10مصابين في مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين بصفرو

اثنان منهم نقلا إلى مستعجلات مستشفى بفاس وبعض الشباب رشقوا مؤسسات عمومية بالحجارة وأضرموا النار بباب السجن الساعة تشير إلى السابعة والنصف من ليلة أول أمس (الأحد). جو شبه جنائري أمام الباب الرئيسي لقسم المستعجلات بالمركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني بفاس. فتيات صفريويات في عمر الزهور، انتحبن وهن يندبن حظ قريبهن المصاب إثر تدخل أمني عنيف في حق متظاهرين بصفرو على هامش الشكل الاحتجاجي الذي دعت إليه «حركة 20 فبراير».«خلاو اللي كيخرب، وهرسو اللي واقف».. بهذه العبارة صرخت فتاة، وهي تذرف دموعا حارة، بينما انشغلت مرافقاتها، بمواساتها محاولات تهدئة روعها، أمام أنظار حقوقيين من فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بصفرو، رافقوا المصابين إلى المستشفى، دون أن تكف هواتفهم عن الرنين، حيث كان الأصدقاء من كل حدب وصوب، يحاولون معرفة حالة زميليهما. داخل هذا القسم، كان شاب ثلاثيني تعرض إلى كسر في رجله وجروح في رأسه، ممددا فوق عربة ملفوفا بغطاء، في انتظار إخضاعه للكشوفات الضرورية. حالته صعبة وشقيقاه بديا في حالة لا يحسدان عليها. استسفارهما عن حاله وما وقع، خفف عنها هول ما وقع رغم الشحوب الذي بدا واضحا على محياهما، في انتظار مصير شقيقهما الذي «ما دار لا بيديه ولا رجليه». حسن رزوق تقني كهرباء السيارات، كان مساء الأحد، واقفا في مكان منعزل بحي حبونة بصفرو، حين «اعتدى عليه أفراد الأمن الذين تدخلوا بعنف لتفريق متظاهرين بهذا الموقع، ما أدى إلى إصابته المذكورة، دون أن يكون ضمن المشاركين في عملية التخريب التي طالت عدة منشآت عمومية» يقول شقيقه الذي لم يستسغ ما تعرض إليه قريبه. داخل قاعة أخرى بالمستعجلات، كان زميله الناشط الحقوقي عز الدين المنجلي الكاتب المحلي للنهج الديموقراطي بصفرو، وأحد معتقلي انتفاضة 23 شتنبر ضد الغلاء وارتفاع الأسعار، قد استفاق من غيبوبة دخلها مباشرة بعد تعنيفه من قبل أفراد الأمن بينهم ضباط في الشرطة القضائية ذكرهم بأسمائهم، قبل نقله على متن سيارة إسعاف إلى هذا المستشفى. بدا عز الدين الذي كان مرفوقا بزوجته وأصدقائه، منهكا ممددا فوق سرير في انتظار إخضاعه للكشوفات الضرورية بعد إصابته بجروح في يديه ورأسه. ورغم ذلك لم يمانع في حكي ما وقع له، حين كان يهم بركوب سيارته المركونة في حديقة قبالة مقر المحكمة الابتدائية بالمدينة، متوجها إلى محل سكناه، بعدما غادر صديقه وزميله، رئيس الجمعية الحقوقية المذكورة بصفرو. «فتحت باب سيارتي، وكنت أهم بركوبها، لما فاجأتني عناصر الأمن بعضهم مجهول، وبينهم ضباط في الشرطة القضائية» يقول هذا الفاعل الحقوقي الذي تحدث عن شروعهم في ضربه بعصي في مواقع مختلفة من جسمه، خاصة في مؤخرة رأسه ويديه، دون أن تنفع محاولاته صد ضرباتهم وتلافيها، قبل أن يسقط أرضا ويسترجع قواه ليفر إلى مقر الباشوية. وقال إنه طرد من الباشوية، قبل أن تتعقبه بعض العناصر، لكن مواطنين أخفوه، قبل أن يسقط دون أن يستفيق وعيه إلا وهو على سرير بمستشفى الحسن الثاني بفاس، مؤكدا أنه سمع مسؤولين أمنيين، يحثون على مزيد تعنيفه، إلى