احتجاجات ضد الغلاء بطنجة تتحول إلى تخريب

عناصر مثيرة للشغب هاجمت ولاية الأمن وخربت وكالة بنكية وعددا من الحافلات والسيارات عاشت مدينة طنجة، مساء الجمعة الماضي، على إيقاع أعمال تخريب متفرقة، قامت بها عناصر شابة مثيرة للشغب، في أعقاب وقفة احتجاجية نظمتها، أمام مقر البلدية، جمعية «أطاك لمناهضة العولمة الرأسمالية» للاحتجاج ضد غلاء المعيشة والسياسة المتبعة من قبل الشركتين المكلفتين بالتدبيرالمفوض لقطاعي الماء والكهرباء والنقل الحضري بالمدينة. وأسفرت هذه الأعمال التخريبية، التي قام بها شباب تتراوح أعمارهم بين 13 و20 سنة، عن خسائر مادية جسيمة تمثلت في التحطيم الكلي لواجهة مقر ولاية الأمن بمنطقة بني مكادة، التي هاجمها المتظاهرون بالحجارة وأتلفوا تجهيزاتها ومكاتبها، وتخريب ونهب وكالة بنكية مجاورة للمقر الأمني، تم تكسير أبوابها وشباكها الأوتوماتيكي، قبل اقتحامها والسيطرة على ممتلكاتها، ومن بينها حواسيب وكراسي وخزانة حديدية تم التخلي عنها بعد أن طوق المكان بتعزيزات أمنية.كما طالت عملية التخريب العشوائي وكالتين لشركة «أمانديس»، الأولى بشارع القدس والثانية بحي «موح باكو»، وكذا حافلات النقل العمومي التابعة لشركة «أوطاسا»، إذ عمل أشخاص مجهولون على محاصرة حافلتين ألحقوا بهما أضرارا جسيمة، بالإضافة إلى تكسير عدد من السيارات كانت مركونة في المنطقة، محاولين إضرام النار في مولد كهربائي بعد أن اعتدوا على حارس ليلي، فيما لم تسلم من هذه الحملة بعض المحلات التجارية والمقاهي المجاورة، التي نالت نصيبها من الأضرار نتيجة رشقها بالحجارة. وأفادت مصادر متطابقة أن الشرارة الأولى للأحداث اندلعت حوالي الساعة الخامسة مساء، عقب اختتام وقفة قصر البلدية، التي طالب خلالها المتظاهرون السلطات المحلية والمجالس المنتخبة بالتدخل لفك ارتباطهم بالشركة الفرنسية «أمانديس» والإسبانية «أوطاسا»، إذ قامت مجموعة منهم بالتوجه إلى أحد مكاتبها، ورشقت واجهته بالحجارة، ما أدى إلى تحويل هذه المبادرة الاحتجاجية إلى مسيرة تخريبية امتدت إلى عدد من الأحياء، خصوصا بحي بني مكادة والعوامة الفقيرين.ووفقا للمصادر نفسها، فإن قوات الأمن تمكنت من احتواء الموقف بعد منتصف الليل تقريبا، وذلك دون اللجوء إلى القوة أو استعمال القنابل المسيلة للدموع، فيما أكدت مصادر أخرى أن عناصر مكافحة الشغب استعملت في تدخلها العصي والهراوات لتفريق هؤلاء المتظاهرين، الذين كانوا عبارة عن مجموعات متفرقة تضم كل واحدة منها ما بين 100 و200 شاب، يعتقد أنهم غير مؤطرين وغير موالين لأي جهة معينة، مؤكدة أن التدخل لم يسفر عن إصابات خطيرة أو اعتقالات في صفوف العناصر المثيرة للشغب. من جهة أخرى، أكد مصدر أمني مسؤول بالمدينة أن الأجهزة الأمنية حرصت على التعامل مع المتظاهرين بصورة حضارية، رغم أن الأعمال والاعتداءات التي قاموا بها تعتبر خارجة عن القانون، نافيا مزاعم بعض الجهات التي تختلق سيناريوهات وأحداثا لا أساس لها من الصحة، وتهدف إلى الإساءة إلى الأجهزة الأمنية، مشيدا ببعض المواطنين الذين برهنوا على استعدادهم للتعاون مع أجهزة الأمن من أجل حماية الممتلكات العمومية وترسيخ دعائم الاستقرار.وإثر الأعمال التخريبية التي تعرضت لها بعض المرافق الحكومية والخاصة بالمدينة، عقدت بمقر الولاية اجتماعات ماراثونية ترأسها محمد حصاد، والي جهة طنجة تطوان، بحضور كل المسؤولين الأمنيين بالمدينة، لتقييم الأحداث السابقة، ووضع خطة تهدف إلى تعزيز الأمن والاستقرار في المدينة، سيما في ظل الحركة الاحتجاجية المرتقبة، التي دعا إليها نشطاء شباب عبر موقع «فيسبوك»، وحظيت بدعم عدد من الهيآت الحقوقية والسياسية بالمدينة. المختار الرمشي (طنجة)

احتجاجات ضد الغلاء بطنجة تتحول إلى تخريب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

خلافات في مسيرة آسفي بسبب الشعارات

لجنة التنظيم عجزت عن توحيد شعارات المشاركين

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات