رواية جديدة للكاتب المغربي تعرض حالات هاجرت بحثا عن الحرية الجنسية «بلد للموت» عنوان اختاره الكاتب المغربي المثير للجدل عبد الله الطايع لآخر كتبه الذي يصدر اليوم (الخميس) بفرنسا على أن يرى النور بالمكتبات الوطنية نهاية يناير الجاري، ليواصل من خلاله رحلته في عالم الكتابة الجنسية التي يعتبرها حقا لكل شخص مهما اختلفت ميولاته.تدور أحداث «بلد للموت» حول قصص واقعية لأشخاص هاجروا من بلدانهم الأصلية نحو فرنسا للبحث عن ملذات جنسية في إطار احترام حقوق الإنسان، غير أنهم سيفاجؤون بواقع أكثر مرارة، إذ تمتهن المغربية «زهيرة» الجنس بين شوارع حيي «باربيس» و«كليشي» الباريسيين، ويختار الجزائري «عزيز» التحول الجنسي ليصبح «زنوبة» من أجل تلبية رغباته الأنثوية، فيما اختار الثوري المثلي الإيراني «موجتابا» البحث عن شهواته بعيدا عن بلده الذي يقيد المثلية الجنسية على غرار مختلف الدول الإسلامية.ثلاث شخصيات محورية لهذا الكتاب، اختارت تلبية رغبات جنسية من أجل تحقيق مجموعة من الأهداف الشخصية، إذ تعيش «زهيرة» من عائدات ممارساتها اليومية، فيما لمس «زنوبة» أن التحول الجنسي لم يكن الاختيار الصائب وأنه بات يعيش بين نارين الأولى نظرة المجتمع والثانية إثبات الذات، فيما اختار «موجتابا» الاستقرار النفسي بعيدا عن الأجواء المعقدة نتيجة الثورة الإيرانية لسنة 2009 لتجمعه برجل علاقة ارتباط في انتظار توثيقها وفق ما ينص القانون الفرنسي الحالي.اختار عبد الله الطايع، أن تدور قصص شخصياته في صيف 2010، وهي الفترة التي سبقت رياح الربيع العربي والتي تحمل مجموعة من الدلالات لدى قاطني الدول العربية، مؤكدا في حديث لـ«الصباح» أن المثلية والرغبات الجنسية هي ملذات فطرية لكل شخص يجب احترامها على أرض الواقع وليس فقط كتابتها في قوانين الدول، مبرزا أن الهدف من هذا الكتاب هو مواصلة الغوص في تجارب مجموعة من الأشخاص اختاروا هجرة دولهم الأصلية إلى بلدان أوربية سعيا في الحرية، قبل أن يفاجؤوا بقيود تجبرهم على الخضوع لها والعيش تحت وطأتها.وعن اختيار عنوان «بلد للموت»، أشار الطايع في الحديث ذاته، إلى أن بلدان الأصل هي بداية الدول التي «يموت» فيها الشخص المثلي أو ممتهن الدعارة ببطء، ما يجعله يفكر في الهجرة نحو عالم آخر باحثا عن «التحرر»، قبل أن «يدفن» مجددا في «قبر» محاط بـ»العنصرية» والنظرة الدنيوية وفلكلورية لمجتمع يدعي الانفتاح، في غياب أي وجود ذاتي وسياسي وإبداعي لممارسي الدعارة.ويأتي الكتاب الجديد لعبد الله الطايع، الذي سبق له أن أعلن عن مثليته الجنسية، بعدما قدم في وقت سابق مجموعة من الكتب من بينها «الطربوش الأحمر» و«يوم الملك» الذي حصل به على جائزة «فلور 2010»، فضلا عن مشاركته في كتاب «رسائل إلى شاب مغربي»، إلى جانب رواية «جيش الإنقاذ» التي حولها إلى فيلم سينمائي شارك في المهرجان الوطني للفيلم بطنجة ونال مجموعة من الجوائز العالمية.ياسين الريخ