اختارت الجارة الشرقية اللعب على ورقة الريف في مواجهة إرهاصات مطالبة مغربية بإعادة النظر في الحدود الشرقية، كيف تقرؤون معالم هذه الخطة؟ المسرحية المفلسة التي حاولت الجزائر من خلالها توظيف الريف، تكتيكا سياسيا مفضوحا، تؤكد أن نظام العسكر بدأ يستشعر قرب طي ملف الصحراء المغربية، والتي تعتبر خسارة سياسية ودبلوماسية، وبزوغ مرحلة إعادة ترسيم الحدود واستشعار "خلعة" قرب فتح ملف الصحراء الشرقية. يحاول عسكر الجزائر تشتيت الانتباه الدولي عن نجاحات دبلوماسية مغربية ويخططون لإعادة إنتاج وهم أزمة، علها تربك المشهد السياسي الوطني وتؤثر سلبا على قوة الجبهة الداخلية للمغرب. وتحاول الجزائر تعويض هزيمتها السياسية في ملف الصحراء، وما يمكن أن تنجم عنها من تداعيات على الخريطة بإيجاد نقاط توتر جديدة تسمح لها بالضغط وإعادة إنتاج خطاب المواجهة مع المغرب، والهروب من طوق عزلة إقليمية زادت حدتها بعد تغيير جذري في أرقام معادلة التحالفات الدولية في المنطقة. هل تتفقون مع الرأي القائل بأن استعمال بعض المرتزقة لإعادة تدوير أسطوانة الريف دليل على قرب نهاية ملف الصحراء؟ إن حكام الجارة الشرقية لديهم إصرار مرضي لتشويه صورة المغرب وصرف الانتباه عن قضية الصحراء، بنسج روايات بديلة واختلاق أزمات جانبية لتشتيت الرأي العام عن جوهر النزاع الإقليمي. وفي هذا السياق، يبدو أن الجزائر تريد توظيف قضية الريف ورقة سياسية للتشكيك في الشرعية المغربية وإعادة إنتاج سردية مغايرة للواقع، مستغلة بعض التحديات التاريخية والاجتماعية . يدرك المغرب جيدا هذه المناورات ويمتلك القدرة على مواجهتها بالحقائق والوثائق الداعمة لموقفه الدبلوماسي والسياسي، ليدحض كل محاولات تهريب الصراع، لكن كل المؤشرات تسير في اتجاه تأكيد فشل "الكابرانات" في النيل من الوحدة المغربية الترابية أوالتشكيك في سيادته الوطنية. وأظهر المغرب قوة داخلية متماسكة في مواجهة كل التحديات الداخلية والخارجية، الإقليمية والدولية، إذ يتقدم في تعزيز قوة دعائم وحدته الوطنية، سيرا على نهج إستراتيجية دبلوماسية ناضجة تستند إلى تماسك جبهة إجماع وطني قل نظيره. لم يكن هناك رد من المغرب على المناورات الجزائرية، كيف تتوقعون أن يكون الموقف الرسمي منها؟ رغم محاولات التشويش الخارجية، يبرهن المغرب على قدرة استثنائية في التعامل مع التحرشات الجزائرية من خلال الحفاظ على الثبات السياسي، والتماسك الاجتماعي، وتوظيف الدبلوماسية بحنكة. أجرى الحوار: ياسين قُطيب * رشيد لزرق رئيس مركز شمال إفريقيا للدراسات والأبحاث وتقييم السياسات العمومية