رغم الانتقادات التي تطول الشخصية اللامبالية، إلا أن اللامبالاة تعد بمثابة آلية لمواجهة الضغوطات والتعامل مع التحديات، حسب الدكتورة زبيدة بنمامون، معالجة نفسية وخبيرة في التطوير المستمر والقيادة ل"الصباح". وتكون الشخصية اللامبالية بعيدة عن القلق والتوتر، فالهدوء من أبرز صفاتها حتى في أصعب المواقف، تقول الدكتورة بنمامون، مضيفة "هذه بعض الجوانب الإيجابية لهذه الشخصية التي تعيش اللحظة فقط ولا تتحمل أي مسؤولية وتهرب من اتخاذ قرارات صعبة". ويبقى للشخصية اللامبالية فلسفة خاصة في الحياة تبتعد من خلالها عن كل ما يسبب لها إرهاقا نفسيا، حسب الدكتورة بنمامون، مضيفة أنها لا تنخرط عاطفيا أو فكريا في أمور تستحق ذلك، مفضلة أن تتعامل مع مختلف الأحداث ببساطة. وتعيش الشخصية اللامبالية نوعا من التحرر والانفصال العاطفي، كما تهرب من كل التعقيدات ولا تكون مشاركتها عميقة في نقاشات أو قرارات مهمة. وتؤدي عدة عوامل إلى تكوين شخصية لامبالية، إذ يكون الشخص قد مر خلال مرحلة الطفولة من مشاكل مالية لأسرته ساهمت في شعوره بكثير من القلق، ما جعله يتخذ من اللامبالاة آلية للدفاع وتجاوز الضغوطات في مرحلة موالية. وتتأثر علاقات الشخص اللامبالي بمحيطه، إذ رغم اعتباره شخصية هادئة لكن حين يتعلق الأمر بقرارات مصيرية حتى مع أقرب الناس إليه فإن ذلك يسبب انزعاجا كبيرا، خاصة إذا لم يقم بأي مبادرة عندما يتعين عليه اتخاذ قرارات مصيرية. وقالت الدكتورة بنمامون إن الشخص لابد أن يحاول خلق توازن بين اللامبالاة والجدية، موضحة "هناك أشياء تحتاج إلى تحمل المسؤولية من خلال تحديد أولويات وعدم الهروب، ولهذا لابد من محاولة السيطرة على اللامبالاة سواء بطريقة مباشرة أو باستشارة أشخاص لهم تجربة وخبرة".