لجنة التنظيم عجزت عن توحيد شعارات المشاركين

انطلقت تظاهرة الرباط الاحتجاجية في أجواء شبه «باهتة»، قبل أن يرتفع العدد، بعد توجه المسيرة نحو ساحة البريد، إلى حوالي 10 آلاف مشارك، كانت من بينهم مجموعات أخرى مضادة، تنادي بحياة صاحب الجلالة، وتعبر عن حب الشعب المغربي له بشعارات قوية. ونزل أنصار ومشجعو الجيش الملكي والفتح إلى ساحة الاحتجاجات بقوة، لكن بشعارات تمجد الأسرة العلوية، وتوجه تحيات حارة إلى الملك محمد السادس، كما رفعوا العلم الوطني وهتفوا بمغربية الصحراء، وهو الأمر الذي لم يرق لبعض الحركات الشبابية المشاركة في المسيرة، وقواعد موالية لليسار الراديكالي، فبدؤوا ينعتونهم ب»البلطجية»، دون أن تسجل أي أحداث شغب أو عنف.وعجزت لجنة التنظيم عن توحيد المتظاهرين، بعد توزع الشعارات والتئام كل مجموعة في مكان لرفع مطالبها الخاصة، وهو ما دفع المنظمين إلى ترديد عبارات من قبيل «الشعب.. يريد.. توحيد الشعارات». وكانت لكل مجموعة مطالبها الخاصة، فهذه تضم عائلات المعتقلين السياسيين، تطالب بالإفراج الفوري عنهم، وتلك من حملة الشهادات المعطلين، تطالب بالتوظيف والإدماج في الوظيفة العمومية، وأخرى مكونة من مواطنين عاديين تطالب بمحاكمة أفراد أو جماعة نافذة سطت على عقارات في ملكيتهم أو عرضتهم لشطط في السلطة، وهلم جرا.وبدت، في المسيرة، الوجوه المعتادة التي دأبت على المشاركة في المسيرات والتظاهرات الاحتجاجية في العاصمة، من قبيل أعضاء الأحزاب اليسارية غير المشاركة في الحكومة، وقياديين من العدل والإحسان، إضافة إلى «الوجوه الفايسبوكية»، التي ظهرت في الساحة السياسية والإعلامية في الآونة الأخيرة. كما ظهر رجل الأعمال ميلود الشعبي وابنه فوزي رفقة خالد السفياني وعبد العالي حامي الدين والرميد وآخرين.وبعد مقاطعة جل الأحزاب الوطنية والجمعيات الوطنية الفاعلة لهذه التظاهرة الاحتجاجية، بدا عدد المشاركين أقل مما كان متوقعا، رغم حضور عدد من القواعد والقياديين في أحزاب الحركة الشعبية والاستقلال والعدالة والتنمية والاتحاد الاشتراكي والتجمع الوطني للأحرار، لكن كأفراد فقط، وليس بصفتهم الحزبية.وساهمت الأجواء الماطرة في سماء العاصمة في الحد من عدد الوافدين على ساحة «باب الأحد»، حيث تجمع حوالي 1500 شخص في البداية، قبل أن يرتفع العدد، بعد حوالي ساعتين ونصف من انطلاق هذه التظاهرة الاحتجاجية، إلى حوالي 5000 شخص.وفي الساعة الثانية عشرة زوالا، توجهت المسيرة نحو شارع محمد الخامس، ليتجمع المتظاهرون في ساحة البريد، حيث واصلوا ترديد شعاراتهم المطالبة بإجراء تعديلات في الدستور وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين والإسلاميين المحكوم عليهم في ملفات في إطار قانون محاربة الإرهاب منذ تفجيرات 16 ماي من سنة 2003.ولوحظ أن أجهزة الأمن والسلطات المحلية بالعاصمة تعاملت مع المحتجين بالكثير من الحياد الإيجابي، وحرصت على عدم القيام بأي توزيع أمني يثير الاستفزاز، كما ظل رجال الأمن والقوات المساعدة على مسافة بعيدة من المحتجين، الذين ظلوا يرددون شعاراتهم ويرفعون لافتات مطالبهم دون أي احتكاك مع الأجهزة الأمنية. لكن سيارات قوات التدخل السريع والأمن العمومي والقوات المساعدة رابضت في الشوارع الخلفية للبرلمان وشارع محمد الخامس، تحسبا لأي انفلاتات أو أعمال شغب غير محسوبة.ووزع المشاركون في الوقفة والمسيرة بلاغات تكشف للرأي العام الأهداف الحقيقية لهذه الحركة الاحتجاجية، وتؤكد أن الأمر يتعلق بمجموعة من الشباب المغربي، أطلقت على نفسها اسم «شباب 20 فبراير»، هدفها القيام باحتجاجات وطنية ومحلية للمطالبة بتحسين الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية لعموم الشعب المغربي، من خللا تحقيق إصلاح شامل على كافة المستويات.وحسب البيان، الذي وقعته الرابطة المغربية لحقوق الإنسان، فإن المواقف والبيانات والشعارات التي تعبأت لها المجموعة بواسطة الإعلام السمعي والمرئي والمقروء، ومواقعهم على الإنترنت، تنصب على المطالبة بتأمين الحقوق الأساسية للمواطن والشعب المغربي، بما فيها الحقوق السياسية من قبيل الإصلاح الدستوري والاقتصادي والاجتماعي والثقافي. ويوضح البيان أن اختيار المشاركين للتظاهر السلمي يدخل في إطار التعبير وحريته، وما يضمنه الدستور وكافة المواثيق الدولية. وعبرت الرابطة المغربية لحقوق الإنسان عن مساندتها لكل أشكال الاحتجاج والتعبير السلمي، في إطار «المستقبل الحقيقي للبلد». محمد البودالي

لجنة التنظيم عجزت عن توحيد شعارات المشاركين

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

احتجاجات ضد الغلاء بطنجة تتحول إلى تخريب

متظاهرون يطالبون برحيل حكومة الفاسي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات