر "الصباح"، وتتعلق بهندام أحد الأساتذة، إذ كتب المفتش في تقريره، أن الأستاذ كان يرتدي نعلا بلاستيكيا، ما أغضب المعني بالأمر، على أساس أن الأمر يدخل في حرية اللباس. ومن الواضح أن هناك توجها من الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، للمفتشين بتشديد الرقابة، وتوجيه الملاحظات للأساتذة، من أجل تحسين سلوكهم وطرق تدريسهم، وإعطاء صورة مشرفة عن الأستاذ، خاصة بعدما دخل إلى المهنة عشرات آلاف الشباب، الذين يحتاجون إلى تأطير. وفي سياق متصل، قرر بعض الأستاذة الخروج عن الصمت، وتوجيه انتقادات للإدارة التربوية، ولأنشطة المفتشين، إذ أن البعض اتهمهم بالعنجهية، والاحتفاظ بسلوك الشرطي داخل القسم، خاصة في الأقسام الابتدائية. وانتقد البعض ازدواجية الخطاب عند المفتشين، مبرزين أن بعضهم يأمر الأستاذ بشيء، وفي الزيارة المقبلة، يدفعه مفتش آخر للتراجع عنه، ما يسبب تشتيتا للأستاذ. والواقع أن المفتش يجب أن يكون حلقة ضرورية في المنظومة، وأن تكون زياراته منتظمة، إذ هناك أساتذة تمر سنوات ولا يزورهم أحد ولا تتم مراقبتهم، علما أن في كل سنة تكون هناك مستجدات على الوزارة التأكد من تنزيلها على الأرض، وفي العمل اليومي للمدرس. ع. ن