توفي أول أمس (السبت) أسطورة الدراجة المغربية محمد الكورش إثر أزمة قلبية بإحدى المصحات الخاصة بالبيضاء، عن سن يناهز 79 عاما. ويعتبر الكورش أسطورة حقيقية للدراجة المغربية بالنظر إلى الانجازات الكبيرة التي حققها، إذ يكفي أنه الوحيد الفائز بثلاث نسخ متتالية لطواف المغرب سنوات 1960 و1964 و1965، متقدما على دراجين عالميين سبق لهم التتويج مثل السويدي غوستاف بيترسون والألماني أندرياس بترمان والروسي فيكتور بانتشنكوف.وظل الكورش المغربي الوحيد الفائز بطواف المغرب إلى حدود النسخة 24 حين تمكن محسن لحسايني من الفوز باللقب.وارتبط الكورش في أذهان المغاربة بسباق الدراجات رفقة البطل مصطفى النجاري رغم اعتزالهما منذ سنين طويلة، لارتباطهما بالفترة الذهبية ل «الأميرة الصغيرة».ورغم ابتعاد محمد الكورش عن الدراجة الوطنية إلا أنه ظل دائما مواظبا على التداريب وتتبع نتائج طواف المغرب ومختلف السباقات التي تجرى.ولد محمد الكورش، في 11 يناير سنة 1936 بدرب السلطان بالبيضاء، اشتغل في سن العاشرة في إحدى ورشات إصلاح الدراجات بالحي، وهو ما مكنه من الارتباط بالدراجة و من الممارسة المبكرة.كان يحمل اسم محمد بن محمد في رخصته الجامعية، و هو الاسم الذي شارك به خلال أولمبياد روما 1960.شارك سنة 1957، مع المنتخب في طواف مصر للدراجات، وبعدها بسنتين وصل إلى منصة تتويج طواف المغرب باحتلاله الرتبة الثالثة، قبل أن يفوز بنسخ 1960و 1964و1965.خلال النسخ الموالية لطواف المغرب (67 و 68 و 69)، حافظ الكورش على وجوده ضمن الثلاثة الأوائل دون استطاعته الظفر باللقب.على المستوى الدولي، شارك مع المنتخب الوطني، في طواف المستقبل بفرنسا في نسخ 61 و 62 و 63 و 64 وهو طواف مخصص للدراجين الشباب (أقل من 25 سنة).ظلت مسيرة الكورش حبيسة الهواية لعدم توفر شروط الممارسة الاحترافية آنذاك في المغرب، و لقد رفض عدة عروض للتجنيس بفرنسا والممارسة الاحترافية، مغلبا الحس الوطني على الطموح الاحترافي.وحسب مصطفى النجاري، البطل المغربي السابق، فإن الكورش يعتبر أسطورة حقيقية للدراجة المغربية بالنظر إلى الانجازات الكبيرة التي حققها خلال السنوات السابقة، مضيفا ل «الصباح الرياضي»، «كان دراجا حقيقيا قهر الأبطال الكبار في هذه الرياضة ما منحه لقب الأسطورة ففوزه بطواف المغرب ثلاث مرات لم يكن سهلا خصوصا في تلك الظروف».وأوضح «تأثرت كثيرا لوفاة الكورش، خصوصا أنني تذكرت المستوى الذي كان يقدمه، كما أنه بفضل الكورش دخلت رياضة سباق الدراجات لأنه كان بطلا كبيرا قهر الجميع، لقد ترعرعت بين أحضانه. إذ كان السبب في التحاقي بالنادي البلدي البيضاوي».أحمد نعيم