أول الجراحين في التاريخ

المغرب أصل العالم (الحلقة الأخيرة ) منذ ظهور علم الحفريات، تم التركيز على منطقتين جغرافيتين، شرق إفريقيا للبحث عن أصل الإنسان، والعراق ومصر الفرعونية، حيث بهما آمن الإنسان بالأديان طور اللغة والكتابة وبنى حضارة عظيمة. خلال عقد فقط، سيجبر العلماء بكل تخصصاتهم والأبحاث التي أنجزوها على مدى قرنين من الزمان، على مراجعتها، فأصل الإنسان والحضارة بدأ بالمغرب، إذ على هذه الأرض صنع أول أسلحته وملابسه وتزين بالحلي، بل أجرى أعقد عملية جراحية في التاريخ. هذه الحلقات هي خلاصة وتجميع لدراسات، وأبحاث علماء أثار مغاربة وأجانب، أنجزت على مدار سنوات، تقدم حقائق علمية بأن المغاربة أصل العالم. مصطفى لطفي إلى حدود 2018، كان يسود الاعتقاد في المجمع العلمي أن أقدم عملية جراحية أجراها الإنسان، كانت في حدود 7000 سنة قبل الميلاد، بناء على حفريات عثر عليها بفرنسا وهمت بالخصوص جراحة الأسنان، كما كان يسود الاعتقاد أن أقدم جينات بشرية عثر عليها في العالم، اكتشفت بمالاوي وقدر عمرها في 8000 سنة، إلا أن عملية تنقيب بمغارة بالشمال الشرقي للمغرب، وهي مغارة "تافوغالت"، قلبت كل هذه المعطيات رأسا على عقب، وأكدت أن المغاربة أول من أجرى أعقد عملية جراحية في التاريخ، وهي جراحة الدماغ ومنذ 12 ألف سنة، وأن المريض عاش بعد العملية لسنوات طويلة، وبعدها دفن في المغارة رفقة أشخاص آخرين ومازالت رفاتهم محافظة على جيناتهم منذ ذلك التاريخ. تفاصيل هذا الاكتشاف الذي نشر في مجلة علمية، لم يكن مجرد تكهنات أو نوعا من التنجيم، فعلماء الآثار عثروا بالفعل على الدليل القاطع، جمجمة وبها ثقب. في البداية قد تكون تكهنات أن صاحب الجمجمة قتل بآلة حادة في الرأس، قياسا لرفات قادة وجنود قتلوا في معارك جرت في حقب ما قبل التاريخ، إذ بعد التنقيب عنها، تظهر علامات الطعنات والكسور على ما تبقى من عظام، إلا أنه بعد إرسال الجمجمة للدراسة بوسائل متطورة، صار الأمر كأحجية تستوجب ذكاء خارقا لفك لغزها، إذ أن البحث كشفت أن خلايا الدماغ نمت من جديد بجانب الجرح، ما يعني أن المريض تعافى بعدها وعاش لفترة طويلة. وواصلت الجمجمة في كشف أسرارها من خلال أن شكل الثقب الذي عليها ليس نتيجة ضربة عشوائية بآلة حادة، بل تمت بطريقة حرفية محكمة ودقيقة للحفاظ على حياة صاحبها، وبعدها كشف المجمع العلمي عن سرهم الكبير بالإعلان أننا أمام أول عملية جراحية للدماغ ناجحة في التاريخ، أجريت منذ 12 ألف سنة. في الوقت الحالي ورغم تطور الطب واستعانته بآخر التطورات التكنولوجية، تبقى جراحة الدماغ من أعقد العمليات الجراحية، ويبقى معدل فشلها مرتفعا، إلا أن السؤال الكبير، وهو كيف نجح إنسان "تافوغالت" في إنجازها في بيئة قديمة جدا، وظروف صعبة، خصوصا أنها أنجزت داخل مغارة، وليس في غرفة خاصة وبمعدات متطورة للجراحة. أسالت أقدم العملية الجراحية، لعاب العلماء للبحث عن أسئلة ظلت تؤرقهم إلى اليوم، منها أصل ومصدر أدوات الجراحة، التي استعملت في شق الرأس وإحداث ثقب في الجمجمة، هل هي من عظام الحيوانات أم الحجارة، وأيضا طريقة صنعها التي تنم عن احترافية كبيرة مكنت من إجراء العملية دون الوقوع في خطأ قاتل، ثم مدى معرفة الإنسان القديم بالمضادات الحيوية وقتها وصناعتها، بحكم أنها ضرورية لتنظيف الجروح وعلاج التعفنات والحمى، بل الأهم من كل هذا، هل خدر "الجراح" مريضه قبل إجراء هذه العملية الصعبة، لأنها تسبب آلاما حادة لا يمكن تحملها.

أول الجراحين في التاريخ

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

المدارس الخاصة... بعبع الأسر

حب جديد ينهي حياة زوج

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات