العثماني: سيكولوجية المحتج تختلف حسب سياق الاحتجاج

الهروي قال إن ثلاث فئات مختلفة شاركت في احتجاجات "20 فبراير" قال سعد الدين العثماني، طبيب مختص في الأمراض النفسية، إن سيكولوجية المحتج تختلف بحسب سياق الاحتجاجات وخلفياتها والظروف التي تتم فيها.وأضاف العثماني في اتصال هاتفي أجرته معه «الصباح» أن المنطق في الاحتجاج الواعي، يرتبط بردود الفعل إما على سلوكات أو الاحتجاج على أوضاع، مشيرا إلى أن سيكولوجية «المحتج» تخضع في المرحلة الثانية إلى تأثير الجماعة المحتجة والظروف المحيطة بالاحتجاج.وأضاف العثماني، أن سيكولوجية الاحتجاج ترتبط أيضا بدرجة وعي المحتج، «فمن الممكن أن يكون الاحتجاج متبصرا بطبيعة الاحتجاج وبحدوده، ومرتكزا على يقظة فكرية، وأحيانا يكون الاحتجاج مجرد فعل على حالة لا يطيقها المحتج، ولكلا الاحتجاجين مسار مختلف.وأضاف سعد الدين العثماني، أن ما دعت إليه «حركة 20 فبراير» أول أمس (الأحد)، احتجاجات تم الإعلان عنها مسبقا، كما طرحت مطالب محددة، مشيرا إلى أنه من منطلق «الاحتجاج» فإنها واعية بمطالب محددة، لكن دون أن يعني ذلك أنها موحدة بين المحتجين.وأضاف أن هذا النوع من الاحتجاج غالبا ما يكون احتجاجا سلميا وواعيا على العموم، مضيفا أنه في بعض الأحيان تدخل على هذا النوع من الاحتجاج عناصر أخرى تتصرف برد فعل ولم تتمكن تتبنى المطالب ذاتها، «وهذا يقع في جميع أنحاء العالم.»وفي ما إذا كانت الاحتجاجات قد تأخذ شكلا آخر، قال سعد الدين العثماني، إنه من الصعب التبؤ بالأمر، مشيرا إلى أن الاحتجاج على وضعية أو مشكل معين يرتبط بنظرة الفاعلين الذين قاموا بالاحتجاج ومدى اقتناعهم بالاستجابة له، إلى جانب عوامل أخرى ترتبط بالتفاعل بين الفئات المشاركة في الاحتجاج وهو عامل أساسي في تطور الحركة الاحتجاجية.من جانبه، قال الهادي الهروي، أستاذ باحث في السوسيولوجيا، إن أنواع المحتجين الذين توافدوا على الساحات العمومية، في «20 فبراير» من أجل إقناع المسؤولين بـ»البرهان والحجج على الفساد والاستبداد اللذين ينخران جسم المجتمع»، متعددة.وأضاف الهروي أنه من خلال الشعارات التي رفعها المحتجون والتي تدعو إلى الإنصات لها قبل اشتعال النار، يمكن تقسيمها إلى 3 أنواع.وحدد الباحث في السوسيولوجيا، الأنواع الثلاثة في نوع شارك في الاحتجاجات وهو يعلم مطالبه، ويحسن التعبير ويتقن تبليغها بامتلاكه ملكة التبليغ والكفاية والقدرة اللغوية على إيصال الرسالة بكل بساطة ووضوح.وأكد أن النوع الثاني الذي توافد على الاحتجاجات التي دعت إليها حركة «20 فبراير» الشبابية، يتعلق بمواطنين يعرفون مطالبهم، لكنهم لا يثقون التعبير عنها، ما دفعها إلى الاكتفاء برفع اللافتات كتب عليها أهم مطالبهم التي رأوها مناسبة للظرف.وأضاف الهروي أن الفئة الثالثة تتعلق بفئة جاءت لتستطلع عن كيفية الاحتجاج والشعارات المرفوعة، موضحا أن هذه الفئة وجدت نفسها منصهرة في التظاهر والاحتجاج وشاركت في رفع الشعارات.وأشار، المتحدث ذاته، إلى ان ما يمكن استنتاجه من خلال تحليل وقفات «20 فبراير» والشعارات التي حملتها، هو أن المغاربة شاركوا في التظاهر والاحتجاج، موضحا أن «الكل متضامن والكل في حاجة إلى مغرب جديد بدستور جديد، يطالب بحقوقه الاجتماعية المشروعة على رأسها إسقاط الاستبداد».وأوضح الهروي أن على المسؤولين والقائمين بأمر المواطنين أن يأخذوا رسالة الشعب على محمل الجد، وأضاف ان عليهم أن يستشعروا ثقلها وصدمتها.إلى ذلك، قال الهروي إن الوضع أمام جدلية «كوكاردية» وجودية، موضحا أنه إما أن تكون رسالة المغاربة وصلت إلى المكان المناسب، وإما أن يكون الشعب المغربي بكل فئاته وطبقاته وشرائحه، خطا في مشروع الإصلاح، واستطاع أن يدشن بوقفاته «فتوحات عهد جديد للمساواة والحرية والديمقراطية والعدالة والمواطنة».وأضاف الباحث في السوسيولوجيا، أن المطالب التي رفعها المغاربة «زهيدة وبسيطة ومتواضعة» مشيرا إلى أنها تتعلق بالمعيش اليومي وسبق أن رفعت منذ سنوات، لكنها تلتصق التصاقا تاما بحاجات المواطن الضرورية للكرامة والعفة.وأوضح الهروي، أنها مطالب تفرض نفسها بشدة وبوطأة وبثقل على الشعب المغربي الذي من الممكن أن يختنق إذا لم نسعفه بحقه في الأكسجين الكافي واللائق. إيمان رضيف

العثماني: سيكولوجية المحتج تختلف حسب سياق الاحتجاج

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

استقالة رئيس المجلس الجهوي بالحسيمة إثر أحداث 20 فبراير

"المرأة والموسيقى" تيمة لوحات المهدي عبدو

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات