التحقيقات كشفت تورط سائق "طاكسي"أوعز للمتهم بسرقة الضحيتين «الإعدام لاعنيبة، الإعدام لاعنيبة...» هكذا استقبل عشرات سكان حي المدرسة بالحي المحمدي بالبيضاء المتهم بتعذيب وقتل امرأة وزوجها خلال حضوره، أمس (الثلاثاء)، رفقة عناصر الشرطة القضائية بأمن عين السبع من أجل إعادة تمثيل الجريمة. تعمد المتهم أن يطاطئ رأسه حتى لا تقع عيناه على أي شخص من أبناء الحي ليلقيه بنظرات تحمل العديد من عبارات اللوم بل والكره على ما اقترفته يداه من جرم في حق امرأة وزوجها معروفين بطيبوبتهما في الحي. وقف المتهم، أمام باب المنزل، وأخبر عناصر الشرطة أنه ترصد للزوجين في وقت مبكر من صباح الجمعة الماضي، قبل أن يعاين الزوج يفتح الباب، توجه صوبه مسرعا مستغلا خلو الزقاق من المارة، ودفعه إلى الداخل بقوه، ليسقط أرضا ويجره إلى غرفة بالشقة، حيث وجه له مجموعة من اللكمات ووضع على فمه منديلا ليمنعه من الصراخ والاستنجاد بزوجته التي كانت في غرفة مجاورة، ثم قتله خنقا. وتوجه المتهم، حسب ما أخبر به عناصر الشرطة، إلى الغرفة المجاورة حيث وجد الزوجة على وشك الاستيقاظ بعد أن سمعت بعض الصراخ، ليوجه لها لكمات بدورها قبل أن يسقطها أرضا ويبدأ في تعنيفها مطالبا إياها باطلاعه على المبلغ المالي الذي تخفيه، غير أنها كانت تخبره في كل مرة أنها لا تتوفر على أي أموال، قبل أن يجهز عليها بدورها. وأضاف المتهم، خلال إعادة تمثيل الجريمة، أنه ربط الاتصال بصديقه سائق سيارة الأجرة وأخبره بأنه قتل المرأة وزوجها، وأنه لم يجد المبلغ المالي الذي سبق أن أخبره أنهما يتحوزانه. وعلمت «الصباح» أن التحقيقات أظهرت أن المتهم الرئيسي، وهو من مواليد 1981، والمعروف بسوابقه في العنف والاتجار في المخدرات، سبق وأن خطط رفقة شريكه، سائق سيارة أجرة من مواليد 1974، لاستهداف الضحية الذي يملك محلا للمواد الغذائية بغرض سرقة أمواله، وأن الأخير بعد أن علم من صديقه بمقتل الزوجين، توجه نحو مقر أمني وبلغ عن حدوث جريمة، مضيفا أنه تلقى مكالمة من أحد أبناء الحي أخبره من خلالها بالجريمة. وانتقلت عناصر الأمن إلى المنزل المعني لتعثر على جثتي الضحيتين، فيما تمت معاينة آثار للعنف بالإضافة إلى بعثرة محتويات المنزل، لتفتح بحثا في الموضوع أثير من خلاله لقب "اعنيبة" الذي كان إلحاحه في السؤال، لبعض سكان الحي، عما إذا كانت الشرطة قد توصلت لمقترف الجرم، مثار شكوك حوله، قبل أن تعتقله الشرطة، وتكشف ندوبا على وجهه ساعدت في فك لغز الجريمة، ليعمق البحث مع سائق سيارة الأجرة الذي اعترف بأنه خطط رفقة المتهم لسرقة المرأة وزوجها، نافيا أن يكون قد حرضه على قتلهما. ومباشرة بعد انتهاء تمثيل الجريمة، غادر المتهم الرئيسي الشقة التي وقع بها الحادث، قبل أن يطلق السكان العنان للصياح من جديد مطالبين بإعدام "اعنيبة"، ليحال بعد ذلك المتهم على الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، فيما توبع سائق سيارة الأجرة بالمشاركة في القتل العمد. الصديق بوكزول