“… ديكاج” الشعار الذي يؤجج الاحتجاج

شعارات 20 فبراير اختزلت حالة الاحتقان ونالت من السياسيين والحكومة واستلهمت روحها من "الحكَرة" تختزل الشعارات السياسية الحاجة إلى التغيير، وتعكس دائما نوعا من رد الفعل ضد نظام أو حزب أو واقع، وبالتالي فإن مظاهر الرفض الداخلي يتم تصريفها عبر هذه الشعارات ضمن سيكولوجيا احتجاج تمتح من القاموس السياسي، وبالتالي تكون هذه الشعارات الوسيلة الأقرب إلى التفريغ السيكولوجي منه إلى النزوع نحو التغيير. في حركة 20 فبراير التي انطلقت أمس (الأحد)، وعمت مختلف أرجاء المملكة، وتعاملت معها الأجهزة الأمنية بحكمة، حين انسحبت وتركت المحتجين يعبرون عن مواقفهم دون خوف وبعيدا عن الفوهة، رفع المتظاهرون شعارات تطالب بتغيير السياسات ورحيل الأشخاص، ونال حزب الأصالة والمعاصرة ومؤسسة فؤاد عالي الهمة، حصته من الانتقاد والاحتجاج وشعارات الرفض، بالمقابل لم يسلم عباس الفاسي وحكومته من دعوات إلى إسقاط الحكومة وحل البرلمان. المحتجون استلهموا شعارات الثورة التونسية، ورفع بعضهم لافتات تحمل شعارات مشابهة لثورة "الياسمين"، مع تغيير طفيف في الأسماء، من قبيل: "حكومة فاسية... حكومة عائلية" و"الهمة... ديكاج" و"البام... ديكاج"، حينها كان الشباب يردد "الشعب يريد إسقاط الاستبداد"، وذلك حتى تكتمل الصورة عن أي استبداد يتحدثون.إن الدلالة السياسية لهذه الشعارات تحمل أكثر من معنى، وهي تختزل في الحالة المتعلقة بالأصالة والمعاصرة، حالة الاحتقان السياسي الذي يعيشه المغرب. أحد المحتجين أبدع صورة أكثر وضوحا للفكرة، بأن رفع قائمة بصور أشخاص تحت شعار «بلطجية ضد المساواة»، ضمن القائمة صور للوزير الأول ووزيرة الصحة وزوج الوزيرة، رئيس جامعة الكرة، ووزير الخارجية وابن الوزير، وصورة للهمة، صديق الملك، وإلياس العماري صديق صديق الملك. لم تكن الصورة في حاجة إلى مزيد من التعليق، لأنها تختزل الرفض المتنامي لهذا المنطق السياسي الذي يستبد بالسياسة في بلادنا.قد يكون لشعارات شفهية رفعها المتظاهرون، وطالبت بإسقاط حزب الأصالة والمعاصرة، من قبيل «سير بحالك المغرب ماشي ديالك»، علاقة بأطراف سياسية جاءت إلى المسيرة لتصريف مواقفها بحرية أكثر، لكنها بالمقابل تختزل الحاجة إلى مراجعة الكثير من الأشياء، حتى لا تتجاوز المطالب سقف الشعار، والإبداع اللغوي كما فعل أحد المتظاهرين، بالرباط، حين رفع لوحة كتب عليها «البامطجية» استنساخا من لفظ «البلطجية» في مصر.المفارقة الغريبة في كل الشعارات التي رفعها بعض المتظاهرين أمس (الأحد)، أن الشباب الذي خرج للاحتجاج السلمي، يعرف ما لا يريد أكثر من معرفته لما يريد، فهو يعرف أنه لا يريد الحكومة الحالية ولا يريد الفساد ولا يريد الاحتقان السياسي ولا يريد إقصاءه ولا يريد انتخابات مزورة وتمثيلية غير حقيقية... بالمقابل لم تعكس أي من الشعارات ماذا يريد، ولعلها النقطة المشتركة التي جمعت بين الثورة في تونس ومصر، فالناس تعبوا دون أن يكلوا من الاحتجاج. إحسان الحافظي

“… ديكاج” الشعار الذي يؤجج الاحتجاج

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

عمار الجندي الذي مارس السياسة في سجون بوليساريو - الحلقة الأخيرة

شباب فيسبوك يقرر مواصلة الغضب نهاية الأسبوع

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات