المستشار الثقافي لحاكم الشارقة يؤكد أن الثقافة تواجه المشاكل دعا يوسف عايدابي، المستشار الثقافي لحاكم الشارقة بالإمارات العربية المتحدة ومستشار الهيأة العربية للمسرح إلى إعادة النظر في فكرة المسرح ودوره ووظيفته المبتغاة. وأكد يوسف عايدابي في رسالته بمناسبة اليوم العربي للمسرح، التي قدمها في مسرح محمد الخامس خلال افتتاح فعاليات الدورة السابعة من "مهرجان المسرح العربي"، "أن ظروفنا الراهنة إجمالا مضطربة ومتقلبة، وأناسنا يتطلعون حقيقة إلى ثقافة بديلة ومختلفة من شأنها أن تهديهم السبيل إلى وجود مغاير، وحياة أكثر سلما وعدالة". وقال يوسف عايدابي إنه ينبغي على المسرح أن يكون في طليعة أدوات المستقبل، وإلا "فهو لزوم ما لا يلزم، زبد يذهب جفاء"، مضيفا "يا أهل المسرح، استيقظوا". واسترسل يوسف عايدابي في رسالته قائلا "نريد المسرح بدرا في ليل الأوطان، ونورا في دروبها، وصوتا هادرا في ميادينها، ونفيرا في بواديها؛ بل وبوسع المسرحِ أن يكون وسيلة ماضية مستدامة لتنمية الإنسان الجديد والمجتمع العربي الجديد". وأضاف مستشار الهيأة العربية للمسرح أن مسرح اليوم هو ذلك الحبل السري، فلا ينبغي أن يكون إلا عضويا وبسيطا ومباشرا ومتحللا من الزوائد وكذلك منطلقا من الناسِ ومن وحيهم، مشيرا إلى أنه ينبغي أن يكون كذلك وصلا في كل مكان، إذ لا جدوى منه لمن يسخره لإلهاء في غير مصلحة الناس. وأكد يوسف عايدابي في رسالته قائلا «إننا لا نريد للمسرح إلا أن يكون أداة اجتماعية ووسيلة للمقاومة والكفاح ضد التفرقة والاحتراب... على المسرح أن يكون في مناطق النزاع والشقاق، وفي أماكن العلم والتنمية، فرصةً للتسامح والتعايش والحوار، بل ولتقريب شقة الخلاف والاختلاف». وأوضح مستشار الهيأة العربية للمسرح أن المسرحيين لا يريدون مسرحا للنخبة أو لفئة قليلة في بلداننا التي ترزح تحت نير الحروب والجوع والفقر والمرض، ومن بينها بلده السودان، التي قال عنها «في مثل بلادي الكليلة العليلة الممزقة، المقطوع شطرها، الغابة جنوبا، والمنفصل شقها، الصحراء شمالا». ويذكر أن يوسف عايدابي، واحد من علامات المسرح والثقافة، ليس في السودان فقط، بل وفي الوطن العربي عامة ومنطقة الخليج خاصة، وهو حاصل على دكتوراه في تاريخ ونظرية المسرح من جامعة بوخارست برومانيا ومتخصص أيضا في علوم المسرح والسينما. وجدير بالذكر أن الرسالة التي ألقاها يوسف عايدابي تأتي في إطار تقليد سنوي دأبت عليه إدارة الهيأة العربية للمسرح، وذلك منذ الإعلان الرسمي عن ميلادها وانعقاد مؤتمرها التأسيسي سنة 2008. وفي هذا الصدد، ألقى أول رسالة الفنان اللبناني يعقوب الشدراوي، ثم قدمت عدة أسماء من دول مختلفة رسائل في كل دورة ومن بينها الفنانة ثريا جبران، التي ألقت رسالتها وهي على سرير المرض سنة 2013. أمينة كندي