البنايات المهددة بالانهيار بفاس… الإنذار الأخير

المسؤولون جالسوا فعاليات مدنية بحثا عن حلول لمحاربة مخاطر البناء الآيل للسقوط بالمدينة القديمة اقترح فاعل جمعوي على الدولة شراء المنازل المهددة بالانهيار بالمدينة العتيقة بفاس، وفتحها في وجه مسؤولي المدينة للسكن فيها حتى يكونوا أقرب إلى المعاناة اليومية لقاطنيها التي تتضاعف مع تهاطل الأمطار، ما أضحك وفتح المجال لهمسات خافتة لحضور قاعة العمالة بالبطحاء، لمناسبة انعقاد لقاء مع الجمعيات والوداديات، لتدارس مشاكل البنايات المهددة بالانهيار، واقتراح مشاريع وحلول.المتدخل قصد باقتراحه، وعن حسن نية، إحياء الاهتمام بالنسيج العتيق وتقريب الإدارة من المواطن، تماشيا مع اقتراح فؤاد السرغيني، مدير وكالة التنمية وإنقاذ فاس (لادير)، المتبنى من قبل الوالي محمد الدردوري، القائل بخلق فرع للجامعة الأورومتوسطية بالمدينة العتيقة، وإحداث نواة حي جامعي بمدرستي الصفارين والمحمدية، بمواصفات عصرية منفتحة على كل التكنولوجيات. وقال "تصوروا لو سكن مسؤولو فاس بالمدينة العتيقة، أكيد سيتضاعف الاهتمام بها وبسكانها"، وستحل مشاكلهم مع النسيج العتيق، خاصة المهدد منه بالانهيار، بل قد يتذوقون عذاب وآلام المدفونين أحياء بين أسوار بنايات قد تتحول إلى قبور لقاطنيها في أي لحظة، لكن حضور اللقاء أول اقتراح هذا الفاعل الذي دعا للاستثمار في الرأسمال البشري خلف الأسوار، بطريقته الخاصة.وتعالت تعليقات من قبيل "واش قاري فيهم حسيفة" أو "باغي تتهنى منهم"، و"حتى يبغيو بعدا"، على ألسن حضور اللقاء الملتئم طيلة أكثر من ساعتين، لتداول خبر انهيار سقف البناية غير المقطونة رقم 23 بالدرب السفلي برأس الجنان بالمدينة القديمة، دون أن يخلف أي خسائر بشرية أو مادية ملموسة، قبل دقائق معدودة من تهاطل أمطار خفيفة على فاس.ورغم أن مداخلات النسيج الجمعوي، لم تخل من مجاملة ومحاباة وبعضها كان فارغا، إلا من عبارات الشكر، فإن أخرى لامست جرح ظاهرة البناء المهدد بالانهيار، وأسباب تأخر إنجاز مشاريع إعادة الاعتبار، بما في ذلك مشاريع دشنها الملك، متمنية أن يترجم ما جاء في كلمة مدير "لادير" على أرض الواقع، بشكل ملموس وظاهر للعيان، وأن توكل الأشغال لمقاولات كبيرة لها تجربة.وقال محمد أعراب، رئيس لجنة رد الاعتبار للمدينة العتيقة، إن المبلغ المحدد دعما للأسر المعنية دورها بتدخلات الترميم، غير كاف متحدثا عن مشكل مؤرق تشكله 300 خربة، اقترح تفويتها للدولة قبل تنقيتها، حتى لا تصبح فاس "مدينة الخرب"، فيما تساءل زميله عن الفائدة مما ورد في عرض مسؤول "لادير" إذا لم يستفد التجار والمنتوج التقليدي بالأسواق خاصة بقيسارية الكفاح.ودعا التاجر أيوب القران إلى استثمار الرأسمال غير المادي داخل أسوار المدينة القديمة التي قال إنها لا تعاني فقط تدهور نسيجها العمراني، بل ابتليت بالانتشار الفظيع للباعة الجائلين، فيما ألحت باقي التدخلات على ضرورة ضبط وتسريع تدخلات ترميم المآثر التاريخية والعمرانية وإشراك كل الفاعلين، ما تعهد به مسؤول وكالة التنمية وإنقاذ فاس، المتحدث عن تقدم في الأشغال.واعترف والي فاس، محمد الدردوري، بوجود إكراهات في تمويل مشاريع الإنقاذ، ما يفرض خلق قوانين تقنية جديدة لتمويل الوكالة التي أثنى على تجربتها طيلة ربع قرن، كي تضطلع بدورها في إعادة الاعتبار للمدينة العتيقة واسترجاع مجدها ورواجها ونشاطها، مؤكدا أن الجميع بمن فيهم النسيج الجمعوي، يجب أن يعمل جسدا واحدا للبحث عن تمويل لمشاريع ترميم البنايات المهددة بالانهيار. وتحدث فؤاد السرغيني، مدير الوكالة في عرضه للمناسبة، عن تقدم ملموس في نسبة إنجاز مختلف الأشغال المتعلقة بترميم 27 بناية تاريخية في إطار برنامج رد الاعتبار، وترميم المآثر المدشنة من قبل الملك، خاصة ما يتعلق منها بالمدارس التقليدية والفنادق والقناطر والأبراج والحمامات والمنشآت الدينية والروحية والثقافية والسياحية والاجتماعية وضريح سيدي احرازم وغيرها.وقال إن لجنة محلية يترأسها الوالي، التأمت وأسست مجموعات عمل تفكر بعمق في إعادة توظيف هذه المعالم، مؤكدا أن البنايات المهددة "موضوع شائك" بالنظر إلى ارتفاع عددها إلى 1286 بناية مرشحة للإصلاح، بتنسيق مع سكانها الممنوحة لهم إعانات بقيمة 127 مليون درهم، مؤكدا أن 300 بناية تحتاج إلى تدخل مباشر، و143 أخرى تحتاج إلى الهدم كليا أو جزئيا.وتحدث عن وجوب البحث عن تمويلات بأكثر من مليار درهم للوفاء بأمل إقامة مشاريع تنهي خطر تلك البنايات، وتعيد الاعتبار لـ120 فندقا تقليديا و178 مسجدا بينها 60 مسجدا في حالة حرجة ومقلقة بعد إغلاقها، إضافة إلى 46 كتابا قرآنيا، ونحو 50 دارا فخمة ورياضات، متحدثا عن برنامج هام لإقامة مواقف للسيارات تحت أرضية بمداخل المدينة العتيقة، وحزام بيئي جميل محيط بها.وأشار إلى وجود برنامج لإقـــامة مواقف تحوي 4700 سيارة بمختلف المــداخل، بينها 2150 سيــارة بموقــف من طابقين بباب الجديد، وموقف يتســع لـ 1500 سيارة ببين المدن ووادي الزحون، ومواقف أخرى تحت أرضية بعين أزليتن وباب عجيسة وبوجلود، متحدثا عن رغبة كبيرة تحدو الوكالة للوفاء بحاجيات سكان النسيج العمراني التقليدي، ما ألح المتدخلون على لزوم معاينته واقعا. حميد الأبيض (فاس)

البنايات المهددة بالانهيار بفاس… الإنذار الأخير

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إلغاء نظام المقايسة وتحرير أسعار المحروقات

أزكون تفقد 20 كيلوغراما بعد عملية جراحية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات