المتحف الصغير لعميد الأغنية المغربية يستضيف عازفي العود احتضن فضاء "المتحف الصغير" للموسيقار عبد الوهاب الدكالي، الأحد الماضي، أمسية فنية أحيتها مجموعة من عازفي آلة العود الذين برعوا في تقديم معزوفات موسيقية للجمهور الذي غصت به جنبات الفضاء بعمارة الحرية بالدار البيضاء. وافتتح الموسيقار عبد الوهاب الدكالي اللقاء بكلمة استعرض فيها جانبا من تاريخ آلة العود، وانتقالها في عدد من الحضارات، مستحضرا العديد من أشهر الأسماء التي نبغت وتألقت في العزف عليها. واستهل الفنان والملحن أحمد العلوي اللقاء بتقاسيم على آلة العود، قبل أن يقدم رائعة "يا ذاك الإنسان"، التي سبق أن لحنها للفنان عبد الهادي بلخياط خلال مرحلة الثمانينات، بطريقة آلية بمرافقة الوتريات. من جانبه انبرى الفنان والملحن عز الدين منتصر لتوقيع تقاسيم حرة مرسلة استعرض فيها براعته في العزف على "آلة الحكماء"، كما كان يصفها العديد من الفلاسفة، وانتقل بين مقامات عديدة أظهرت تحكمه في العزف، فضلا عن تنويعه بين أكثر من "تكنيك" يعكس مدارس لحنية مختلفة. وبين الفينة الأخرى كان العازفون ينتظمون في معزوفات موسيقية بأداء مشترك ما بين آلات العود والقانون والكيتار، منها سماعيات طربية شهيرة، ومقاطع من أغاني من الريبيرتوار الغنائي المغربي والعربي. كما قدم عازف الكيتار أحمد الكندوز مقطوعات موسيقية، بدأها بتقسيم حر، قبل أن يطوف على مقاطع من ريبرتوار الموسيقار عبد الوهاب الدكالي أشهرها أغنية "الثلث الخالي" التي كتب كلماتها الشاعر الغنائي الراحل حسن المفتي، فيما قدم العازف برادة تقاسيم على آلة القانون، والعازف يوسف المداوي مقاطع على آلة العود. أما الموسيقار عبد الوهاب الدكالي فاختار أن يتحف الحاضرين بتقسيم موسيقي مرتجل استحضر فيه براعته في العزف على آلة العود، كما استحضر من خلال عزفه أنغاما مختلفة من أغانيه، قبل أن يستقر في نهاية المطاف على رائعة "كان يا ما كان" للزجال محمد الباتولي، قبل أن يرافقه في قراءتها مترجمة إلى اللغة الفرنسية الباحث فؤاد جسوس، قبل أن ينخرط جميع الحاضرين مع عميد الأغنية المغربية في أداء جماعي لرائعة "مرسول الحب". وجدير بالإشارة إلى أن فضاء "المتحف الصغير" للموسيقار عبد الوهاب الدكالي، يضم مقتنياته وإرثه الفني، وهو مفتوح في وجه العموم بعمارة "الحرية" بالدار البيضاء، وتشرف الأستاذة غادة زكري على تنظيم المواعيد فيه وتنسيق الأنشطة التي يحتضنها. عزيز المجدوب