مصالحة الكيف والريف

خلف العفو الملكي الصادر لمناسبة ثورة الملك والشعب، الذي استفاد منه 4831 من صغار مزارعي القنب الهندي، المدانين، والمتابعين أو المبحوث عنهم في قضايا متعلقة بزراعة القنب الهندي، الفارين من العدالة، ارتياحا كبيرا في صفوف عائلاتهم. فك العزلة عن منطقة مهمشة سعي ملكي حثيث إلى تمكين المعفى عنهم من تجاوز الآثار القانونية للمتابعات القضائية هللت الأسر في منطقة الريف بهذا العفو الملكي، الذي هم أيضا 800 امرأة، لأنه جسد استحضار جلالته لقيم الرأفة والتسامح والتضامن مع بسطاء الشعب، الذين عانوا كثيرا بسبب مطاردات أمنية وملاحقات قضائية، قضت مضجعهم، وتسببت في تشريدهم. وحقق العفو الملكي إجماعا وطنيا، إذ تنافست أحزاب الأغلبية والمعارضة، في إصدار بيانات التأييد، والمساندة لأجل فك العزلة عن سكان قرى طالها التهميش، بسبب أن تربة الأراضي التي يقطنون بها، لا تنتج سوى القنب الهندي، وأنهم كانوا ضحية لمداهمات أمنية وملاحقات قضائية، وابتزاز بارونات المخدرات، مغاربة وأجانب، الذين كانوا يقتنون منهم القناطر من القنب الهندي، بأسعار زهيدة، ليتم نقلها إلى المصانع السرية لاستخراج مادة "الحشيش" وخلطها بمواد أخرى لتهريبها إلى أوربا التي مارست مؤسساتها ضغوطات كثيرة على الحكومات المغربية المتعاقبة، لأجل إيقاف " تهريب الحشيش" لأنه كان يدر على أصحابه ما يقارب 17 مليار أورو، بحكم الطلب المتزايد على هذه المادة ذات الجودة، في السوق الأوربية والكندية والأمريكية، والتي كانت سلطاتها تبيح بيع قطع " الحشيش" بوصفات طبية للمستهلكين والمدمنين في حدود معينة. وأكدت المبادرة الإنسانية للعفو الملكي عن المزارعين البسطاء، سعي جلالة الملك إلى تمكين المستفيدين من العفو من الآثار القانونية للمتابعات القضائية، والاندماج مرة أخرى داخل المجتمع، وكذا تحقيق تنمية مستدامة وخلق رواج اقتصادي محلي. وتأتي هذه المبادرة الاجتماعية تكملة لما تم التأسيس له، من خلال المصادقة على القانون رقم 13.21 المتعلق بالاستعمالات المشروعة للقنب الهندي، الرامي إلى استيعاب وإدماج مزارعي المناطق المعنية في أنشطة قانونية مدرة للدخل. وقال بلاغ وزارة العدل، الذي أكد العفو الملكي عن 4831 شخص إنه فضلا عن الجوانب الإنسانية لهذه الالتفاتة الملكية، فإنها ستمكن المشمولين بها من الاندماج في الإستراتيجية الجديدة التي انخرطت فيها الأقاليم المعنية في أعقاب تأسيس الوكالة الوطنية لتقنين الأنشطة، المتعلقة بالقنب الهندي والأثر المهيكل الذي سيحدثه نشاطها على المستويين الاقتصادي والاجتماعي، من خلال تصنيع وتحويل وتصدير القنب الهندي واستيراد منتوجاته لأغراض طبية وصيدلية وصناعية، وكذا المساهمة في تطوير الزراعات البديلة والأنشطة غير الفلاحية. وستحد المبادرة الملكية من معاناة آلاف الأسر من المزارعين الصغار البسطاء، الذين كانوا يعيشون جميعهم في رعب شديد خوفا من تحريك المتابعات القضائية في حقهم، بما فيها الشكايات الكيدية التي كانت تتضاعف إبان الحملات الانتخابية، ما جعل الآلاف منهم يعيشون في حالة فرار دائم، إلى درجة أن أغلبهم لم يتمكن من تجديد بطاقة التعريف الوطنية، وتسجيل أبنائهم في المدارس وحضور المناسبات العائلية، مثل الأعراس والجنائز، خوفا من أن يتم اعتقالهم. وهلل المواطنون في منطقة الريف في ستة أقاليم بالمبادرة الملكية الفريدة، التي منحت لهم الشعور بأنهم مواطنون كاملو المواطنة، لهم الحق في العيش الكريم في ظل الاستقرار أحمد الأرقام زراعة مشروعة مستدامة أبرز المستفيدون من العفو الملكي عمق ونبل المبادرة الملكية، معتبرين أن العفو مثال ساطع على بعد نظر جلالته وحكمه بأسلوب حضاري، لأنه يسعى إلى تحريك عجلة التنمية بالمنطقة، خاصة أنه تم إحداث وكالة وطنية لتقنين الأنشطة المتعلقة بالقنب الهندي. وتم منح الرخص للمزارعين، بشكل تدريجي بناء على الاحتياجات التي يعبر عنها الفاعلون الصناعيون المرخص لهم، إذ تواصل الوكالة الوطنية لتقنين الأنشطة المتعلقة بالقنب الهندي استكشاف الفرص التي يوفرها سوق القنب الهندي، من أجل تطوير هذا القطاع، والنهوض بتحويل المزارعين من النشاط غير المشروع نحو زراعة مشروعة مستدامة ومدرة للدخل. وتتوزع التراخيص بين نشاط التحويل، والتسويق، والتصدير، واستيراد البذور، والنقل، واستغلال المشاتل. طي صفحة الرعب قال البرلماني نور الدين مضيان، القيادي الاستقلالي عن دائرة الحسيمة لـ"الصباح" إن العفو الملكي عن مزارعي القنب الهندي، يعد مصالحة متجددة مع مواطني المنطقة، إذ بفضلها تم طي صفحة طويلة من الرعب عاشه سكان مناطق شمال المغرب، بسبب الملاحقات القضائية. وأوضح مضيان أنه عاش سنوات مشاكل المزارعين البسطاء، وترافع عنهم منذ عقود في البرلمان منذ 2008 إلى الآن، وتحمس لهم، لأنه يعرف جيدا المآسي التي تسببت فيها الملاحقات القضائية، بما فيها الشكايات الكيدية. نهاية زمن المطاردة قال العربي لمحرشي، البرلماني عن الأصالة والمعاصرة، لـ" الصباح" إن المبادرة الملكية أدخلت الفرح والطمأنينة في نفوس سكان أهل الريف في المدن، التي عاشت في السابق مطاردات في حق المزارعين البسطاء، معبرا عن ارتياحه للقرار الملكي التاريخي. وأوضح لمحرشي أن 800 امرأة استفادت من العفو الملكي، ومن ثم سيصبح بمقدور هؤلاء النسوة الشعور بالطمأنينة والعيش في بيت الأسرة، والذهاب إلى الأسواق، مضيفا أن القرار الملكي أسعد رعايا جلالته في أقاليم الريف وجدد المصالحة التاريخية وسيخرج المنطقة من التهميش.

مصالحة الكيف والريف

العفو الملكي عن المزارعين لبنة أولى في مسار إستراتيجية تنموية متعددة المجالات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

عودة الأمل لأبناء الجبل

تشريع مبتكر وفريد من نوعه

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات