مغاربة يصرفون الملايين على الأحصنةتشكل تربية الخيول إحدى الهوايات المفضلة لدى فئات واسعة من المغاربة، منهم من يمارسها في أجواء تقليدية في ما يعرف بـ"التبوريدة" التي تشكل أحد مكونات الهوية التاريخية للمملكة، فيما البعض الآخر يمارسها داخل أندية مخصصة لهذا الغرض تحت إشراف أطقم وخبراء متخصصين في المجال وفق جدولة زمنية، بينما يؤوي عدد من المغاربة سيما المنتمين إلى أسر "هاي كلاس"، خيولا بإسطبلات تصرف عليها الملايين اهتماما بهذا الصنف الحيواني."الصباح" تقدم خلال هذا الخاص، إطلالة على أندية مخصصة لهذا الغرض، والمهن المرتبطة بها، وأنواع الخيول الأكثر وجودا بالمغرب، وأسعار البعض منها إلى جانب التظاهرات الوطنية التي تسعى إلى تشجيع ممارسة هذه الرياضة والحفاظ عليها. نادي "الركاب" بالبيضاء...النموذج تأسس قبل 89 سنة وأرضياته بمواصفات عالمية ويتوفر على 200 حصان يعتبر نادي الركاب البيضاوي "ETRIER CASABLANCA" من أقدم أندية الخيول بالمغرب، إذ يعود تاريخ تأسيسه إلى سنة 1926 من طرف مواطنين فرنسيين عاشقين للخيول.ويتوفر نادي الركاب على أكثر من 400 حصان و240 منخرطا بينهم أبطال للمغرب في عدد من المسابقات المحلية والوطنية.يوجد نادي الركاب بالبيضاء وبالضبط قرب مركب الأمل للتنس ومقر نادي الوداد الرياضي، ويعتبر من أحسن الأندية على مستوى المشاركات في المسابقات، إذ يشارك أكثر من أربعين في المائة من الأحصنة الموجودة به في المسابقات.يقول أحد المسؤولين بالنادي إن العلاقة الحميمية بين الحصان والإنسان المغربي على الخصوص هي التي جعلت هذا النادي يتألق منذ سنوات الثلاثينات رغم الأزمات الكثيرة التي مرت وجعلت البعض يتخلى عن عشقه لهذا الحيوان، مضيفا "أنا أعتبر أن تربية ومسابقات الخيول هي الرياضة الشعبية الأولى بالمغرب وليس كرة القدم، لأن المغاربة مرتبطون بشكل لا يتصور بالحصان".وبخصوص النادي قال "يوجد بالنادي أكثر من 200 حصان من جميع الأنواع وأكثر من 240 منخرطا. ونحن نوفر هنا كل سبل الصحة والرفاهية للأحصنة الموجودة سواء المملوكة للنادي أو للأشخاص، وكما ترى فكل المهنيين يشتغلون بصفة يومية من أجل راحة الأحصنة وتجهيزها للمسابقات المحلية والوطنية، كما أن الأرضية التي تجرى عليها السباقات والتداريب والترويض هي أرضية بمواصفات عالمية كلفت أكثر من 120 مليون سنتيم، هي أرضية لينة بأتربة من منطقة بولمان التي تشبه إلى حد كبير الموجود في كل أرضيات السباقات في فرسنا وإيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية". وقام "الصباح" بجولة في مرافق نادي الركاب، الممتد على ثلاثة هكتارات، إذ توجد به كل سبل الرفاهية بالنسبة إلى الخيول من تطبيب ومرافق صحية لغسل الخيول والأكل والترويض بطرق حديثة والحدادة وسيارات النقل.ولا يهتم النادي فقط بالأحصنة، بل جهز أماكن خاصة للخيالة، خصوصا أماكن بيع مستلزمات السباقات بماركات عالمية بأثمنة تصل إلى 10 آلاف درهم، من أقمصة وقبعات وغيرها.وبالنسبة إلى الاشتراكات داخل النادي، فيجب أداء حق الدخول والمحدد في 10 آلاف درهم بالنسبة إلى الفرد الواحد، و15 ألف درهم للعائلة مع اشتراكات تصل إلى 2400 درهم للعائلة.أما بخصوص الأمتعة التي تلزم الفارس فيمكن أن تصل إلى أكثر من 50 ألف درهم (سروج ولجام ولباس خاص بالتباري وأحذية).أحمد نعيم أول مزاد دولي للخيول بالمغرب احتضنت الجديدة في أكتوبر من سنة 2012 مزادا دوليا للخيول البربرية والبربرية-العربية، في سابقة من نوعها في المغرب. ونظم المزاد ضمن فعاليات "المعرض الدولي للفرس" في دورته الخامسة بالجديدة، وعلى هامش تنظيم البطولة الدولية للخيول والأفراس البربرية بمشاركة 14 دولة منها الدول الست الأشهر بإنتاج هذا النوع من الخيول، وهي المغرب والجزائر وتونس وإسبانيا وفرنسا والبرتغال وألمانيا، بهدف إنشاء سوق سنوية للخيول ستكون مفتوحة أيضا أمام الخيول العربية الأصيلة والخيول الإنجليزية، وخيول السباق.وجاءت المبادرة بعد 20 سنة من إنشاء الجمعية العالمية للفرس البربري، وهو صنف أصيل من الخيول ظهر في المغرب قبل ثلاثة آلاف سنة، ومنه انتقل إلى أوربا وأمريكا وآسيا.أ. ن 30 مهنة في تربية الخيول بالمغرب تتطلب تربية الخيول في الضيعات الموجودة بالمغرب 30 مهنيا تتوفر فيهم مواصفات خاصة من أجل أداء العمل وفق شروط مضبوطة واحترافية.ومن بين المهنيين الذين يجب توفرهم بشكل يومي، هناك الطبيب البيطري والمروض والمعالج الطبيعي والمكلف بالأعلاف بشتى أنواعها وإيواء الحصان والحدادة والمكلف بمقصورة الحصان، إضافة إلى عمال النظافة.ويتطلب وجود هذه الأعداد من المهنيين ميزانيات إضافية لأصحاب الضيعات.والأمر نفسه تعانيه أندية الخيول التي تتكلف بإيواء أحصنة الخيالين ما يفرض عليها إضافة أجور المهنيين إلى اشتراكات يجب أن تؤدى من طرف الخيالة.وحسب أحد الخبراء الذين التقتهم "الصباح" على هامش الزيارة التي قامت بها إلى عدد من الأندية المعروفة بمحور البيضاء/الرباط/المحمدية، فإن تربية الخيول تتطلب تركيزا كبيرا لأن المعني بالأمر حيوان شديد الحساسية ومتطلباته كبيرة، مضيفا "هذا الأمر جعل البعض يخصص عمالا إضافيين للتكلف بالحصان بخدمات من صنف خمسة نجوم لما له من مكانة في تاريخ وحضارة المغرب ولقربه من الشخصية المغربية".وأوضح أن "ميزانية التكلف كبيرة جدا لأن هناك الكثير من المتطلبات بداية من الأكل والتطبيب والإيواء والأعلاف بشتى أنواعها والأمتعة المكلفة ماليا إضافة إلى رواتب العمال".وتفيد التقديرات ان في المغرب 130 ألف حصان يراوح ثمن الواحد منها بين 300 و400 ألف درهم، مع إضافة أكثر من 2000 درهم يؤديها أصحاب الخيول إلى الأندية نظير الخدمات المقدمة لها. ويعمل في تربية الخيول نحو 141 ألف شخص، ويشكل هذا النشاط تقريبا أقل من واحد في المائة من الناتج المحلي الإجمالي أي ما يعادل 400 مليار سنتيم.أ. ن جامعة ملكية تعد الجامعة الملكية المغربية للفروسية، واحدة من أبرز المؤسسات الوطنية التي تعمل على تشجيع الفروسية بالمملكة، باعتبارها رياضة تاريخية، إلى جانب تأطير هذا المجال عبر السهر على تنسيق منافسات وطنية ودولية تقام بالمغرب.ويرأس الجامعة الملكية المغربية للفروسية، الشريف مولاي عبد الله العلوي، أحد أفراد الأسرة الملكية، وهو ما يعكس الاهتمام الملكي والوطني بتربية الخيول في المغرب.وحل مولاي عبد الله العلوي، على رأس هذه الجامعة خلفا للأميرة الراحلة للا آمنة، عمة جلالة الملك محمد السادس، التي عرفت منذ صغرها بالاهتمام بهذه الرياضة، إذ كانت سموها تولي أهمية خاصة للرياضة سيما الفروسية حيث تمكنت في سن مبكرة من اكتساب صفة فارس والتوفر على إسطبل خاص لتربية الخيول والجياد وممارسة الفروسية رياضة وفنا وهواية. ي.ر تظاهرات وطنية للاحتفاء بالخيول تحتضن مختلف جهات المملكة، تظاهرات متنوعة تساهم في إبراز مكانة الحصان في الثقافة المغربية، وتولي اهتماما بتربية الخيول، من أبرزها معرض الفرس بالجديدة، وأسبوع الفرس بالمركب الملكي للفروسية والتبوريدة "دار السلام"، وهما الحدثان الوطنيان الكبيران اللذان ينظمان تحت رعاية جلالة الملك محمد السادس.أضحى معرض الفرس بالجديدة، الذي يقام بحلبة الفروسية الأميرة للا مليكة، موعدا سنويا قارا يعرف بالتراث الفروسي إضافة إلى ضمه سوقا وطنية ودولية كبيرة للتعريف بمختلف الأصناف، كما يعمل على ترجمة الأهمية التي توليها جهة دكالة عبدة لتربية الخيول والمهارات الخاصة بالفروسية بنوعيها التقليدية والعصرية، فضلا عن إبراز المهن المرتبطة بهذا الموروث الثقافي الوطني، والصناعات التقليدية المتعلقة به. وتشكل هذه التظاهرة، فرصة أمام دول العالم لبسط خبراتها في مجال الفروسية، عبر برنامج متنوع يساهم في تشجيع تربية الخيول على اعتبارها من الرياضات الأكثر انتشارا في التاريخ الإسلامي والعربي.ومن أبزر التظاهرات الرياضية الوطنية المتعلقة بمجال الفروسية، "أسبوع الفرس" الذي يقام سنويا بدار السلام بالرباط، ويشهد مشاركة مكثفة لفرسان من مختلف جهات المملكة، كما يعرف تنظيم مجموعة من المسابقات الوطنية، التي تحمل اسم جلالة الملك محمد السادس أو أسماء أمراء وأميرات، وتشهد منافسة أجود الفرسان على الصعيد الوطني.ياسين الريخ شركة لتشجيع الفرس من أبرز المؤسسات الوطنية التي تهتم بالتشجيع على تربية الخيول، الشركة الملكية لتشجيع الفرس، التابعة لوصاية وزارة الفلاحة والصيد البحري، من مهامها الحفاظ على الفرس والمهن المرتبطة به، باعتبارها موروثا ثقافيا وطنيا، كما تعتبر الإطار الوطني الذي يسهر على تدبير هذا القطاع، عبر إدارة الموارد المالية والتحسين الوراثي للخيول وتأطير تربيتها إلى غير ذلك من المهام. كما تعمل هذه الشركة على تدبير رهانات سباقات الخيول في المغرب، إذ سبق أن أعلن مديرها العام عمر الصقلي، في وقت سابق، أن المغاربة ينفقون حوالي 5 ملايير سنويا على هذه الرهانات، التي توجه معاملاتها بالكامل نحو تمويل قطاع تربية الخيول. وتهتم الشركة، أيضا بتحسين نسل سلالات الخيول ورفع أعدادها، عبر تمرير وملاءمة الممارسات الجيدة المرتبطة بالتقنيات العصرية في مجال تربية الخيول، وتحسيس المربين براحتها ورفاهيتها عبر لقاءات تكوينية يؤطرها مجموعة من الخبراء والمختصين.ي.ر