أجانب يغرون ضحاياهم بوظائف بأجور خيالية قبل مطالبتهم ببعث أرقام حساباتهم لسرقة أموالهم تفاجأ عشرات الضحايا من مستعملي مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وتطبيق التراسل الفوري "واتساب"، بمجموعة من المدن، أخيرا، بالوقوع ضحية لشبكة إجرامية لقرصنة الحسابات البنكية، يتزعمها أجانب. وحسب مصادر "الصباح"، فإن الشبكة الإجرامية متورطة في المس بنظم المعالجة الإلكترونية للمعطيات البنكية، للنصب والاحتيال على عدد من الأشخاص،الباحثين عن فرصة عمل مغرية، أو الساعين إلى الحصول على أرباح سريعة وبمجهود أقل، لا تحتاج سوى التوفر على هاتف ذكي وأنترنت. وأضافت المصادر ذاتها، أن المشتبه فيهم تلقوا رسائل، من قبل رقم أجنبي يتحدث إليهم باللغة العربية الفصحى، وعمد أصحابه إلى الانتقال في محادثتهم إلى لغات أجنبية والترجمة الفورية، في حال كتب الضحية بلغة أخرى. وأوردت مصادر متطابقة، أن المشتبه فيهم يطلبون من الضحية المستهدف الدخول إلى الروابط المرسلة إليه، للانتقال إلى «أنستغرام» من أجل مباشرة وظيفته، التي تنحصر في الترويج لمجموعة من العلامات التجارية على الأنترنت بدوام جزئي لا يتجاوز ساعتين من العمل اليومي، وكسب دخل يومي ينطلق من 4 دولارات إلى 100 دولار، مشددة على أن القضية تتمثل في العمل عن بعد، وما عليه سوى خوض التجربة. ولإنجاح مخططات استقطاب الضحايا وتسهيل عملية النصب عليهم في مبالغ مالية، يطلب منهم الانتقال إلى المحادثة الخاصة، عن طريق استعمال تطبيق "تليغرام"، من أجل التواصل مع موظفة ستتكلف بإرسال المبلغ الأولي، الذي يستحقه بعد دقائق من العمل، الذي قام به خلال المرحلة الأولى، وهي العملية التي يتم فيها طرح مجموعة من الأسئلة على الضحايا تخص معلوماتهم الشخصية، منها اسمه الكامل وعمره وجنسه ومهنته الحالية واسم المؤسسة البنكية التي يتعامل معها ورقم حسابه البنكي، حتى يتوصل بمستحقاته. وكشف أحد الضحايا في تصريح لـ"الصباح"، ويتحدر من مكناس، أنه وقع ضحية عملية نصب واحتيال من قبل أجانب، وأنه بعد منح المشتبه فيهم معطياته لتسهيل عملية تسجيله لدى الشركة وضمان استخلاص أجرته، اعتقد أن القضية جدية بعد توصله بمبلغ 4 دولار اتبحسابه البنكي، وهو الأسلوب الذي يتم استعماله لطمأنة الضحية واستدرار طمعه. وأضاف المتحدث نفسه، أنه بعدما فطن إلى أن الأمر يتعلق بعملية نصب إثر توصله بعرض، يطلب منه الدخول في عملية تسويق هرمي يظفر بها المشارك بأرباح خيالية، بمجرد مساهمته بمبلغ مهم، ما جعله يقرر عدم الرد على رسائل الشركة الوهمية، دون أن يكترث بعواقب محادثته السابقة المتعلقة بالعروض المغرية، قبل أن يصعق بعد دخوله إلى حسابه البنكي، أنه تعرض للقرصنة إثر السطو على أمواله التي كانت بـ"الكونط" الذي يتوفر عليه، واستعمالها بشكل تدليسي في معاملات تجارية وعمليات شراء لخدمات ومنتوجات تعرضها مواقع تجارية إلكترونية صينية. وشدد الضحية على أنه من حسن حظه أنه اختار منح المعطيات التي تخص حسابه البنكي الثانوي، وإلا فقد كان سيتعرض لخسائر مالية كبيرة، مثلما ما وقع لعدد من الضحايا بعدد من المدن، الذين منهم من قرر التقدم بشكايات إلى النيابة العامة، التي أمرت عناصر الضابطة القضائية بمباشرة بحث قضائي،لكشف ملابسات القضية وظروف وقوعها وحصر عدد الضحايا. واستنفرت العروض المغرية، التي تتعلق بوظائف أو جوائز وهمية، التي تقدمها شبكات النصب والاحتيال، المصالح الأمنية، إذ يعول على فرقة محاربة الجرائم المعلوماتية، للقيام بتحريات تقنية وأبحاث علمية متطورة،للتوصل إلى هوية المشتبه فيهم وإيقافهم. محمد بها