وقفة شباب بامتياز وحضور وازن للنساء بالرشيدية

وقف، صباح أمس (الأحد)، بساحة الحسن الثاني بالرشيدية، قبالة مقر العمالة، المئات من المواطنين، استجابة لنـداء وقعته تنسيقية تشكلت من إطارات سياسية ونقابية وحقوقية محلية ممثلة في الحزب الاشتراكي الموحد والنهج الديمقراطي وحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي والجمعية المغربية لحقوق الإنسان والاتحاد المحلي للاتحاد المغربي للشغل والاتحاد المحلي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل والاتحاد النقابي للموظفين.وتميزت الوقفة التي كانت شبابية بامتياز، بحضور وازن للنساء، وغياب ملحوظ لمناضلي الحركة الإسلامية بمختلف تلاوينها، وبعدم انضباط مناضلي الحركة الثقافية الأمازيغية، الذين، وضدا على توجيهات الحركة المنظمة، رفعوا الأعلام الخاصة بهم، في حين انضبط باقي المشاركين لشعارات الحركة وسقف مطالبها...كما تميزت بغياب المعطلين كحركة، وإن حضر بعضهم كأفراد، إذ ارتأوا أن "يأخذوا عطلة"، بعد أسبوعين من التظاهر اليومي بالساحة نفسها، وذلك، تعبيرا، حسب مصادر منهم، عن تخوفهم من توظيف مطلبهم الاجتماعي واستغلاله سياسيا. وأكد بعضهم ل»الصباح» الطابع الاجتماعي المحض لمطالبهم، والمتمثل في الإدماج الشامل والمباشر في أسلاك الوظيفة العمومية.وحسب مصطفى دابا، أحد المحتجين، فإن الدعوة إلى هذه التظاهرة تأتي في إطار الحركة الاحتجاجية الوطنية ليوم 20 فبراير، من أجل المطالبة بإقرار دستور ديمقراطي شكلا ومضمونا، يمثل الإرادة الحقيقية للشعب، وحل الحكومة والبرلمان، وتشكيل حكومة انتقالية مؤقتة تخضع لإرادة الشعب، وقضاء مستقل ونزيه، ومحاكمة المتورطين في قضايا الفساد واستغلال النفوذ ونهب خيرات الوطن، كما تأتي للمطالبة بدسترة اللغة الأمازيغية لغة رسمية إلى جانب اللغة العربية، والاهتمام بخصوصيات الهوية، وإطلاق كافة المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي، ومحاكمة المسؤولين، والإدماج الفوري والشامل للمعطلين في أسلاك الوظيفة العمومية، ومتابعة المسؤولين المحليين المتورطين في قضايا الفساد بإقليم الرشيدية، والتوزيع العادل للثروة والسلطة، ومناهضة الإفلات من العقاب في الجرائم الاقتصادية والسياسية، وضمان حياة كريمة للمواطن المغربي، بالحد من غلاء المعيشة ورفع الحد الأدنى للأجور، وتمكين عموم المواطنين من ولوج الخدمات الاجتماعية، وتحسين مردوديتها، ورفع القيود عن الإعلام العمومي وجعله في خدمة الشعب.وأكد متظاهر آخر (جمال مرشيش) "أن تراكم المعضلات الاجتماعية وإحساس المواطنين بالإهانة والدونية، وتراجع قدرتهم الشرائية بسبب تجميد الأجور والارتفاع الصاروخي للأسعار والحرمان من الاستفادة من الخدمات الاجتماعية الأساسية (الصحة، التعليم، الشغل، السكن، النقل...) واقع يرجع بالأساس إلى الاختيارات السياسية وبنية النظام السياسي المناهض لمصالح أبناء الشعب الفقراء" وأضاف المصدر نفسه أن "هذه الحركة الاحتجاجية تأتي للمطالبة السلمية بالكرامة والحرية والديمقراطية والعيش الكريم للشعب المغربي...".وندد المتظاهرون، خلال وقفتهم هذه، بصوت واحد بالحكرة والتسلط والقهر والرشوة والمحسوبية والبطالة واقتصاد الريع والزبونية والفساد والاختلاس والاستغلال والقمع وارتفاع الأسعار وتهريب الأموال، والتهرب الضريبي، والمناخ الحقوقي العام المتسم، حسبهم، بالقمع الممنهج لحرية الرأي والتعبير، كما نددوا بغياب البنيات التحتية وهشاشة الموجود منها، وتدني الخدمات الاجتماعية من طرق وماء وكهرباء وصحة وتعليم، وبالإقصاء والتهميش الممارس على الشعب المغربي عامة، وأبناء الجنوب الشرقي خاصة، وطالبوا بتغيير الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وإنهاء عهود الاستغلال، ومحاسبة المفسدين وناهبي المال العام، لتصحيح المسار الخاطئ الذي يسير فيه هذا الوطن، بسبب سياسات لا تعبر عن الشعب وطموحاته في العيش الكريم، وتوفير التعليم الجيد والمجاني، والصحة والشغل والسكن اللائق، دون نسيان ضمان حرية التعبير والرأي، ومحاكمة المسؤولين الفاسدين.ورغم تخوف السلطات من التظاهرة، ومما قد تتطور إليه، فقد تميز موقفها بالتفهم والحكمة، إذ اكتفت بالمتابعة السرية، بعيدا عن المألوف الذي دأبت عليه بالإقليم والمتمثل في استعراض العضلات ومظاهر القوة المستفزة. علي بنساعود (الرشيدية)

وقفة شباب بامتياز وحضور وازن للنساء بالرشيدية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مسيرتان بساحة الهديم والمدينة الجديدة بمكناس

مسيرتا إنزكان وأكادير ترددان شعارات ضد الفساد

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات