مــرحلة “بــاورو”

بيلي الأسطورة ... القصة الكاملة 2 أحزنت وفاة بيلي أسطورة كرة القدم ، العالم، في دجنبر الماضي، غير أن ذكراه وإنجازاته الكثيرة، بقيت شاهدة على نجاحاته التي فاقت كل التوقعات وحطمت كل الأرقام القياسية. وبالاستعانة بكتابين للأسطورة، الأول صادر عنه في 2006، بعنوان "سيرتي الذاتية"، والثاني صدر في 2014، بعنوان "لماذا كرة القدم مهمة؟"، نترصد بدايات النجم البرازيلي وكيف بات أيقونة رياضية عالمية، وصنف "ثروة وطنية" في بلده. العقيد درغام في 1944، انتقل بيلي لأول مرة للعيش في مدينة باورو مع عائلته، إذ كان هناك منزل لجده، يتوفر على عربات أحصنة، إذ استعملتها العائلة لبيع الحطب ونقله من مكان لآخر. لقب والده ب"دوندينو"، وكان لاعبا لكرة القدم أيضا، في أحد النوادي البرازيلية المتواضعة، لكن مسيرته لم تكن أفضل من ابنه. تعرض والد بيلي لإصابة خطيرة في الركبة، أجبرته عن إنهاء مسيرته مبكرا، إذ نشب خلاف بينه وبين ناديه، الذي رفض أداء واجبات علاجه. يقول بيلي في كتابه إنه من شدة الفقر الذي كان يعانيه رفقة عائلته، كان يمشي دوما حافي القدمين، ولم يكن يتوفر على حذاء، بل كان يمارس كرة القدم حافيا دائما، لكن فقره لم يمنعه من ممارسة هوايته المفضلة. يؤكد بيلي أنه كان يلبس دائما الثياب نفسها، في الصيف والشتاء، وكانت أبرز وجباته اليومية، طماطم بالخبز، وقليل من الموز. ومن أجل تحسين دخله، عمل بيلي ماسحا للأحذية، إذ كان عليه مساعدة والديه على توفير مصاريف العيش. عن تلك المرحلة يقول بيلي "أظن أن عمري كان 7 سنوات عندما جمعت، بمساعدة عمي جورج، المال الكافي لشراء العدة المطلوبة لمسح الأحذية، لم أحصل على المال في البداية، فنصف سكان شارعنا كانوا حفاة، ولذلك كان لدي زبون واحد لم أعرف ما الأجر الذي ينبغي أن أطلبه منه". رغم أنها وافقت على أن يعمل بين الفينة والأخرى، إلا أن والدته رفضت أن يبتعد لمناطق أخرى أثناء عمله، إذ كان على والده إقناعها بأن يرافقه لملعب "يورو أتلتيك" خلال أيام المباريات، ليمسح أحذية الجماهير التي كانت تحج بكثافة هناك لمتابعة مباريات الفريق المحلي. أصرت والدة بيلي على أن يكمل ابنها الدراسة، إذ كانت تحضر له سراويل قصيرة، رغم أنها كانت ممزقة، لكنها كانت تحاول رتقها لكي لا تظهر رديئة، لتشجعه على الذهاب للمدرسة. كان بيلي يحب الرسم، واضطر إلى طلب أقلام ملونة من عائلته في الكثير من المناسبات، إلى أن اشترى له والده واحدة، لكنه استهلكها سريعا. من بين أمنيات بيلي في صغره، أن يصير طيارا، لكن والده أكد له أن الأمر صعب، ويتطلب الكثير، ليتحول إلى "مهرج" في مسرح محلي. تمت معاقبته كثيرا في مدرسته، بسبب ميله لمواهبه أكثر من الدراسة. يقول بيلي إنه عوقب كثيرا، على غرار وقوفه الطويل في زاوية في قاعة الدرس، أمام الجدار. كان يعلم أنه لن يكون تلميذا نجيبا، وقال "كنت أريد التعلم ولم أكن غبيا، لكننا كنا، أنا والمدرسة، عالمين متنافرين". تعرض بيلي للسخرية في المدرسة أكثر من مرة، لكنه كان يلقى الإعجاب الذي يريده في ملاعب كرة القدم، إذ كان الجميع يمدح مهاراته، وخاصة الرجال الكبار في السن. كان والده يتدرب معه بين الفينة والأخرى، وساهم بدوره في تطوير إمكانياته. كانت لدى والده رغبة في أن يصبح لاعبا محترفا، وأن يعوض ما ضاع منه. صنع بيلي الكرات بالجوارب مع أصدقائه، وكانوا يخيطون بعض الجلد من أجل أن تصبح لهم كرة قدم حقيقية. ردد بيلي مقولة شهيرة في صغره، وهي "أريد أن أصبح قويا مثل والدي". قاده والده في أول تجربة له مع فريق محلي، وفاز معه بلقب هدف البطولة، وكانت الانطلاقة الفعلية.

مــرحلة “بــاورو”

فقره لم يمنعه من ممارسة هوايته المفضلة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

نزهة بدوان... البطلة المتكاملة

حدائق المدينة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات