شركة جديدة تسوق أجهزة لقياس المسافة والزمن والسعر وتزود الزبناء بفواتير تستعد شركة المستقبل الجديد للتكنولوجيا «نوفو أفونير تكنولوجي»، لتسويق عدادات مفوترة خاصة بسيارات الأجرة الصغيرة ، إذ ستعرض ابتداء من منتصف الشهر الجاري طرازين في السوق، يتعلق الأمر بالعدادين «بريموس ميرور» و»بريموس باور»، فالأول يتخذ شكل مرآة تكشف للزبون المسافة والزمن والسعر، ولا يقتطع حيزا كبيرا في مقصورة قيادة السيارة، وهي الخاصية المتوفرة أيضا في العداد الثاني، الذي يشبه جهاز الراديو المثبت في السيارة، فيما يرتبط الاثنان بطابعة «باور برانت»، التي تصدر فواتير عن الرحلات تتضمن أرقام مأذونية سيارة الأجرة وتسجيلها، وكذا اسم السائق وتاريخ بداية ونهاية الرحلة، إضافة إلى المسافة المقطوعة والثمن المؤدى عن الرحلة. وأكد مهيوب الأسعد، مالك الشركة، التي تعتبر الموزع والمستورد الحصري في معظم الدول العربية لمجموعة «آي تي آي» الفرنسية، الرائدة في تصنيع العداد وأجهزة تحديد المواقع عبر الأقمار الاصطناعية، أن العدادات الجديدة ستتوفر في السوق الوطنية بشكل تدريجي انطلاقا من الدار البيضاء، التي يرتقب أن تحتضن بين 12 و15 مركزا لتسويق وصيانة للعدادات، في أفق التوسع في مدن الرباط ومراكش وأكادير، موضحا أن اختيار الاستثمار في المغرب أملته الحاجة إلى مثل هذه التكنولوجيا، ذلك أن الشركة عمدت إلى إنجاز دراسة جدوى لسوق سيارات الأجرة الصغيرة في العاصمة الاقتصادية، همت حوالي 105 سيارات وامتدت بين 2009 و2013، وخلصت إلى أن 95 % من العينة المدروسة تتوفر على عدادات قديمة تحتسب السعر على أساس الزمن، إذ يسهل التلاعب فيها وتتسبب في خسائر مادية لمالك السيارة والزبون. وأضاف الأسعد في حديث مع «الصباح»، أن الشركة تمكنت من الحصول على كافة التراخيص التي تخول تسويق العدادات المفوترة في السوق المغربية، إذ تمت المصادقة عليها من قبل وحدة الجودة والقياس بوزارة الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، إلى جانب موافقة وزارة التجهيز والنقل و اللوجستيك، وهو الأمر الذي يمثل ضمانة إضافية بالنسبة إلى الزبناء، الذين ما زال أغلبهم يستخدم عدادات مهربة أو صينية الصنع، غير مبرمجة بشكل دقيق على احتساب المسافة والزمن، وتروج في السوق بسعر يتراوح بين ألفين وثلاثة آلاف درهم، علما أنها غالبا ما تكون مخصصة للاستخدام مرة واحدة، إذ يصعب على مالك سيارة الأجرة إصلاحها أو صيانتها بعد تعرضها لعطل مفاجئ. وبخصوص المخطط التجاري للشركة، يراهن المستثمر الفلسطيني على تحسيس أرباب سيارات الأجرة الصغيرة بأهمية الاعتماد على العدادات المتطورة، إذ عقد في هذا الشأن لقاءات مع النقابات المهنية ومسؤولين في وزارتي النقل والداخلية بهدف تعميم هذه العدادات بشكل سلس في السوق، إلى جانب تكثيف عرض خدمات الصيانة التي ستنطلق من خلال مركزين جاهزين حاليين في الدار البيضاء، ويهتمان بتركيب العدادات وصيانتها لفترة ضمان مقترحة بين سنة وثلاث سنوات، بسعر يتراوح بين 500 و800 درهم، في الوقت الذي لم يتم الاستقرار بعد على سعر بيع العدادات المفوترة في السوق. مدة إصلاح العداد لن تتجاوز 10 دقائق يتوفر مركزا التركيب والصيانة في العاصمة الاقتصادية على طاقم بشري مكون من 12 عاملا خضعوا لتدريب مكثف على يد خبراء فرنسيين، في أفق رفع عدد اليد العاملة إلى 200 عامل في المدينة المذكورة، و500 في باقي المدن موازاة مع التوسع التدريجي لعدد مراكز الصيانة، التي تتنوع بين ثابتة في المدن الكبرى ومتنقلة في المدن الصغرى، علما أن مدة إصلاح العداد المتوقعة تبلغ في المتوسط 10 دقائق، ويتم في حالات عدم التمكن من تحديد العطب، تغيير العداد المعطل بآخر جديد في إطار ضمان الصيانة المقدم من قبل الشركة، في الوقت الذي تتوفر العدادات المفوترة على برنامج معلوماتي خاص يمكن من استخلاص كافة المعطيات الخاصة بالرحلات طيلة السنة، ويتم تحيين هذا البرنامج من قبل الشركة بشكل سنوي، إذ يتمتع بخصوصية تقنية تمنع نقله من سيارة أجرة إلى أخرى مع تشابه أو اختلاف طراز السيارة، ذلك أن العداد موصول بالمحرك ومبرمج على حركته بشكل دقيق. بدر الدين عتيقي