ياسين رفيق حقق إنجازا تاريخيا باليونان ليرفع علم المغرب عاليا "طريق النجاح يبدأ بخطوة وتحقيق الحلم ينطلق بتجاوز الأمور المستحيلة"، حكمتان اعتمدهما ياسين رفيق الذي أصبح عنوانا عريضا لمقالات بمختلف وسائل الإعلام الوطنية، بعد تحقيقه إنجازا تاريخيا في بطولة العالم للشطرنج باليونان. ولأنه إنجاز بطولي وختام مسك لشاب عصامي رفعه إلى مصاف الأبطال، كان لا بد من الاحتفاء بياسين رفيق ضمن زاوية "قافزين" باعتباره واحدا من الشباب الذين يستحقون تسليط الضوء على قصة نجاحهم، بعد أن استطاع الجمع بين عدد من التوجهات لتحقيق طموحاته وأحلامه. مسار ياسين الشاب العشريني، الذي يتحدر من آسفي، لتحقيق حلمه في منافسة عالمية لم يكن مفروشا بالورود، فالطالب الحاصل على شهادة الباكلوريا شعبة علوم الحياة والأرض، والمتدرب في الوقت الحالي في المعهد المتخصص في التكنولوجيا التطبيقية بآسفي، حيث يتابع دراسته وتدريبه بشعبة المالية والمحاسبة في سنته الثانية، اختار تطوير مهاراته في لعبة الشطرنج التي انطلقت علاقته بها في إطار الهواية والتسلية، قبل الاحتراف بالمشاركة في بطولة العالم للهواة وإبراز ذاته، بعد قناعة وتشجيع من أسرته وأصدقائه، بحكم أنه كان محترفا بالفطرة، نظرا لما أبان عنه من حب وشغف وتميز في لعبة تتطلب التركيز والذكاء. وإذا كانت فعاليات بطولة العالم للشطرنج للهواة، التي نظمت بجزيرة رودس اليونانية خلال الشهر الجاري، تحت إشراف الاتحاد الدولي للشطرنج (FIDE)، قد أنجبت لنا بطلا مغربيا يعول عليه للدفاع عن العلم المغربي في المحافل الدولية، فإن حكاية التتويج لم تكن سهلة المنال. وكشف ياسين رفيق في تصريح لـ"الصباح"، أنه وجد صعوبات كبيرة في البداية لتحقيق حلمه، نظرا لصعوبة التوفيق بين الدراسة والرياضة، إذ هناك إكراهات كثيرة خاصة تلك المتعلقة بالسفر إلى مدينة أو دولة أخرى للمشاركة في البطولات المنظمة، إذ تفوته حصص مهمة من الدروس، الأمر الذي كان يدفعه لبذل مجهودات جبارة لاستدراك ما فاته من دروس سابقة، والاجتهاد للحصول على نقاط متميزة. وأشاد رفيق بالأدوار التي قامت بها الإدارة والأساتذة لمساعدته وباقي الرياضيين، حيث ظل يحصل على المساندة والدعم في ما يخص إعادة شرح الدروس التي تغيب عنها بسبب مشاركته لتمثيل مدينته أو وطنه في المنافسات المنظمة للعبة الشطرنج. ولأن نهاية حلقة مسلسل كفاح ياسين رفيق مع تحقيق حلمه في لعبة الشطرنج، كانت سعيدة، كان لا بد من الحديث عن أن فعاليات بطولة العالم للشطرنج للهواة المنظمة باليونان، استقطبت لاعبين من مختلف أنحاء العالم، تنافسوا في إطار النظام السويسري، الذي يعتمد على 9 جولات تنافسية. وكان لكل مباراة 90 دقيقة مع إضافة 30 ثانية لكل نقلة، مما جعل المنافسة شديدة ودقيقة للغاية. وشارك في البطولة البطل المغربي ياسين رفيق، ابن آسفي، ممثلا للمغرب في الدوري المفتوح لفئة أقل من 1700، في منافسة شهدت مشاركة أكثر من 300 لاعب ولاعبة من 81 دولة من مختلف أنحاء المعمور. ورغم أن هذا الحدث الدولي يعتبر الأول لياسين في مسيرته الرياضية، إلا أنه نجح في إثبات أن "المستحيل ليس مغربيا"، بعدما استطاع تقديم أداء استثنائي أثار إعجاب الجمهور والمشاركين، رغم أن فئته ضمت 81 لاعبا من مختلف الجنسيات، الأمر الذي جعل المنافسة أكثر صعوبة وتحديا. ونجح ياسين رفيق في بلوغ منصة التتويج، بعد الحصول على مجموع نقاط 7.5، محققا الفوز في 7 مباريات، وتعادل في مباراة واحدة، وتعرض للهزيمة في مباراة واحدة فقط، وهي النتائج الإيجابية التي مكنته من احتلال الرتبة الأولى عالميا في فئته. ولم يفت ياسين التعبير عن امتنانه وتقديره للجامعة الملكية المغربية للشطرنج، مشيرا إلى الدعم الكبير والمتابعة المستمرة التي تلقاها طيلة البطولة، وكيف أثر حجم الدعم الذي تلقاه على تحفيزه ورفع معنوياته وتعزيز ثقته بنفسه لتحقيق الهدف المنشود في تحد ليس سهلا خاصة أنها أول مشاركة دولية له. وفي رسالة للرياضيين وللشباب الحالمين بتحقيق أحلامهم، شدد ياسين على ضرورة الاجتهاد والمثابرة والإصرار، لتخطي العقبات والوصول إلى الهدف المنشود، متمنيا أن يكون تتويجه ببطولة العالم للشطرنج في أول مشاركة دولية له مصدر إلهام لأقرانه، ولكل من يؤمن أن التضحية والصبر يحققان المبتغى. محمد بها