حفزت موجة البرد القارس التي تشهدها بني ملال السلطات المحلية التي أطلقت الأسبوع الماضي، حملات واسعة لإيواء الأشخاص بدون مأوى، بتنسيق مع رجال الوقاية المدنية وأعوان السلطة، لتمكين المتشردين والتائهين من مسكن مؤقت، يلبي حاجياتهم اليومية في انتظار انجلاء موجة البرد وعودة الدفء إلى الحياة. وتستهدف الحملات الإنسانية رصد حالات الأشخاص، الذين يعيشون وضعية صعبة في الشوارع، وتمكينهم من مساعدات إنسانية، قبل أن يتم نقلهم إلى فضاء مؤقت، تم إعداده، أخيرا، بمنطقة أولاد امبارك بضواحي بني ملال لاستقبال كل المحتاجين إلى الرعاية، وتأمين حياتهم من الأخطار، الناجمة عن البرد القارس الذي ضرب المنطقة. وأفادت مصادر الصباح، أن مقر استقبال المتشردين، تم تجهيزه بالوسائل الضرورية التي يحتاجها المتشردون، ويتعلق الأمر بالأسرة والأغطية الصوفية التي توفر الدفء لهؤلاء الأشخاص، التي رمت بهم الأقدار إلى الشوارع وحرمتهم من الدفء العائلي. وبحسب المعطيات المتوفرة، فقد استهدفت الحملات مختلف شوارع وأزقة بني ملال، التي تؤوي المشردين الذين يتخذون بعض أماكن محددة لا يغادرونها، وتم نقل بعضهم بعد إقناعهم إلى مركز خاص بالرعاية الاجتماعية، لحمايتهم من موجة البرد القارس وتوفير العناية اللائقة بهم لضمان أدميتهم. ورغم إصرار بعضهم على المكوث في أماكنهم ورفضهم الانتقال إلى مركز الرعاية الجديد، تمكنت اللجن التي تضم في صفوفها عناصر مختصة في العمل الاجتماعي، من إقناع الرافضين الذين اختاروا العيش المؤقت في مركز الرعاية الجديد، وانتظار الأيام المقبلة لعلها تحمل مبادرات جريئة تمنحهم فرصة الاندماج والعيش الكريم، الذي يوفر الحياة الإنسانية لكل مواطن. ونجحت الحملات الاجتماعية ذات البعد الإنساني في إيواء عشرات الأشخاص في مركز الرعاية الاجتماعية، وحظوا برعاية طبية مميزة تحت إشراف طاقم طبي متخصص من المستشفى الجهوي ببني ملال، وتحرروا من الآلام اليومية التي كان يسببها العيش بدون مأوى، سيما أنهم قضوا جزءا من أعمارهم يعانون قسوة الحياة والتهميش والحرمان، لكن عوضتهم هذه المبادرة الإنسانية ما افتقدوه في شوارع المدينة، واستفادوا من بعض العلاجات الطبية اللازمة. سعيد فالق (بني ملال)