أخبار 24/24

زيان… قناع البؤس الزائف

جرب المعتقل محمد زيان كل وصفات “الاستهبال” و”التبوحيط” للحفاظ على صورته “بطلا من ورق”، فكل دقيقة يقضيها خلف قضبان زنزانته، تكشف عن شخصية لها أكثر من قناع، حسب الظرفية.
اختار زيان، اليوم (الاثنين)، وهو يتوجه إلى المحكمة التي ستبث في القضايا المتهم فيها تبديد المال العام، قناع “تمسكن حتى تتمكن”، إذ فضل تسويق صورة مسن يمشي ببطء، ويعاني من الإجهاد والصعوبة في الحديث، عله يستجدي عطف المسؤولين لإطلاق سراحه أو يتباكى عليه رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
خانت النباهة زيان، مثل عادته، فاستجداء العطف والرحمة، لا يستقيم والقضايا التي يتابع فيها أو أدين بسببها عن حق، وتسويق صورة “البؤس” لن تشفع له، وهو الذي حمل كل معاول الاتهامات الكاذبة، للنيل من المؤسسات، وإطلاق حنجرته في السب والقذف وتوجيه التهم لكل من لا يتماشى مع طموحه الشخصي وانتشائه بشخصية “البطل” (من ورق طبعا).
كما غاب عن زيان أن العدالة وكفتي ميزانيها، أقوى من كل “خرجاته” وصور “فوتوشوب”، إذ أدين في قضايا عجز عن تقديم أدلته فيها، ويحاكم، الآن، في تهم اختلاس وتبديد أموال عمومية، والمشاركة في تلقي فائدة في مؤسسة يتولى إدارتها والإشراف عليها، بناء على شكاية قدمها كان المكتب الحالي للحزب الليبرالي الحر إلى النيابة العامة اتهم خلالها زيان بتبديد أموال الدعم العمومي المخصص للحزب، حيث أحيل الملف على قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بالرباط، الذي قرر متابعة زيان في حالة اعتقال، بينما قرر في ذات الصدد متابعة آخرين في حالة سراح.
في الأسابيع الماضية، استعان زيان بكل أقنعة شخصيته الزائفة، لكن دون جدوى، فأعلن عن خوض إضراب عن الطعام، ثم تراجع عنه، بعد الاستجابة لمطالبه المتمثلة في “تسخين وجبة الأكل، وتمديد مدة الفسحة، وفتح الباب الخارجي للزنزانة”، وغيرها من المطالب التي استعرضها بلاغ المنسوب لأسرته، وفي محاولة يائسة منه استعان بجهات خارجية تدعي أنها حقوقي للضغط وإطلاق سراحه، لكن أمله خاب، لسبب بسيط أن القانون فوق الجميع.
لم يفطن زيان ومن معه أن التباكي و”التمسكين” مسرحيات فاشلة أكل عليها الدهر وشرب، وأن الحق والقانون أسمى من صور بائسة وباهته، لن تغير من الواقع في شيء.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات

نود أن نشكركم على زيارتكم لموقعنا. لكننا نود أيضًا تقديم تجربة مميزة ومثيرة لكم. لكن يبدو أن مانع الإعلانات الذي تستخدمونه يعيقنا في تقديم أفضل ما لدينا.