الباحث في الفلسفة والجماليات يقدم الدرس الافتتاحي للمكتبة الوسائطية بالجديدة احتضنت المكتبة الوسائطية التاشفيني بالجديدة، أخيرا، فعاليات الدرس الافتتاحي للموسم الثقافي 2024-2025، الذي ألقاه الباحث موليم العروسي في موضوع: "العالم غدا، ذاك الذي سوف يسكنه أحفادنا"، المنظم من قبل الجمعية الإقليمية للشؤون الثقافية بالجديدة، بتعاون مع المديرية الإقليمية للثقافة بالجديدة، والمكتبة الوسائطية التاشفيني، وصالون مازغان للثقافة والفن. وتناول موليم لعروسي، الباحث في الجماليات، الدرس الفلسفي، أو "الفلسفة التي تأتي في المساء"، لدراسة الظواهر التي تيقنا منها، مستدركا بأن الظروف اليوم تغيرت، وتتغير باستمرار وبسرعة، لذا وجب اليقظة دوما، «toujours un éveil constant « حسب تعبير الراحل عبد الكبير الخطيبي، ضاربا المثل "لو انسحبت أسبوعا واحدا، لعدت شخصا هرما" نظرا لتسارع الأحداث، فما يجري الآن في العالم، يتسارع. وتطرق العروس إلى التحول الجغرافي بفعل الحروب، النائمة، أو الموجودة، الدائرة رحاها حاليا، فالتحول الإنساني حيث تم تجاوز فكرة الإنسانية، رغم تميز الإنسان عن الحيوان، مستدلا ب "حرب غزة" التي ما هي إلا مقدمة لما سيأتي في القادم من الأيام من تحولات، في الشرق الأوسط بصفة عامة، ووسط هذا الضجيج، يقول الباحث موليم لعروسي: "سوف وسوف، نرى الطريقة التي سيقع بها التحول". ورأى المتحدث نفسه أن عدو أمريكا الأول هو الصين، لأنها مستقرة، وتتقدم باستمرار، رغم محاولات الغرب لخنقها. كما تطرق لثنائية الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الولايات المتحدة الأمريكية. وذكر الباحث بتعريفات كثيرة للإنسان، ما يجعل التعريف صعبا، فهو حيوان عقلاني، وكائن اجتماعي بطبيعته، يأنس بالآخرين، ويعاضد من أجل المنفعة، فهو الناظر للأعلى عند اليونانيين، المتأمل، المتميز عن الحيوان بتفكيره، لكنه قاصر على التفكير، مقارنة مع الآلة الحديثة، ويستدرك، ليعود بنا إلى الحرب، التي يرجح كفة من يربحها لقيادة العالم. كما أشار العروسي إلى أن الإنسان يتميز على الحيوان بذكائه، لكن "غوغل" له قدرة أكثر من المفكر، لأنه "أعدم العلم"، وخلقه من جديد، وبذلك له الحق في السيطرة على هذا العلم، وكأنه يكرر ما قام به "ديكارت" صاحب مبدأ "الشك يؤدي إلى اليقين". واستحضر الباحث تطور الفكر منذ إنسان "مغارة ايغود" الذي يعود إلى 315 ألف سنة وصولا إلى " ديكارت "، حيث أصبح وزن مخ الإنسان يصل إلى 1500 غرام، وفي جزئية طريفة أشار أستاذنا إلى أن هناك من يقول بوجود مخ صغير وسط القلب!!!، وكما يقال في الجزئيات توجد التفاصيل (التأكيد من لدننا)، وصولا إلى الذكاء الاصطناعي الذي يتجاوز تفكير الإنسان، ومخه، لأنه يقوم بتجارب، فيحللها، ويجعلها في مفاهيم خاصة، ويخزنها في ذاكرته، ومشكلة الإنسان في ذاكرته، لأنه متسكع حضاريا. ولاحظ موليم فرقا في اهتمامات الشعوب، فالأمريكيون لا يعيرون للماضي اهتماما، ويتجهون دائما صوب المستقبل، عكس الأوربيين الذين يتشبثون بالماضي، بل لهم هوس به، أما العرب فمشكلتهم، ذاكرتهم. وفي عرضه لعدة مواقف، خلص إلى أن الصينيين يعتبرون البوذية فلسفة، وليست دينا كما نعتقد نحن أو كما "لقن" لنا، بدليل أنهم يبيعون ثقافتهم التي نعتبرها نحن دينا، لأنهم طوروها. أحمد سكاب (الجديدة)