أمطار طوفانية تعصف بزراعات ببني ملال

شهدت منطقتا أغبالة وأنركي التابعتان ترابيا لإقليم بني ملال، فضلا عن منطقة إملشيل التابعة لإقليم ميدلت، زوال الجمعة الماضي، عواصف رعدية مصحوبة بأمطار طوفانية تسببت في وقوع فيضانات قوية اجتاحت المناطق المتضررة، وأضرت بممتلكات السكان المحليين الذين يكابدون صروف الزمن ويعيشون ظروفا صعبة. وعاش سكان جماعة أغبالة بإقليم بني ملال، الجمعة الماضي، لحظات مخيفة بعد أن تساقطت على البلدة الهادئة أمطار رعدية غزيرة، خلفت أضرارا جسيمة طالت المحاصيل الزراعية ودمرت شبكة السقي بالضيعات الفلاحية، متسببة في خسائر فادحة لسكان المنطقة، سيما في دواري تسنت وإكاسن، والذين لم يحصوا بعد خسائرهم التي طالت مساكنهم ومحاصيلهم الزراعية. تحولت كميات الأمطار التي ملأت الوديان والشعاب في ظرف وجيز إلى سيول جارفة حملت معها الدواب، وكل ما صادفته من أثاث منزلي وعلف، مما ينبئ بأيام صعبة للسكان المتضررين الذين ينتظرون تدخلات المسؤولين للحد من تداعيات الخسارات، وتقديم مساعدات لهم لمواجهة تكاليف الحياة. كما أتلفت السيول الجارفة التي وصفها المواطنون بالموت الزاحف الذي لا يميز بين الصغير والكبير وينسف المباني معرضا السكان إلى الضياع، حقول الفلاحين و عدد من الأشجار المثمرة (التفاح والإجاص) ومحصولات زراعية كان الأهالي والفلاحون يعلقون عليها آمالا كبرى لتغطية مصاريف ناجمة عن قروض مازالت بذمتهم، وبالتالي أصبح مصيرهم مهددا بالسجن لعدم توفرهم على مصادر أخرى لتعويض خساراتهم الفادحة، بعد أن تعرضت حقولهم إلى الإتلاف الكامل بسبب السيول الطوفانية التي شهدتها المنطقة، ما شكل رعبا حقيقيا لديهم، وعاشوا ساعات رهيبة ذاقوا فيها ألوانا من العذاب النفسي، وتعمق أكثر بعد معاناتهم الخسارات الفادحة في ممتلكاتهم ومحصولاتهم الفلاحية التي كانت آملهم الوحيد لانتشالهم من سنوات الجفاف التي تعاقبت عليهم وخلفت أضرارا مادية لا قبل لهم بها. ولم يخف السكان المتضررون من السيول الجارفة التي ضربت المنطقة هول الكارثة التي حلت بهم، وتحدث أحمد من سكان دوار «تسنت» عن الأمطار الرعدية التي تسببت في أضرار كبيرة طالت المحاصيل الزراعية، ما سيؤثر على مستقبل المزارعين الذين كانوا يأملون جني محاصيلهم وبيعها لسد الخصاص الذي خلفه ارتفاع أسعار المواد الغذائية وتداعيات سنوات الجفاف التي ضربت المنطقة، مشيرا إلى أن السيول أتلفت مساحات كبيرة من الخضروات ونسفت جهود سنة كاملة من العمل بعدما اجتثت العديد من أشجار التفاح والجوز والإجاص، وهي محاصيل يعلق عليها فلاحو المنطقة أمالهم لأنها تمثل مصدر رزق لعشرات الأسر. ولم يكن حال متضررين آخرين أحسن حالا من أحمد، إذ يعيشون هم أيضا أوضاعا مادية مزرية بعد أن ضاعت منهم سنوات من العمل الدؤوب ورعاية أشجار التفاح، وأصبحوا عرضة للضياع، وطالبوا السلطات المحلية والجهات المعنية بالتدخل العاجل لتعويضهم عن الأضرار التي لحقت بهم، معربين عن استيائهم من غياب الدعم من أي جهة كانت لحد الآن، وعدم ظهور بوادر الإجراءات اللازمة للتخفيف من معاناتهم. وأكد متضررون آخرون أن المنطقة، تعتمد بشكل كبير على زراعة الخضروات الموسمية فضلا عن محاصيل اللوز والتفاح والجوز، بالإضافة إلى تربية المواشي وزراعة الأعلاف، لكن الأمطار الرعدية الأخيرة أضرت بشكل كبير بالمحاصيل السنوية ما يزيد من تفاقم مشاكل الفلاحين الذين يواجهون سنوات صعبة من الجفاف أتت على الأخضر واليابس. وكشف المزارع (أ.س) عن خطورة ما عاشه جراء السيول المفاجئة التي تسببت في حالة من الذعر بين السكان، قبل أن تعمل على تدمير شبكة السقي وسياجات الضيعات الفلاحية وطمر الآبار، الأمر الذي سيكبد المزارعين خسائر مالية، مشددا على أن خسائر بعض المزارعين فاقت 40 مليون سنتيم. وطالب المتضررون السلطات المحلية والجهات المعنية بالتدخل السريع لتعويضهم عن الأضرار التي لحقت بهم، معربين عن استيائهم من غياب الدعم حتى الآن، وعدم اتخاذ الإجراءات اللازمة للتخفيف من معاناتهم. ورفع المتضررون شعار"التعويض" من الكوارث الطبيعية التي تعرفها عادة المناطق المتضررة بالفيضانات والزلازل، خصوصا أن منطقة أغبالة المحاذية لإملشيل شهدت تساقطات مطرية غزيرة و نجمت عنها فيضانات، أضرت بمستقبل الفلاحين وبمصادر قوت يومهم، سيما بالمناطق الجبلية التي ما تزال تعتمد على الفلاحة المعاشية التي ترتكز على جنبات الأودية النائمة بعد مواسم جافة ، مما يعرضها لمفاجآت مستقبلية خطيرة جراء الكوارث الطبيعية التي تضاعفت في السنوات الأخيرة بعد التغييرات المناخية الناجمة عن الاحتباس الحراري. سعيد فالق (بني ملال) خسائر مادية بالمنتجات المجالية يطالب السكان المتضررون، سواء في أغبالة إقليم بني ملال أو ميدلت فضلا عن مناطق عرفت اضطرابات جوية ألحقت خسائر مادية بالمنتجات المجالية في هذه المناطق، بضرورة صرف تعويضات عينية أو مادية لمساعدتهم على التخفيف من معاناتهم، سيما أنهم ملزمون بأداء أقساط شهرية للبنوك لتفادي المتابعات. وليست هذه المرة الأولى التي يطرح فيها المتضررون موضوع التعويض عن خسائر الكوارث الطبيعية، بل طرح الأمر في سنوات سابقة، ومناسبات متفرقة بعد توجيه نداءات إلى المسؤولين بغرض الحصول على تعويضات عينية أو مادية، بما يضمن عيشا كريما للفلاحين، لكن تصريحات سابقة لمسؤولين أكدت أن الخسائر الفلاحية تندرج في إطار التعاضدية الفلاحية عوض صندوق الكوارث الطبيعية الذي يخص فئات معينة بدعمه وفق معايير محددة.

أمطار طوفانية تعصف بزراعات ببني ملال

سيول جرفت الفواكه والخضروات والدواب ومطالب بالتعويض

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

سطات تحت الحظر المائي

الفيضانات تجتاح درعة تافيلالت

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات