شباب حرموا من المشاركة العالمية وحصدوا الرتبة الأولى إفريقيا بعدما كان المنتخب الوطني للرياضيات في قلب زوبعة من النقاش قبل أسابيع، بعد حرمانه من المشاركة في الأولمبياد الدولية للرياضيات المقامة في لندن، نتيجة أسباب مجهولة، فسرت بتأخر الوزارة في طلب التأشيرة للبعثة المغربية، استطاع التعويض في المنافسة الإفريقية. ويعتبر الشباب المغاربة ملوكا للأرقام والرموز الرياضية، إذ ليست المرة الأولى التي يحققون فيها نتائج متميزة في مادة الرياضيات، إذ كان التألق حليف الطلبة المغاربة في جامعة "البوليتكنيك" بفرنسا، والتي يستفردون فيها بحصة الأسد من المقاعد المخصصة للأجانب، إلى درجة أنه في الموسمين الماضيين، حصلوا على أكثر من 70 في المائة من المقاعد. وبعدما خضع المنتخب المغربي للرياضيات لفترة إعداد ممتازة، بثانوية محمد السادس ببنكرير، المعروفة بتميزها، وعدم قدرته المشاركة في الألمبياد الدولية، استغلوا تدريبهم عالي المستوى، لتحقيق نتيجة إفريقية غير مسبوقة. وتوج التلاميذ المغاربة بالرتبة الأولى في الدورة الواحدة والثلاثين من الأولمبياد الإفريقية في الرياضيات، والتي احتضنتها فضاءات جامعة ويتواترسراند بمدينة جوهانسبرغ بجنوب إفريقيا، خلال الفترة الممتدة من 10 إلى 20 غشت الجاري. وتمكن الفريق الوطني من الحصول على 201 نقطة، عقب مداولات اللجنة العلمية المنظمة، إذ يعتبر مجموع النقط المحصل عليه رقما قياسيا لم يسبق لأي بلد أن حصل عليه في تاريخ الأولمبياد، متبوعا بالفريق الجزائري في الرتبة الثانية (186 نقطة)، فيما حصل الفريق التونسي على الرتبة الثالثة (133 نقطة). وتقدمت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بالتهنئة للتلميذات والتلاميذ، الذين شرفوا بلادنا في هذه التظاهرة العلمية، وكذا المؤطرات والمؤطرين الذين سهروا على إعدادهم لهذا الموعد القاري، كما شكرت أسر هؤلاء التلاميذ الذين سهرت على دعمهم ومواكبتهم من أجل التميز والتفوق، متمنية للأبطال مواصلة التألق في الدورات المقبلة وفي مسارهم الدراسي والمهني. وتعتبر الرياضيات عصب الولوج إلى مجموعة من التخصصات العلمية، سواء في المدارس العليا المغربية أو بالخارج، الأمر الذي يجعل التفوق في هذه المادة، يفتح الباب أمام التلاميذ في تخصصات كثيرة، ويمنحهم أفضلية، مقارنة بزملائهم. وإذا كانت بعض المواد مثل الفيزياء والعلوم الطبيعية، تحتاج إلى استثمارات في المختبرات وفضاءات التعليم، فإن الرياضيات لا تكلف سوى الورق والمداد، والتمرس على حل المسائل والعمليات، ما يجعل التلاميذ المغاربة يتميزون فيها، عكس مواد أخرى. عصام الناصيري