لقي مصرعه بعد محاولته إنقاذ طفله من غرق محقق تمكنت فرقة الغطاسين التابعة للقيادة الجهوية للوقاية المدنية ببني ملال، أخيرا، من انتشال جثة إمام وخطيب مسجد دوار الشركة الحمراء بجماعة سمكت بضواحي قصبة تادلة، بعد سينايوهات عدة، للعثور على جثة الغريق التي اختفت في لجة مياه أم الربيع. ولم تستسلم فرق الإنقاذ التي طالبت بتعزيز وحداتها بآليات الإنقاذ الحديثة، وواصلت عمليات البحث عن جثة الإمام بمساعدة شباب متطوعين بذلوا جهودهم لإطفاء غضب أسرة الفقيد وجبر خواطر سكان الدوار، الذين طالبوا الغطاسين بوضع حد لمأساة القبيلة. وكادت الأمور أن تتطور إلى الأسوأ وإشعال نار غضب شعبي، لولا الألطاف الإلهية التي سخرت الأسباب لفرق الإنقاذ، ليتمكنوا من العثور على الجثة عالقة في قعر الوادي، الذي غمرته المياه بعد انقطاع مؤقت، بسبب تراجع منسوب المياه في ينابيع أم الربيع. وانفرجت أسارير سكان المنطقة الذين تابعوا عملية البحث عن جثة الإمام، بعد العثور عليها الأربعاء الماضي، ليتنفس المنقذون الصعداء بعد ساعات من العمل المتواصل. وفي تفاصيل الواقعة، خرج الضحية كعادته رفقة ابنه وصديقه إلى الوادي، للاستمتاع بجمال الطبيعة والسباحة في مياهه الباردة، التي تعتبر المتنفس الوحيد لشباب المنطقة، الذين يشدون الرحال إليها، هروبا من جحيم الحرارة. وأفادت مصادر "الصباح"، أن الإمام فوجئ بابنه يغرق في الوادي، لعدم درايته بالسباحة، فضلا عن أنه صغير السن، وكانت عاطفة الأبوة أمرا حاسما، ولم يتردد في محاولة إنقاذ فلذة كبده، قبل أن يقفز إلى الماء غير عابئ بما سيقع له، علما أنه لا يتقن السباحة، معتقدا أن عمق الوادي لا يشكل خطرا على حياته، لكن خابت ظنونه عندما وجد نفسه يصارع الموت، وأنه غارق لا محالة. وأضافت مصادر متطابقة، أن صديق الإمام عاين خطورة المشهد الذي توالت أحداثه بسرعة، ورمى بنفسه إلى الماء، رغبة منه في إنقاذ أحد الغريقين على الأقل، وتمكن بعد جهد جهيد من إنقاذ الطفل الذي كان قريبا منه، لكنه لم يفلح في مساعدة الإمام الغريق الذي شرب كميات كبيرة من الماء، وكانت كافية لتنزله إلى قعر الوادي، قبل أن يجرفه تيار الماء إلى مكان بعيد، ويطمره في التراب بعد أن أصبح جثة. سعيد فالق (بني ملال)