درجة قول أحدهم «ضربوا مو للراس، قتلوه»، دون أن يستبعد احتمال اللجوء إلى مقاضاتهم ورفع شكاية إلى المصالح القضائية المختصة. آنئذ وبعد رفض المنجلي إعطاء أي تفاصيل لعنصر أمن بزي مدني حاول استفساره حول ما تعرض إليه، كانت عناصر أمنية من فاس، حلت لتوها بالقسم، مرفوقة بشابين على رأسيهما جروح تم تضميدها، أحدهما كان بحوزته سكين من حجم كبير، قبل أن يقتادا إلى مخفر الشرطة لاستكمال باقي إجراءات البحث معهما، دون أن تعرف أسباب الحادث واعتقالهما. خارج القسم، كان حقوقيو صفرو يتداولون بينهم، الحصيلة الثقيلة لتدخل الأمن، والخسائر المادية الجسيمة التي تكبدتها المنشآت العمومية، إثر أعمال تخريب باشرها بعض الأشخاص بعد انسحاب فعاليات سياسية ومدنية، كانت تؤطر احتجاج شباب الموقع الإلكتروني الاجتماعي «الفايسبوك»، متحدثين عن أكثر من 10 إصابات، ثمانية منهم تلقوا العلاجات بمستشفى صفرو.يقول رئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بصفرو، إن المظاهرة، انطلقت بشكل عاد وتواصلت لعدة ساعات، على إيقاع شعارات مطالبة بمراجعة الأسعار الملتهبة وفواتير استهلاك الماء والكهرباء، وبرحيل الباشا وعامل الإقليم ل»عدم وفائهما بالوعود المقدمة خاصة خلال الحوارات المغشوشة مع سكان حي الأمل المطالبين بإعادة إسكانهم للخطر الذي يهددهم في منازلهم».وأوضح أن السكان الغاضبين لم يتلقوا أجوبة جادة بخصوص مطالبهم، من قبل المسؤولين الذين لم يحددوا سقفا زمنيا لتنفيذ الوعود المقدمة، مؤكدا أن الاحتجاج الذي غاب عنه عاطلو المدينة لوجودهم في فاس، كان مؤطرا بشعارات مطلبية بحل البرلمان وتغيير الحكومة ومحاسبة المسؤولين عن نهب المال العام، قبل أن «تنقلب الأمور، زوالا».كانت الساعة تشير إلى نحو الثانية زوالا، حين شرع بعض الشباب في رشق مقرات البلدية والعمالة والشرطة ومصالح أخرى، بالحجارة ليتفرق المشاركون في المسيرة، إلى مجموعات. والحصيلة تكسير زجاج باب وواجهة العمالة والخزينة العامة وبعض البنوك بشارع محمد الخامس والمنطقة الإقليمية للأمن ووكالة التشغيل والكفاءات وثكنة القوات المساعدة. بعض الغاضبين، حاولوا اقتحام المستشفى الإقليمي محمد الخامس، وآخرون أضرموا النار في الباب الرئيسي للسجن المركزي، الذي كان أخضع إلى تزيين وإعادة صباغة لمحو آثار «انتفاضة 23 شتنبر»، في وقت قال مصدر إعلامي، إن بعض الموجودين في المظاهرة، كانوا مدججين بأسلحة بيضاء، إلى درجة إشهار أحدهم، سكينا في وجه مراسل صحافي. بعض المصادر تحدثت عن اندلاع مواجهات عقب ذلك بين بعض الأشخاص من ذوي السوابق والأمن والمواطنين، خاصة في أحياء بنصفار والشعبة وباب المقام وباب المجلس، ما أدى إلى إصابة عدة أشخاص بينهم رجل أمن رشق بالحجارة، مؤكدة أن تعزيزات أمنية حلت ليلا بالمدينة وتم إيواؤهم في المعهد العالي للتكنولوجيا التطبيقية بالمدينة. حميد الأبيض (فاس)

10مصابين في مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين بصفرو

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مطالب اجتماعية واقتصادية في وقفات خريبكة

مسيرة 5 آلاف متظاهر ببيوكرى تنتهي بأعمال تخريبية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات