روايتها «جرعة الأمل» ولدت من رحم بيئة ولود وباجتهاد شخصي يكبر تدريجيا لتحقيق حلم العالمية اختارت فاطمة الزهراء الشراط، ابنة قرية بني وليد بتاونات الولود بما أنجبته من مواهب تحدت واقع التهميش، الإبداع طريقا للتميز والشهرة. وتحلم بتدرج سريع في سلمهما موازاة مع تفوقها الدراسي، واضعة الوصول للقمة هدفا لا تكل ولا تمل في الاجتهاد لوصوله ليرتقي بها إلى مصاف أشهر الكتاب والروائيين المغاربة والعرب. رواية "جرعة أمل" أول أعمال تلميذة السنة الثانية باكلوريا بثانوية خالد بن الوليد. فيها تختصر أملها ببلوغ أعالي الإبداع، دون أن يمنعها تخصصها العلمي في إجادة خياطة الحروف والكلمات لترسم الأمل وتزرعه في ما تبدع وكل إنسان وبشكل "ينعش فيه الإيجابية ويطرد عنه السلبية واليأس والخمول"، يؤكد أستاذها عاهد ازحيمي. في "جرعة أمل" رسائل واضحة مفعمة بروح التخيل والإبداع، تحولت خارطة طريق سالكة للبحث عن أمل وسط بيئة محفزة على الخلق والإبداع ولو قست ظروفها بقرية بني وليد تقول عنها "فقط داخل بلدتك وبين جبالها الشاهقة يمكنك أن تجد السلام والسكينة... وكل الأحاسيس الدافئة والجميلة التي تركض وراءها وتبحث عنها بعيدا". "لم يمنعني المرض ولم تمنعني الظروف ولم أستسلم للعراقيل... رسمت الطريق وانطلقت مهرولة نحو شغفي وأحلامي لأقول اليوم بكل اعتزاز وفخر: "لقد فعلتها وأنا آهلة لفعل المزيد بعون الله""... عبارات بشرت بها الكل بميلاد روايتها الأولى وتحقيق هدفها وحلمها تتويجا لرحلة طويلة مليئة بالتحديات والجد والاجتهاد. "جرعة أمل" ثمرة كد وجد وسمر ليلي تقاطع مع سعي أياد بيضاء لمساعدتها في تحقيق حلم يكبر تدريجيا وقد لاحت بوادره مبكرا بتوالي تقاطر طلبات التوقيع، آخرها في المعرض الجهوي للكتاب المنظم لمناسبة مائوية مهرجان "حب الملوك" بصفرو، استضاف فيه رواق الشبكة الوطنية للقراءة والثقافة، حفلا لتوقيع روايتها. الحفل ثان من نوعه في أيام بعد ذاك بإعدادية تغزوت بالحسيمة، في حفل احتفي فيه بها وبتجربتها في الكتابة والإبداع والتعبير عن الرأي، وشاركت فيه "فرحتي مع أشخاص يدركون تمام الإدراك قيمة القراءة والكتابة. سأحمل ذكراكم معي إلى الأبد" بتعبيرها، واعدة تلميذات وتلاميذ المؤسسة بالاحتفال بإنجازاتهم الإبداعية. وتؤكد صاحبة "جرعة أمل" الصادرة عن مطبعة بلال بفاس، "توقيع نسخ روايتي والتعرف على القراء والمبدعين ومحبي الأدب في معرض الكتاب بصفرو، منحني شعورا عميقا بالفخر والاعتزاز" في "تجربة مميزة لم تعزز فقط شغفي المستمر بالكتابة، بل مدتني أيضا بطاقة هائلة لمواصلة رحلتي الأدبية وإصدار المزيد من الأعمال". الرحلة مشتركة تضافرت فيها جهود لإطلاق "جرعة أمل" بغلاف صممه الفنان حمزة حكيم ابن القرية وتبلور بمبادرة من جمعية مقدمات للإبداع والثقافة، لتكون "عملا متميزا في أسلوبه الإبداعي ورسالته عميقة تحث القارئ على ضرورة التشبث بالأمل والتسلح بالثقة في النفس لمواجهة كل الصعاب والمطبات"، يكتب ازحيمي. ويقول أستاذها عاهد ازحيمي إن فاطمة الزهراء الشراط "جعلت من الأمل جرعة يومية لحماية الذات من الاستسلام لأمر الواقع والانهيار الكلي"، لتكون "أصغر مؤلفة بالقرية، أمر يدعو للفخر والاعتزاز ويحتاج تشجيعا لهذه الموهبة لتكون في المستقبل من كبار الروائيين في المغرب والعالم العربي"، ما ليس بصعب المنال والتحقيق. "ما زلنا في أول أعمارنا. ما زالت هناك طريق علينا عبورها. أحلام يجب تحقيقها. أحاسيس لم نعشها. أمهات لم نسعدهن. ما زالت هناك تعثرات، سقوط، بكاء، استسلام، نهوض وشجاعة وعبور. ما زال علينا بث جهد أكثر للعيش في رفاه بعد ذلك. ما زال هناك هدف وجب علينا بلوغه"، هكذا ترسم الشراط خارطة تطلعاتها. والحلم كما اختصرته خاطرتها "أمل وتحد رغم العقبات"، "سنفرح ونحيا من جديد لنكون نحن بشخصياتنا. سنتعلم المضي قدما وسنترك الماضي للماضي، وسيشهد الحاضر بأننا بلغنا ذروة الطريق. سيتوضح المسار وسنسمو بآرائنا واختياراتنا. سنكون نحن أنفسنا دون إذن منا، سنصل ولو بعد حين". ومن ذلك تستخلص العبر. حميد الأبيض (فاس)