أودية الشرق تحولت إلى نقط “قتل”

انعدام علامات التشوير ونقص القناطر يسقط ضحايا من السائقين العابرين لم تطو السنة الماضية آخر صفحاتها دون أن تسجل وفيات جديدة، غرقا بوادي العطشان، الذي يهدد حياة سكان مجموعة من الدواوير بالجهة الشرقية. وارتفع عدد ضحايا الوادي نفسه خلال السنة الماضية بعد غرق خمسة أشخاص من ضمن ستة كانوا على متن سيارة بالجماعة القروية مستفركي التابعة لعمالة وجدة أنجاد.وكان الضحايا، الذين تم العثور على جثثهم في مناطق مختلفة، على متن سيارة جرفتها مياه وادي العطشان الذي شهد فيضانا بسبب التساقطات المطرية الغزيرة التي عرفتها المنطقة يوم 17 ماي 2014.وخلال مارس 2012، جرف وادي الشارف الذي يمتد من تندرارة بإقليم بوعرفة ـ فكيك، إلى غاية منطقة دبدو بإقليم تاوريرت، شاحنة كانت محملة بفاكهة "الترفاس" كانت سائقها في اتجاه الدار البيضاء.وكان الضحية محمد أمزيني يسوق ليلا شاحنته، التي كانت محملة بـ "الترفاس" متجها إلى الدار البيضاء حين فاجأته مياه وادي الشارف، التي جرفت شاحنته، بسبب غياب علامات تشويرية تشير إلى وجود وادي بالمنطقة، خاصة أن القنطرة صغيرة.وذكر مصدر حقوقي ل"الصباح"، أن الوادي يتسبب كل سنة في غرق السكان والماشية، إذ تسبب سنة 2011، في هلاك شخصين. كما جرف قبل ثلاث سنوات منها حافلة للنقل العمومي، دون الحديث عن البهائم التي تجرفها مياهه. والغريب في الأمر، يضيف المصدر ذاته، أن هذا الوادي لا توجد به أي علامة تشوير تحذر السائقين من خطره، علما أن أبناء المنطقة يسقطون باستمرار ضحايا له، مما يجعله نقطة "قتل" سنوية.وهناك العديد من الأودية الأخرى على مستوى عمالة بوعرفة ـ فكيك، التي تحصد ضحايا سنويا من رعاة الأغنام والسكان الرحل وماشيتهم، ومن بينها وادي العرجة الموجود في الناحية الشرقية لفكيك، ووادي جزفانة بجنوب فكيك والذي يربط قرية بني ونيف بولاية بشار الجزائرية وبين فكيك، حيث يسجل نفوق للماشية بالدرجة الأولى خلال فترة الأمطار الغزيرة التي تعرفها المنطقة.ودعا حسن عماري، ناشط حقوقي بالجهة الشرقية، السلطات المعنية الى اتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة أثناء التساقطات المطرية التي تعرفها المنطقة لتفادي سقوط ضحايا، وتعزيز علامات التشوير على الطرقات والقناطر، مع توجيه نشرات إنذارية للسكان، والتعامل بشكل خاص مع السكان الرحل الذين لا تتوفر لديهم وسائل الاتصال التي قد تمكنهم من تتبع الأخطار المحدقة بالمنطقة.وقال العماري، إن على السلطات أن تأخذ بعين الاعتبار خلال بنائها للمؤسسات التعليمية وغيرها، المواقع الجغرافية التي توجد بها الأودية حتى لا تكون خلال فترة التساقطات عاملا مساهما في سقوط الضحايا خصوصا من فئة التلاميذ.ومن بين المطالب الأساسية والملحة لسكان إقليم بوعرفة ـ فكيك، تعزيز التجهيزات الضرورية لعناصر الوقاية المدنية بالإقليم بكافة الوسائل الضرورية للتدخل خلال العمليات التي تستدعي ذلك أمام الوضعية التضاريسية الصعبة للمنطقة وعزلتها الجغرافية، وبناء قناطر لضمان سلامة السكان والمارة خلال التساقطات المطرية الغزيرة، مع التركيز بالدرجة الأولى على المناطق السوداء بهذه الأودية، والتي تتوفر لدى السلطات المعنية جميع المعلومات التقنية الدقيقة حولها.عز الدين لمريني (وجدة)

أودية الشرق تحولت إلى نقط “قتل”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

72 مليون درهم لوقف خطر "فليفل"

ورغة كابوس العابرين

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات