الشباب… ثروة حقيقية للبلاد

أعلن الملك محمد السادس، من خلال عدد من الخطابات الملكية والمبادرات، التزامه بتحسين ظروف الشباب، وتوفير الفرص لهم من أجل مستقبل أفضل، حيث تظل الرؤية الملكية قائمة على تمكين الشباب وتعزيز دورهم في بناء مغرب حديث وديمقراطي، قادر على مواجهة التحديات وتحقيق التنمية المستدامة. وقال إسماعيل الحمراوي، الباحث في قضايا الشباب وتقييم السياسات العمومية، إن الشباب ظل دوما حاضرا في رؤية الملك لمستقبل المغرب، وقد تمثل هذا في العديد من البرامج والمشاريع، التي تهدف إلى تمكينهم وتعزيز دورهم في المجتمع الوطني. وأوضح الحمراوي في حديث مع "الصباح" أن تحليل 25 سنة من حكم جلالة الملك محمد السادس، يتطلب تقييما منهجيا للإنجازات والتحديات التي واجهها المغرب خلال هذه الفترة،مؤكدا أن أحد أبرز معالم هذا الحكم، التركيز الكبير على الشباب، سواء من خلال الخطابات الملكية أو المبادرات التنموية التي أطلقها الملك. لقد دشن الملك محمد السادس عهده بخطاب العرش التاريخي، الذي شد أنظار كل المغاربة وكل قادة العالم، يقول الحمراوي، مشيرا إلى أنه في 30 يوليوز 1999، شهد المغرب بداية جيل جديد من الخطب المؤسسة على التراكم المؤسساتي والتغيير، الذي وضع فيه عاهل البلاد، أسسًا جديدة لإدارة الوطن. وأكد القيادي في حزب التقدم والاشتراكية، أن الخطاب كان يحمل أهدافا إستراتيجية ومؤشرات للتقييم، ما أعطى نفسا تجديديا للخطب الملكية المبنية على الواقعية في التشخيص، والتحليل والطموح الاجتماعي، مشيرا إلى أنها وضعت خارطة طريق واضحة للقضايا الوطنية، وحددت التزامات وأولويات على مستويات متعددة. واستعرض الباحث في قضايا الشباب، جانبا من الإنجازات، من ضمنهانجازاتإنجازات الإصلاحات السياسية والتشريعية، والتي شملت المبادرات الملكية منذ 1999 إصلاحات مؤسساتية وزيادة في وتيرة الإصلاحات السياسية، ما جعل الشباب في صلب التحولات الاجتماعية، حيث ركزت هذه المبادرات على تحسين الفرص الاقتصادية للشباب، وتعزيز قابليتهم للتشغيل، وتوفير الخدمات الأساسية لهم، وتقليص الفوارق الجغرافية. ويرى الحمراوي أن خطابات الملك محمد السادس منذ 25 سنة الماضية، تحمل دائما رسالة واضحة تجاه الشباب، مشيرا إلى أنه في 10 دجنبر 2002، أخذ الملك مبادرة سياسية نالت استحسان كل المتتبعين، حيث خفض الملك سن التصويت في الانتخابات من 20 سنة إلى 18، ليعطي فرصة أكبر للشباب للمشاركة في الحياة السياسية. وأكد في خطابه على أهمية انخراط الشباب في المشروع المجتمعي الديمقراطي الحداثي. إن إرادة تخفيض سن التصويت، يقول الحمراوي، سبقتها مبادرات نوعية للإصلاح، مضيفا أنه في رسالته لمناسبة انطلاق الموسم الدراسي لسنة 2000، شدد الملك على أهمية التكوين المهني في تأهيل الشباب، خاصة في القرى وضواحي المدن، للاندماج المنتج في سوق الشغل والمساهمة في تنمية البلاد، وهو ما أكده الملك على ضرورة ربط التعليم بسوق العمل لتوفير فرص عمل للشباب وتعزيز قدراتهم المهنية. وبخصوص الاهتمام الملكي بقضايا الشباب، أكد الحمراوي أنه يتجلى في التركيز على المعاودة النصية للمفهوم، ففي خطاب الذكرى الـ59 لثورة الملك والشعب في 20 غشت 2012، يلاحظ حجم السرد المكرر لتيمة الشباب، حيث ذكر الملك كلمة "الشباب" أكثر من 25 مرة، ما يدل على قيمة الكلمة، مشددا جلالته على أن الأوراش الكبرى، التي أطلقها لا يمكن أن تحقق أهدافها إلا بسواعد الشباب المغربي وإبداعاته. وفي خطاب افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الثانية من الولاية التشريعية العاشرة في 14 أكتوبر 2017، أكد الملك من خلال قوله إن "وضعية شبابنا لا ترضينا ولا ترضيهم"، داعيا إلى بلورة سياسة جديدة مندمجة للشباب، وتفعيل المجلس الاستشاري للشباب والعمل الجمعوي. وفي خطاب 20 غشت 2018، لمناسبة الذكرى الخامسة والستين لثورة الملك والشعب، ذكرت كلمة "الشباب" أكثر من 15 مرة، حيث قال الملك في خطابه، "ها نحن اليوم ندخل في ثورة جديدة لرفع تحديات استكمال بناء المغرب الحديث، وإعطاء المغاربة المكانة التي يستحقونها، خاصة الشباب، الذي نعتبره دائما الثروة الحقيقية للبلاد." وأضاف الملك "علينا أن نضع قضايا الشباب في صلب النموذج التنموي الجديد، وندعو لإعداد إستراتيجية مندمجة للشباب، والتفكير في أنجع السبل للنهوض بأحوالهم. فلا يمكن أن نطلب من شاب القيام بدوره وواجبه دون تمكينه من الفرص والمؤهلات اللازمة لذلك. علينا أن نقدم لهم أشياء ملموسة في التعليم والشغل والصحة وغيرها. ولكن قبل كل شيء، يجب أن نفتح أمامه باب الثقة والأمل في المستقبل.» التشغيل أولوية أوضح الحمراوي أن تشغيل الشباب كان وما يزال من أولويات جلالة الملك في خطبه، ففي خطاب العرش لسنة 2019، ركز الملك على أهمية جذب الاستثمارات وسيلة رئيسية لإنعاش الاقتصاد الوطني. وأكد أن الاستثمار المنتج، هو رافعة أساسية لتحسين الفرص الاقتصادية للشباب، وتوفير التمويل اللازم للبرامج الاجتماعية والتنموية. وأوضح الملك أن الميثاق الوطني للاستثمار، سيساهم في تعزيز جاذبية المغرب للاستثمارات الخاصة، الوطنية والأجنبية. وخلص الحمراوي إلى القول بأن دستور 2011 جاء ليعزز حقوق الشباب، ويوفر إطارًا قانونيًا لمشاركتهم في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، حيث نص على ضرورة تعزيز مشاركة الشباب في التنمية وتقديم الدعم لهم للتغلب على التحديات التي تواجههم، مؤكدا أن إنشاء مجلس الشباب والعمل الجمعوي، هو خطوة مهمة نحو تمكين الشباب من تقديم مقترحاتهم والمساهمة في رسم السياسات، التي تؤثر عليهم. لقد أثبت الملك محمد السادس، يقول الحمراوي، التزامه العميق تجاه الشباب من خلال العديد من المبادرات والإصلاحات، التي تهدف إلى تمكينهم وتعزيز دورهم في المجتمع، رغم التحديات المستمرة، لأن مشاركة الشباب في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للبلاد تعد محور السياسات العامة، ما يعكس رؤية طموحة لمستقبل المغرب. برحوبوزياني

الشباب… ثروة حقيقية للبلاد

الحمراوي: الملك دعا إلى وضع الشباب في صلب النموذج التنموي الجديد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

ربع قرن من الإصلاحات

الرياضة... إشعاع مملكة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات