عبد الصمد بن الشريف قال إن القناة التلفزيونية تحقق نسبة مهمة من المشاهدة في هذا الحوار يتحدث عبد الصمد بن الشريف عن مشروع تحويل قناة "المغربية" إلى قناة "الإخبارية" وعن أشياء أخرى... وفي ما يلي نص الحوار : < ما جديد مشروع قناة “الإخبارية المغربية”، وهل باشرت مهامك مديرا لها؟< قبل أن أجيبك عن سؤالك، يبدو أنه من الأهمية بمكان الإشارة إلى سلسلة التعثرات التي جابهت عددا من المشاريع الإعلامية بما فيها تحويل قناة المغربية إلى قناة إخبارية. فمنذ أن تمت المصادقة على دفاتر التحملات سنة 2012 والتي حددت عددا من الالتزامات وسطرت جملة من المقتضيات، لم يتم تسجيل أي تقدم ملموس على مستوى عقود البرامج، والتي لم يوقع أي واحد منها رغم أن كل مدير أو مسؤول قدم مشروعه ورافع ونافح لتأكيد مصداقية ما يحمله مشروعه. وهذا ما فعلته شخصيا وحسبت نفسي وقتئذ محاميا يرافع بحماس ويحشد الأدلة والبراهين ويبين منافع وأهمية توفر المغرب على قناة إخبارية. وقبل ذلك ناقشت المشروع وعرضت تصوره على عدد من المسؤولين بمن فيهم رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران الذي عقدت معه جلستين بحضور وزير الدولة الراحل عبد الله بها. وللتاريخ في أول لقاء أتذكر أن رئيس الحكومة عبر عن ارتياحه ورغبته في أن تكون للمغرب بالفعل قناة إخبارية.لكن المشروع طاله الجمود ولم يراوح مكانه، ليصبح ضحية سياق سياسي قابل لكل القراءات/ وربما ضحية وضع مالي واقتصادي، لكن المفارق والغريب هو أن عدد ا من المشاريع أقل أهمية وحساسية تشق طريقها بإصرار وترصد لها الإمكانيات. أما الجديد فيتمثل في إضافة كلمة إخبارية إلى قناة المغربية لتكريس هويتها وخصوصيتها، كما أنه وبمبادرة من فيصل العرايشي، الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون هناك خطوات لبناء استوديو للأخبار وتهيئة فضاء لهيأة التحرير، وعقدت في هذا الإطار سلسلة من الاجتماعات مع مختلف المتدخلين، وقدمت عدة اقتراحات وسيناريوهات بغية التقدم في المشروع لإنتاج نشرة رئيسية في الصباح وأخرى في المساء على الأقل، وبرنامجين الأول سياسي والثاني اقتصادي، وأن يكونا وازنين وقادرين على استقطاب المشاهد، طبعا شريطة تقديم منتوج جيد وذي مصداقية ومهنية، لكن حتى الآن وبكل صراحة لا أعرف أين وصلت الأمور وهل بالفعل هناك إرادة صلبة وصريحة من طرف الدولة في هذا الاتجاه. لقد سبق لي أن تحدثت عن الحاجة الملحة إلى قناة إخبارية مغربية، لعل الرسائل تصل إلى الجميع. ومهما كانت الذرائع وأسباب إلغاء أو تأجيل المشروع، فأنا أقوم بواجبي من الناحية الأخلاقية والمؤسساتية والمهنية، وأحاول قدر المستطاع إقناع مسؤولينا بما أدافع عنه لأنه من الأفضل أن نختصر المسافات ونحسن استغلال الوقت واقتناص حسن النوايا عندما توجد، لأنها قليلة وعملة نادرة.طبعا عينت مديرا لهذه القناة لأتولى تدبيرها وقيادتها نحو بر النجاح والأمان، لكن ليست لدي إمكانيات مادية أو موارد بشرية. نحن في حالة انتظار.< في ظل ارتباك عملية إخراج القناة الإخبارية إلى حيز الوجود، ما الذي ترى أنه ينبغي فعله؟< لقد أصبح من العاجل اليوم أكثر من أي وقت مضى، وفي ظل المنافسة الجهوية والدولية المتزايدة، وأمام الرهانات العديدة التي تحملها مثل هذه المشاريع السمعية البصرية، أصبح من العاجل إطلاق هذا الورش عبر تعبئة كل الإمكانيات المادية والبشرية واللوجيستيكية الضرورية. وهو شرط ضروري لنجاحه ولتطوره وإشعاعه. هذا دون أن ننسى مسألة أساسية ستحدد وجود المشروع أصلا، ألا وهي وجود إرادة سياسية حقيقية بعيدا عن كل مزايدات سياسية أو سياسوية. إن طبيعة هذا المشروع تفرض علينا أن نجعله فوق كل التقلبات والطوارئ، لأنه يتعلق أولا وقبل كل شيء بتحقيق مصلحة لجميع المغاربة في الداخل والخارج، دون أن ننسى أن المغربية في صيغتها الحالية ورغم عدم توفرها على وسائل الإنتاج الذاتي تحتل رتبة متقدمة من حيث نسبة المشاهدة.< يقول البعض إن إطلاق قناة إخبارية لن يضيف أي شيء للمشهد الإعلامي، فما تعليقكم على الموضوع؟< هل ثمة حاجة إلى التذكير، بأنه لا يمكن لأي بلد في عالم اليوم، أن يدعي بأنه يستطيع تحقيق تنمية منسجمة ومتناغمة، بدون امتلاك قطاع سمعي بصري قوي له رؤية مستقبلية وله وسائل مالية ولوجيستيكية، بدونها لا يمكنه أن يتطلع إلى مكانة مشرفة في قطاع يشهد منافسة ضارية ومتزايدة؟ يبدو لنا من البديهي أمام هذا السؤال المركزي، أن المغرب يوجد حاليا في مفترق طرق. وعلينا أن نسجل في سياق نقاش «عقيم» وغير مجد حول إشكالية الإعلام السمعي البصري العمومي، أن بلادنا تخسر حاليا معركة كبرى في مجال حققت فيه بلدان أقل أهمية من المغرب منجزات لا يمكن إنكارها. والأمثلة كثيرة وعديدة في هذا المجال. إننا نعتقد، وبدون أن نكون عدميين، لأن العدمية تؤدي طبعا إلى نتائج عكسية، وبالنظر إلى بعض المنجزات الإيجابية المذكورة سابقا، نعتقد بأن بلادنا في حاجة إلى مراجعة شاملة وعميقة لتصورنا ولنظرتنا إلى هذا القطاع وللمكانة التي ينبغي أن يحتلها في ظل إستراتيجية التنمية الشاملة لبلادنا. إن هذا الكلام يدفعنا بالضرورة إلى التساؤل حول بعض الإشكاليات التي تمس مباشرة هذا القطاع، وخاصة ما يتعلق بمدى ملاءمة الاختيارات التي قمنا بها في هذا القطاع وفي مقدمتها ما يهم هذه القناة التي هي في طور الولادة والتكوين ألا وهي قناة «المغربية» الإخبارية الدولية كما نص على ذلك دفتر التحملات.وهي مشروع له أهمية مركزية بالنسبة إلى مستقبل بلادنا، ويطمح إلى أن يصير أداة لتسويق صورة المغرب عبر العالم. إن الحاجة إلى إطلاق قناة إخبارية مغربية تزداد إلحاحا بالنظر إلى التطورات والتحولات التي عرفتها الساحة الوطنية في كافة المجالات. وبروز مطالب متزايدة للرأي العام بتطوير قطاع سمعي بصري فعال يساهم في تكريس مبادئ الديمقراطية والشفافية والحكامة الجيدة والتعددية.أجرت الحوار: أ. ك